وضع الرئيس بيل كلينتون وراءه كابوساً من كوابيسه بعدما توصل محاميه روبرت بينيت الى تسوية مالية مقدارها 850 ألف دولار مع بولا جونز التي اتهمت الرئيس الاميركي بالتحرش الجنسي عندما كان حاكماً لولاية اركنساو. وتأتي أهمية التسوية خارج اطار المحكمة بين محامي كلينتون وجونز كونها ستزيل سلاحاً قد يستعمله أعداء الرئيس في الكونغرس عندما سيدرس مجلس النواب امكانات محاكمته تمهيداً لعزله في التهم الموجهة ضده في قضية "مونيكا غيت". وبموجب الاتفاق ستسقط جونز دعواها التي رفعتها ضد كلينتون قبل حوالى أربع سنوات ونصف السنة في مقابل دفع المبلغ المذكور من دون ان يعترف الرئيس بأي خطأ ارتكبه، ومن دون ان يعتذر للمدعية كما طالبت في السابق. وينص الاتفاق ايضاً على ان يتم الدفع خلال 60 يوماً من التوقيع على الاتفاق. وأعلن المحامي بينيت ان كلينتون قرر انهاء القضية كونه غير مستعد ليصرف المزيد من الوقت عليها "وانه من الواضح ان الشعب الاميركي يريد من رئيسه ومن الكونغرس التركيز على المشاكل التي انتخب من أجل حلها" وان التسوية خطوة في الطريق الصحيح. وشدد المحامي على القول ان كلينتون لا يزال يعتقد ان الاتهامات التي وجهتها ضده المدعية جونز لا أساس لها من الصحة. ويذكر ان القاضية الفيديرالية سوزان ويبر رايت كانت ردت الدعوى الموجهة ضد كلينتون، لكن جونز قدمت طلباً لاستئناف اعادتها. ولهذا السبب يعتقد ان محامي الرئيس الاميركي قرروا الموافقة على التسوية تحسباً لإمكان اعادة فتح الملف والطلب من كلينتون مجدداً تقديم شهادته. ويذكر ايضاً ان المليونير أبي هيرشفيلد كان عرض على جونز مبلغ مليون دولار لإسقاط الدعوى قبلته في البداية ثم عادت ورفضت العرض. وامتنعت جونز عن التعليق مباشرة على التسوية، لكن احدى صديقاتها سوزان كاربنتر ماكميلان أعلنت ان جونز بكت عندما سمعت بالاتفاق ونقلت عن لسانها قولها: "لقد انتهت المسألة وأنا سعيدة". وكانت دعوى جونز ضد كلينتون اخذت أبعاداً كبيرة بعدما استعملها المحقق الخاص كينيث ستار ضد الرئيس الاميركي خصوصاً لجهة اظهار التباين بين شهادة كلينتون لمحامي جونز حول علاقاته الجنسية مع المتدربة السابقة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي وشهادة لوينسكي نفسها امام هيئة المحلفين الكبرى الأمر الذي أدى الى اتهام كلينتون بالكذب تحت القسم في تقريره الشهير الى الكونغرس. ورغم انتهاء كابوس بولا جونز، فقد تحرك المحقق ستار بعد وقت قصير من الاعلان عن التسوية، ليعيد فتح ملف فضيحة وايت ووتر المتعلق بمسائل عقارية، عندما وجه اتهامات جديدة الى ويبستر هابيل صديق كلينتون، أبرزها محاولته اخفاء معلومات عن السلطات الفيديرالية، تتعلق بدور زوجة الرئيس هيلاري كلينتون. ونفى هابيل التهم الموجهة اليه واعتبر ان ستار لا يزال يسعى الى الايقاع بالرئيس وزوجته. وكان ستار بعث يوم الجمعة ايضاً الى اللجنة القضائية الثابتة لمجلس النواب معلومات تتعلق باتهامات وجهتها كاثلين ويلي التي كانت تعمل في البيت الأبيض وتدور حول تحرشات جنسية قام بها كلينتون. ولم يكشف حتى الآن عن مضمون المعلومات، وان كان الانطباع يشير الى انها لا تحمل جديداً.