انحسرت التغطية الاعلامية لفضيحة "مونيكا غيت" ولو قليلاً في الولاياتالمتحدة امس، بسبب الاستراتيجية التي اعتمدها البيت الابيض بعدم الكلام عن القضية والصعوبات التي بدأت تواجه المدعي العام المستقل كينيث ستار، نتيجة انهيار المفاوضات مع وليم غينزبرغ محامي الموظفة السابقة في البيت الابيض مونيكا لوينسكي. وكانت المحادثات تدور حول منحها الحصانة القانونية في مقابل كشف كل التفاصيل عن علاقتها مع الرئيس بيل كلينتون. راجع ص 8 وتعرضت دعوى بولا جونز ضد الرئيس بتهمة التحرّش الجنسي لنكسة بسبب طلب المدّعي العام المستقل ستار من القاضية الفيديرالية سوزان رايت الا يشمل محامو جونز اي أدلة او شهود لها علاقة بقضية لوينسكي في الدعوى التي تنظر فيها رايت في ليتل روك بولاية اركنسو. والتطور الجديد في فضيحة "مونيكا غيت" خروج ليندا تريب التي سجلت مكالماتها الهاتفية مع لوينسكي عن صمتها واعلن محاميها في بيان باسمها ان "مونيكا تحدثت معها بالتفصيل عن علاقاتها" مع الرئيس كلينتون، خلال فترة 15 شهراً. وانها كانت موجودة عندما تلقت لوينسكي مكالمة هاتفية من الرئيس الاميركي وشاهدت عدداً من الهدايا التي قدّمها الرئيس الى الاخيرة. وبررت تريب في بيانها اقدامها على تسجيل محادثاتها مع لوينسكي وقالت انها ذهبت الى المدعي العام المستقل لابلاغه حصول انتهاك محتمل للقانون، خصوصاً لجهة عرقلة مجرى العدالة والادلاء بشهادة كاذبة عن القسم. وأضافت تريب انها تعرضت لضغوط لكي تشارك في خطة لاخفاء علاقة لوينسكي بكلينتون. وكان المدعي العام ستار اجتمع مع محامي لوينسكي الخميس الماضي حوالى الساعة. وصرح المحامي غينزبرغ في اشارة الى فشل المحادثات للحصول على الحصانة القانونية لموكلته انه سيتفرغ لتحضير الدفاع انطلاقاً من حق لوينسكي في الاجابة على الاسئلة عملاً بالتعديل الخامس من الدستور، الذي يتيح لها الا تدين نفسها. وبات واضحاً ان الخطة التي اعتمدها البيت الأبيض باقفال الحديث عن الفضيحة وعدم الاجابة على اسئلة الصحافيين بانتظار الانتهاء من التحقيقات، نجحت في خفض "الضجيج" الاعلامي بعض الشيء، خصوصاً وان استطلاعات الرأي العام اظهرت ان الاميركي العادي غير مكترث بما يفعله رئيسه في حياته الخاصة طالما يقوم بعمله وواجباته بشكل جيد. وتحول اهتمام الرأي العام الى حد كبير بالفضيحة على اساس انها نوع من التسلية اكثر من كونها مصدراً للانزعاج والامتعاض. وأظهر استطلاع اجرته شبكة "سي بي اس" التلفزيونية الخميس الماضي ان 73 في المئة من الاميركيين راضون عن عمل الرئيس، وذلك مقارنة مع استطلاع آخر اجري الاثنين الماضي وأظهر ان 57 في المئة فقط راضون عن عمل الرئيس، ما يعني فارقاً كبيراً في اتجاه الرأي العام. كما اظهر استطلاع آخر اجرته شبكة "فوكس" التلفزيونية ان 77 في المئة من الاميركيين يعتقدون بأن كلينتون سيكمل ولايته. وان 45 في المئة منهم يعتقدون بأن الرئيس الاميركي يقول الحقيقة، في مقابل 43 في المئة يصدقون الاتهامات الموجهة ضده.