واشنطن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - واصل الرئيس الأميركي بيل كلينتون وزوجته هيلاري أمس الأربعاء هجومهما المضاد لدحض الاتهامات الموجهة اليه باقامة علاقة جنسية مع مونيكا لوينسكي ونفي هذه العلاقة وتحريضها على انكارها فيما أظهر استطلاع للرأي العام ان الأميركيين مهتمون بصدقية الرئيس أكثر من اهتمامهم بالعلاقة نفسها. وتوجه الرئيس الأميركي الى غرب الولاياتالمتحدة لزيارة ولاية ايلينوي وويسكونسن في محاولة لتحسين صورته أمام الرأي العام فيما ظهرت زوجته عبر وسائل الاعلام لليوم الثاني على التوالي مكذبة التهم الموجهة اليه. ورد المحقق المستقل كينيت ستار على اتهامات هيلاري كلينتون بأن قوى يمينية متطرفة تحرك مؤامرة سياسية واسعة ضد الرئيس. واعتبر تصريحاتها "حماقات". في الوقت نفسه ظهر "عشيق" لمونيكا لوينسكي ليؤكد انها امرأة مهووسة بالجنس، تحدثت اليه عن علاقة شاذة اقامتها مع شخصية مهمة جداً في اشارة الى الرئيس. استطلاع وأظهر استطلاع لشبكة "سي. بي. اس. نيوز" التلفزيونية الأميركية ان رد فعل الرئيس بيل كلينتون على الفضيحة الجنسية التي تحيط به "زاد الطين بلة" اذ قال 39 في المئة فقط انهم يصدقون مزاعمه. واجري الاستطلاع الذي أذيع ليل أول من أمس بعد ساعات من نفي كلينتون ان يكون تورط في علاقة جنسية مع لوينسكي الموظفة السابقة في البيت الأبيض أو انه حرضها على انكار تلك العلاقة في شهادتها في قضية تحرش جنسي رفعتها ضده امرأة اخرى تدعى بولا جونز. وكشف الاستطلاع ان 45 في المئة لا يصدقون نفي كلينتون. وتدنت نسبة صدقية الرئيس الى 39 في المئة فقط. كما قال 47 في المئة ان نفي كلينتون زاد الطين بلة. وقال 49 في المئة ان كلينتون سيكون قادراً على تحقيق أهدافه السياسية في هذا العام، بالرغم من الفضيحة فيما رأى 40 في المئة ان الفضيحة ستعطله. اما انحسار شعبية كلينتون فلا يزال مستمراً، اذ ايدته 34 في المئة فقط وعارضه 36 في المئة وبقي 21 في المئة بلا رأي. وفي ما يتعلق بتحديد المسؤولية في تفجير تلك الفضيحة والقاء مسؤوليتها على خصوم الرئيس الأميركي لا على كلينتون، ايد هذا الرأي 47 في المئة وعارضه 40 في المئة. كما قال 45 في المئة ان كينيث ستار المحقق المستقل في قضية "وايت ووتر" يجري تحقيقاً تحركه مصالح حزبية بحتة هدفه الاضرار بكلينتون بينما قال 36 في المئة ان تحقيق ستار محايد. حماقات ووصف المحقق المستقل كينيث ستار تصريحات هيلاري كلينتون ان زوجها ضحية "مؤامرة كبيرة من اليمين" بأنها "حماقات". وقال ستار في بيان: "لقد بدأ التحقيق الذي نجريه حالياً بعد ان حصلنا على عناصر ذات مصداقية لجرائم فيديرالية خطيرة". وأضاف: "لقد اعلمنا بسرعة وزيرة العدل جانيت رينو بهذه الجرائم واعتبرت ان هذه الادعاءات تستحق فتح تحقيق أشمل". وأضاف ستار الذي لا يخفي ابداً ميوله الجمهورية، ان التحقيق تولاه "محققون فيديراليون عندهم خبرة كبيرة بالاضافة الى عناصر من مكتب التحقيقات الفيديرالية أف. بي. آي وخبراء آخرين من القوات المسلحة". موضحاً ان القرارات الكبرى اتخذت بعد مشاورات. وتابع قائلاً: "اننا نعمل لانهاء التحقيق في أسرع وقت ممكن وبشكل متقن". وكان ستار يرد هكذا على هيلاري كلينتون التي دانت أول من أمس "الحملة السياسية" التي تشن ضد زوجها في اطار فضيحة لوينسكي. عشيق جديد الى ذلك أكد مدرس في الپ32 من العمر انه أقام علاقة استمرت خمسة أعوام مع مونيكا لوينسكي. وقال انها كانت تتباهى بأنها على علاقة جنسية مع مسؤول كبير في البيت الأبيض. ونفى وليام غينسبورغ محامي لوينسكي هذه الادعاءات على الفور ووصفها بأنها "ملفقة". وصرح تيري جيلز محامي المدرس اندي بليلر في بورتلاند ولاية اوريغون ان "مونيكا تحدثت مرات عدة، عن نشاطات جنسية اختصرت على المداعبة بالفم، مع شخص رفيع المستوى في البيت الأبيض لكنها لم تذكر اسم الرئيس كلينتون ولا مرة". وقال غينسبورغ في مقابلة اجرتها معه شبكة "سي. ان. ان" ان "مصداقية هذا الرجل تثير الشك الى درجة تجعلني أرفض كل ما قاله". وأوضح جيلز في مؤتمر صحافي مرتجل امام منزل بليلر ان "المدرس أقام علاقة مع مونيكا" استمرت خمسة أعوام وانتهت منذ حوالى العام. وأضاف ان ممثلين عن المدعي العام المستقل الذي يحقق في الفضيحة التي تهز البيت الأبيض سيتوجهون الجمعة الى بورتلاند لاستجواب بليلر. ولم يصدر أي رد من جانب البيت الأبيض أو مكتب المدعي المستقل كينيث ستار حتى الآن على التصريحات الصادرة عن بليلر عن طريق محاميه. من جهة اخرى، بدا الرئيس الأميركي ضاحكاً ومرتاحاً، مساء أول من أمس في خطابه عن حال الاتحاد أمام الكونغرس حيث استقبل بحفاوة. وصفق الديموقراطيون والجمهوريون له عند مدخل القاعة عملاً بالتقاليد بالرغم من الفضيحة الجنسية التي يتخبط بها منذ أسبوع. وكان رئيس مجلس النواب نيوت غينغرتش جمهوري أعلن انه بفضيحة ومن دونها، يحق للرئيس ديموقراطي ان يستقبل بحفاوة كما يقضي التقليد خلال القاء خطاب عن حال الاتحاد. وقبل توجهه الى المنصة، صافح الرئيس كلينتون الذي بدا واثقاً من نفسه، النواب الديموقراطيين الذين تجمعوا في الممر الرئيسي. وكان مستشاروه أبدوا مخاوفهم من ان يلقى كلينتون استقبالاً فاتراً من قبل الديموقراطيين بسبب الفضيحة.