حقق ميت رومني المرشح الجمهوري في الانتخابات التمهيدية لاختيار منافس للرئيس الأميركي باراك أوباما، فوزاً محورياً في ولاية نيو هامبشير. وثبت موقعه في الصدارة قبل انتقال المنافسة للولايات الجنوبية وحيث أمام منافسيه فرصة أخيرة لوقف صعوده باتجاه الفوز باللقب. وفي سباق تصدرته الهموم الاقتصادية والمعيشية، نجح رومني في كسب الجولة الثانية من الانتخابات التمهيدية في ولاية نيو هامبشير المعروفة بولاية الصوان، وانتزع 38 في المئة من الأصوات في مقابل 24 في المئة للمرشح الليبرتاري رون بول، فيما توزعت باقي النسب على 4 مرشحين آخرين. واستفاد رومني في شكل كبير من حضوره السياسي القديم في الولاية وكونه كان حاكماً لولاية ماساتشوستس المجاورة ويملك منزلاً للعائلة في نيو هامبشير. كما ساعده دعم المستقلين ووجوه سياسة بارزة في الحزب الجمهوري مثل السناتور جون ماكين، والسناتور السابق العربي الأصل جون سنونو وغيرهم توجهوا إلى الولاية. وثبت الفوز موقع رومني في صدارة السباق وفي ظل عجز باقي المرشحين عن اللحاق به وانقسام صوت اليمين المتشدد بين نيوت غينغريش وريك سانتوروم وريك بيري. ومن هنا أتى خطاب رومني ليعكس ثقة كبيرة بقدرته على الفوز باللقب لمواجهة أوباما الخريف المقبل، وركز على مهاجمته وسياسته الاقتصادية. وركز المرشح الجمهوري على الشأن الاقتصادي والذي يحتل أولويات الناخب الأميركي وقال: «نحن نذكر حين جاء باراك أوباما إلى نيو هامبشير منذ أربع سنوات» و «وعد بأن يوحد الناس، وأن يحسن أمتنا، تلك كانت أيام الوعود الكبيرة من مرشح مليء بالأمل، أما اليوم نحن في وجه رصيد مخيب للأمل لرئيس فاشل». واعتبر أن «الطبقة الوسطى تحطمت، وحوالى 24 مليون مواطن أميركي ما زالوا عاطلين من العمل». خبرة طويلة ويستفيد رومني من خبرته الطويلة في القطاع الخاص وفي شركات كبيرة مستاءة من سياسات أوباما والإجراءات الجديدة للحكومة الأميركية بعد أزمة 2008. غير أن رصيد مرشح الصدارة يثير تحفظات القاعدة اليمينية من خلال مواقفه المتقلبة حول قضايا اجتماعية ولانتمائه لطائفة المورمن. وستحظى هذه القاعدة بنفوذ قوي في انتخابات كارولينا الجنوبية في 21 الجاري والتي سيتقرر على أساسها شكل المرحلة المقبلة من السباق، ذلك أن فوز رومني فيها سيختصر طريقه نحو اللقب فيما ستعني أي هزيمة محتملة صعود لبديل آخر يحظى بدعم القاعدة الحزبية. وتعكس استطلاعات «رويترز أيبسوس» تقدماً لأوباما بمعدل خمس نقاط على رومني وأفضلية مماثلة أمام باقي المرشحين.