حصّنت مذيعة "تلفزيون الشرق الاوسط" نشوة الرويني نفسها بالثقافة والسياسة حتى تكون قدر المسؤولية، خصوصا انها تدرك ان القنوات الفضائية العربية يجب ان يكون هدفها خدمة هذا الوطن وليس التناحر. ورغم ان الرويني مقدمة برامج منوعات الا انها درست السياسة وحصلت اخيرا على الماجستير من جامعة لندن وستكمل دراستها الاكاديمية في الاعلام الاسلامي. "الحياة" التقت نشوة الرويني في القاهرة اثناء تسجيل حلقات من برنامجها "سهرة مع فنان". وتقول عنه انه من البرامج الحوارية الخفيفة وهو "ترفيهي وبعيد تماما عن الحوارات الاستفزازية" ويُطعّم "إما بأغانٍ أو لقطات من مسرحيات أو افلام" و"اخترنا مجموعة من الفنانين والفنانات من العالم العربي كله وحاولت التوازن بين التوزيع الجغرافي فاستضفنا مجموعة من مصر والسعودية وتونس والمغرب وسورية ولبنان وغيرها ومنهم محمد هنيدي وصباح فخري وطلال المداح والهام شاهين وهالة فاخر ووليد توفيق وسميرة توفيق وليلى غفران وسميرة سعيد"، حتى الآن يضم البرنامج حوالي 25 حلقة وسيتم اذاعته كل يوم خميس الساعة 7 بتوقيت غرينيتش حتى بداية شهر رمضان وسيعاود اذاعته بعد العيد. يبدو انك تدركين ان النجاح في الاعمال التي تقترب من الاسرار أو النميمة كما يُطلق عليها؟ - لا، ليست نميمة .. وانما هو برنامج ترفيهي .. فأنا أكره الكآبة وبيني وبينك أنا مشاهدة قبل ان اكون مذيعة ولهذا فانني ارى ان المشاهد بعد يوم شغل طويل يريد ان يشاهد شيئا ممتعاً فيه ابتسامة ومعلومة بعيدا عن النكد. كيف جاءت فكرة "سهرة مع فنان"؟ - اثناء تقديمي برنامج "مساء الخير يا عرب" استضفت عدداً من البارزين منهم الدكتور غازي القصيبي ومحمود درويش والطيب صالح وأعتبر هذه الحلقات اضاءات في مساء الخير يا عرب وكانت من اعداد مازن مصطفى ووجدت انها جذبت الجمهور فقلت فلنعمل حلقات كاملة مستقلة وقد كان. وأنا سعيدة بالبرنامج خصوصا انني لا أحب أن "أُقوْلب" نفسي في برنامج واحد لمدة طويلة حتى لا أزهق .. لأن المذيعة لو زهقت .. الجمهور سيحس بها وسيتركها ولهذا كان لا بد من كسر حاجز البرامج اليومية حتى أظل متجددة دائما. ذكرت ان "سهرة مع فنان" ستتوقف مع بداية شهر رمضان .. هل هناك برامج أخرى لك في رمضان؟ - نعم .. سأقدم في رمضان برنامجاً بعنوان "الغلطة بورطة" وهو برنامج ترفيهي عبارة عن مسابقات عدة لعدد من المتسابقين داخل الاستديو وهو ينتج بالتعاون مع شركة انكليزية اسمها "اكشن تايم". يعتمد على معلومات مختلفة تقدم للمشاهد في شكل تسابقي وهناك جزء من المسابقة خاص بالمشاهدين من خلال الاتصالات الهاتفية وطبعا جوائزنا قيمة. كيف حصلت على لقب افضل مذيعة فضائية لمدة ثلاث سنوات متتالية من مطبوعات صحافية عدة؟ - الحمد الله أن حصولي على لقب افضل مذيعة في اكثر من استفتاء سواء في مصر أو لبنان أو الجزائر أو الامارات، اسعدني جداً وأعتبره وساماً على صدري وأقول لكل مجتهد نصيب وأنا احاول من كل قلبي أن اسعد الجمهور. كيف ترين الفضائيات العربية؟ - عندما بثّت محطة "إم. بي. سي" ارسالها قبل 7 سنوات كانت قفزة نوعية في الاعلام العربي وكلنا كعرب فرحنا وقلنا اخيراً أصبح لنا قناة فضائية يشاهدها العالم .. وانا شخصيا ساعتها قلت خلاص أصبح لنا صوت يستطيع أن يرد على اللوبي الصهيوني الذي يسيطر على الاعلام العالمي .. أو حتى إن لم يكن رداً صريحاً فعلى الاقل محاولة لتصحيح صورتنا المشوّهة في كل مكان و"لساننا" المقطوع "هيطلع" وسنظهر للعالم أننا لسنا همجاً ولا متطرفين .. ووجدت بعد ذلك قناة وراء قناة ووراءها قنوات وقنوات من غير سياسة محددة ومن غير توجه محدد ولا توجد "مظلة" تجمعنا "ومش" عارفين حتى نتفق في السياسة الاعلامية. يعني التفرق واصِلُنا في كل حاجة. وبدل ما نكون نحن العرب كتلة امام كتلة، اصبحنا كتلاً صغيرة أمام بعض وفي ابسط الامور حتى مع الفنانين والاغاني. وأصبح التنافس شديداً: من يعرض هذا المسلسل قبل الآخر .. ولا ارى معنى لهذا التنافس .. واؤكد ان وجودنا ممتاز ولكن في غياب عدم الاتفاق على سياسة اعلامية موحدة لا يكون له اثر أو تأثير. هل هي مسؤولية الحكومات؟ - طبعاً، الحكومات تدخل في كل شيء ولكننا كإعلاميين لا بد ان يكون لنا دور .. وأنا شخصياً التوجه العربي طموحي ويسعدني جدا عندما يسألني أحد عن بلدي أقول أنا مسلمة في المقام الاول وعربية في المقام الثاني وأفخر بمصريتي. كونك إحدى المذيعات البارزات .. ما تقييمك للفضائيات؟ - هناك فضائيات تلعب على المخزون السياسي وفضائيات تلعب على المخزون الجنسي وهناك من يكون نسخة مكررة من بعضه البعض. وهناك فضائيات تعمل على مخاطبة العائلة العربية وعندنا نماذج مشرفة وابرزها في الاعلام العربي محطة تلفزيون الشرق الاوسط ليس كونها محطتي وانما لأن كوادرها متميزون ونجوم وعندهم رؤية وهدف وتوجهها للعائلة العربية كلها، وحسب استطلاعات الرأي مازلنا في المقدمة وأعتقد ان هذا يرجع الى ان محطتنا الجميع يشاهدها دون ان يخدش حياءه. من يعجبك في الفضائيات الاخرى غير تلفزيون الشرق الاوسط؟ - عماد الدين أديب وأشعر فعلا انه رجل يعرف ماذا يقول ومتى يقول بطريقة لطيفة وسلسة وايضا يعجبني حمدي قنديل وغيرهما. سؤال قديم جديد .. هل لديك اجابة على اسباب هروب بعض القنوات الفضائية العربية لاوروبا؟ - من أهم هذه الاسباب وجود التكنولوجيا والثورة الاعلامية والتقنية الموجودة في الغرب. ثانيا بالنسبة لنا مركز تلفزيون الشرق الاوسط نوجد في لندن التي تعتبر مركز الثقافة العربية وصدق أو لا تصدق ان معظم مفكرينا ومثقفينا ومعظم كبار الاعلاميين موجودون في لندن بصفة دائمة .. ثالثا مساحة الحرية فاذا رغبنا في استضافة ضيف عربي فهذا يتم بسهولة أما اذا كنا في دولة ما ورغبنا في ذلك قد يكون هذا الضيف ممنوعاً من الدخول نظراً لتحفظات قد تكون سياسية أو اجتماعية.