قرر الرئيس بيل كلينتون حل قضية بولا جونز التي رفعت دعوى ضده واتهمته بالتحرش بها جنسياً، فيما قدمت الموظفة السابقة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي ملخصاً للشهادة التي هي على استعداد للادلاء بها في الفضيحة الجنسية ضد الرئيس، ووصفت زوجته هيلاري ما يتعرض له كلينتون بأنه حملة سياسية. وطلب محامو الرئيس الاميركي الاثنين من قاض اتحادي الاسراع بتحديد موعد لمحاكمة بشأن قضية التحرش الجنسي ببولا جونز ليتسنى للرئيس اغلاق ملف الفضائح التي تعصف بالبيت الأبيض. وقال المحامي روبرت بينيت في طلب قدم الى المحكمة الاتحادية ان "وسائل الاعلام تعمد الى تشويه صورة كلينتون" من خلال تقارير عارية عن الصحة تتحدث عن علاقة مزعومة مع مونيكا لوينسكي الموظفة السابقة تحت التدريب في البيت الأبيض. وقال بينيت "تؤخذ الاقاويل والهمز واللمز والشائعات على انها حقائق. صارت مزاعم تطلقها مصادر مجهولة أموراً يمكن تصديقها". وانتقد ايضاً محقق "وايتووتر" كينيث ستار الذي قال انه "انضم عن عمد أو من غير عمد الى بولا جونز... شهوده الآن هي الانسة جونز". وتتهم جونز رويترز وهي موظفة حكومية سابقة في اركنسو كلينتون بالتحرش الجنسي بها عندما كان حاكماً لاركنسو عام 1991. وتسعى الى الحصول على مليوني دولار واعتذار. ونفى الرئيس الاميركي هذه الاتهامات وقال انه لا يذكر انه التقى بها. وطلب القاضي في هذه المحاكمة من المحامين المثول أمامه في 26 ايار مايو المقبل فيما يبدأ المحلفون المحاكمة في 27 الشهر ذاته. وقال بينيت ان القضية وما يستتبعها من مزاعم تضر بالولاياتالمتحدة. وأضاف "نطلب من هذه المحكمة ان تسرع باجراءاتها وموعد المحاكمة حتى يتسنى التصدي لمزاعم بولا جونز استناداً الى الادلة بصورة علنية كاملة". ونفى كلينتون الذي كان يتحدث في احتفال في البيت الأبيض في مناسبة اعلان مقترحات جديدة في مجال رعاية الطفل بقوة ونسب المزاعم بانه اقام علاقة مع الموظفة السابقة تحت التدريب لوينسكي. وكانت السيدة الاولى هيلاري كلينتون تقف على مقربة منه وهو يتحدث وقد ظهر تحت عينيه جيبان منتفخان. وقال الرئيس الاميركي "عليّ الآن ان اعود الى عملي لاعداد خطاب الاتحاد. وظللت اعمل في اعداده حتى ساعة متأخرة الليلة الماضية. لكنني اريد ان اقول شيئاً واحداً للشعب الاميركي اريد منكم ان تنصوا اليّ". "سأقول هذا مرة اخرى. لم تكن لي علاقات جنسية مع تلك المرأة، الانسة لوينسكي. ولم اطلب قط من احد ان يكذب ولا مرة واحدة. هذه المزاعم كاذبة وعليّ ان اعود للعمل من اجل الشعب الاميركي". من جهتها قدمت مونيكا لوينسكي الموظفة السابقة تحت التدريب في البيت الأبيض ملخصاً للشهادة التي هي على استعداد للادلاء بها في الفضيحة الجنسية ضد الرئيس بيل كلينتون. وقال المحامي وليام غينسبيرغ "قدمنا عرضاً كاملاً الى مكتب المحقق المستقل. وأوضح لنا انه سيدرس عرضنا الكامل ثم سيتصل بنا ويبلغنا بما سيفعل". ومضى غينسبرغ يقول في اشارة الى كينيث ستار المحقق الخاص في قضية وايتووتر "اننا الآن وضعنا الكرة في ملعب ستار تماماً". ويحقق ستار لمعرفة هل طلب كلينتون ومعاونه فيرنون جوردان من لوينسكي الكذب بشأن علاقتها المزعومة مع الرئيس. ويسعى غينسبرغ الى صفقة تعطي لوينسكي حصانة من المحاكمة في مقابل ان تدلي بشهادتها. وفي تكساس أ ف ب أعلنت صحيفة "دالاس مورنيننغ نيوز" انها الغت امس الثلثاء نشر مقال في صفحتها الاولى، كانت اعلنت عنه قبلاً، يفيد ان احد اعضاء الجهاز الامني السري، المكلف حماية الشخصيات الرسمية، وافق على الادلاء بشهادة ضد كلينتون في قضية مونيكا ليونيسكي. وأضافت الصحيفة انها قررت عدم نشر المقال لانه يتضمن معلومات "غير صحيحة". ووصفت هيلاري زوجة الرئيس امس الثلثاء اتهامات بتورط كلينتون في علاقة جنسية مع مونيكا لوينسكي عندما كانت تتدرب على العمل بالبيت الابيض بانها مزاعم ذات دوافع سياسية. وقالت في مقابلة نادرة مع أحد برامج الشبكة التلفزيونية الاميركية ان. بي. سي "انه أمر يجئ في اطار حملة سياسية متواصلة ضد زوجي". وأضافت ان هذه الاتهامات جزء من حملة افتراءات شعواء لتشويه سمعة كلينتون. وجواباً على سؤال هل سيخلف نائب الرئيس آل غور كلينتون بسبب الفضيحة الجنسية؟ مع ان الأمر سابق لاوانه يعتقد المحللون السياسيون ان على غور ان يكون مستعداً لمواجهة احتمال من هذا النوع. وفي الاسبوع الماضي أكد آل غور المساعد الوفي للرئيس انه يساند كلينتون بكل قوة وقال "لقد نفى الرئيس الاتهامات الموجهة اليه وأنا اصدقه. وعلاوة على ذلك فهو ليس رئيس البلاد فحسب وانما صديقي ايضاً". وأشاد غور اشادة قوية الاثنين بالرئيس خلال احتفال اقيم في البيت الأبيض خصص لمسألة التعليم. واذا تأكدت الاتهامات الموجهة الى الرئيس قد تتخذ ضده اجراءات لاقالته وايضاً اجراءات قضائية. ويعتقد عدد من الخبراء ان مثل هذه الاجراءات ستكون طويلة وان الاستقالة تبدو اكثر احتمالاً في هذه الحال. وهم يستندون في هذا التحليل الى ريتشارد نيكسون الذي استقال سنة 1974 بعد فضية ووترغيت. وفي حال استقالة كلينتون يتولى آل غور رئاسة الولاياتالمتحدة. ولم يخف آل غور قط تطلعه الى الرئاسة في اتخابات سنة الفين وربما يتعين عليه الآن ان يستعد لخلافة كلينتون قبل الموعد المقرر لترشيح نفسه.