خرجت الاميركية الأولى هيلاري كلينتون عن صمتها وتحدثت عن "مؤامرة واسعة" لپ"اليمين" المتطرف على زوجها في محاولة للنيل من رئاسته عبر حملات مسعورة، منها الازمة الحالية الناجمة عن اتهامات تتعلق باقامته علاقات جنسية مع مونيكا لوينسكي وتحريضها على عدم قول الحقيقة. وفي مقابلة مع شبكة "ان بي سي" امس، شنت هيلاري كلينتون حملة على المدعي العام المستقل كينيث ستار واتهمته بأنه يعمل لأسباب سياسية وهو متحالف مع اليمين المعارض لزوجي ... وأمضى اربع سنوات وصرف اكثر من 40 مليون دولار محققاً في كل اتصال هاتفي قمنا به وفي كل شيك كتبناه منقباً عن قذارات، مهدداً الشهود، باذلاً كل ما في وسعه لتوجيه الاتهامات الى زوجي". ووصفت زوجة الرئيس بيل كلينتون المؤامرة بأنها "عملية كاملة" تتعدى شخصاً واحداً. ودخلت في تفاصيل هذه المؤامرة واتهمت عدداً من الاشخاص بالتورط فيها وأبرزهم، الواعظ التلفزيوني وزعيم حركة "الغالبية الاخلاقية" الأصولية القس جيري فالويل. ودعت الاميركية الأولى الرأي العام الى الانتظار قليلاً ريثما تظهر كل التفاصيل. ويذكر ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو كان اجتمع مع فالويل عشية لقائه كلينتون مطلع الأسبوع الماضي، الأمر الذي أثار انزعاجاً شديداً في اوساط الرئيس الاميركي ودفع عدداً من المنظمات اليهودية الاميركية الى توجيه انتقادات الى نتانياهو. وشككت هيلاري في صدقية الهيئة القضائية المؤلفة من ثلاثة قضاة والتي عينت المدعي العام ستار في منصبه ووسّعت صلاحياته القانونية لتشمل التحقيق ليس في قضية "وايت ووتر" فحسب بل في قضية باولا جونز التي أدت الى التحقيق مع لوينسكي بطلة فضيحة "مونيكا غيت". وأشارت الاميركية الأولى الى ان الهيئة القضائية يرأسها قاض عينه السيناتور الجمهوري المحافظ جيسي هيلمز الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ كما سمت السيناتور المحافظ لاوش فيركلوث على اساس انه ضالع في المؤامرة. وأبدت هيلاري كلينتون اسفها "لاستعمال نظام العدالة الجنائي لتحقيق اهداف سياسية في هذا البلد". ودعت الصحافة الى البحث عن القضية الحقيقية وراء الازمة الراهنة. وقالت ان هناك "قصة عظيمة لمن يرغب في ايجادها والكتابة عنها لشرح هذه المؤامرة الواسعة التي يقوم بها اليمين والتي تحاول النيل من زوجي منذ ترشح لمنصب الرئاسة...". ودعت الى فضح هذه المؤامرة وإبرازها امام الشعب الاميركي. ووصفت هيلاري كلينتون ما يتعرض له الرئيس قائلة: "ربما كانت التهمة الكاذبة الأسوأ في القرن العشرين". وأوردت كيف سمعت للمرة الأولى بالقضية عندما ايقظها الرئيس صباح الأربعاء وقال لها: "لن تصدقي ... اريد ان أقول لك ما نشرته الصحف...". وأكدت انها تصدق الرئيس وأضافت: "انا هنا لأنني احبه وأؤمن به. ولأنني احب بلادي وأؤمن بها". وأبدت تصميمها على الدفاع عن زوجها وتقديم المشورة اليه ولكنها نفت ان تكون قائدة الدفاع نيابة عن المحامين. كما نفت معرفتها بمونيكا لوينسكي. وقالت: "سيتبين ان الاتهامات غير صحيحة. عندما تبرز كل الحقائق وتعرف خلفية جميع المعنيين وتصرفاتهم الحاضرة والماضية". وجاءت تصريحات الاميركية الأولى قبل 12 ساعة من خطاب الرئيس كلينتون امام الكونغرس والشعب الاميركي عن حال الاتحاد. وأكدت مصادر البيت الأبيض ان كلينتون لن يتطرق الى الفضيحة بل سيركز على الانجازات التي حققتها ادارته على الصعيدين الداخلي والخارجي وفي المجال الاقتصادي. ووسط معمعة "مونيكا - غيت" والتحضيرات للخطاب الرئاسي ومقابلة السيدة الأولى، ظهرت معلومات جديدة امس نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" افادت ان لوينسكي اجتمعت بالرئيس كلينتون في البيت الأبيض اواخر الشهر الماضي، رغم وجود امر سابق بمنعها من الدخول الى المقر الرئاسي. وقالت الصحيفة ان الاجتماع عقد بعد اسبوعين من تسلم لوينسكي امراً قضائياً بتقديم شهادة تحت القسم في دعوى التحرش التي رفعتها باولا جونز ضد كلينتون. وأضافت الصحيفة ان لوينسكي قدمت شهادتها التي نفت فيها وجود علاقات جنسية مع الرئيس بعد اسبوع من زيارتها له. كما اشارت صحيفة "واشنطن بوست" الى ان لوينسكي نشرت في "عيد الحب" فالنتاين رسالة معايدة في الصحيفة موجهة لكلينتون وعنوانها "روميو وجولييت". من جهة اخرى قال وليام غينزبيرغ محامي لوينسكي رداً على سؤال ضمن مقابلة معه نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية: "لا، اطلاقاً، ليس لديها أي رغبة أو نية في التسبب بسقوطه، بل على العكس من ذلك هي تشاطرني آرائي في هذه القضية ونحن كلانا مؤيدان لكلينتون ونحترم مواقفه وسياساته تجاه اسرائيل". وقالت الصحيفة انها اتصلت هاتفياً بغينزبيرغ على مدى خمسة ايام طالبة إجراء مقابلة معه وردّ اخيراً على الاتصال قائلاً للصحافي "أنت يهودي وأنا يهودي، اذن لِمَ لا؟ ان اليهود يساعدون بعضهم بعضاً، أليس كذلك؟" ثم اضاف ضاحكاً، حسب قول الصحيفة: "هناك من يربطون المسألة كلها فضيحة مونيكاغيت بالصهيونية". ورداً على سؤال عن تعامل مونيكا مع الاهتمام العالمي ب "المسألة" قال غينزبيرغ: "مونيكا خائفة. مرهقة. تجلس في شقتها متسائلة: لماذا أنا؟ فعلت ما فعلت والآن لا اريد سوى سرد قصتي. انها إمرأة ذكية لكنها تخشى ان الرئاسة ستدمرها. انها في موقف صعب". وقال غينزبيرغ: "لا نستطيع معرفة ما سيحدث بعد ان تدلي بشهادتها. ستقول الحقيقة وستسرد روايتها عندما نتوصل الى صفقة حصانة ضد محاكمتها. اكرر انها ستروي الحقيقة كاملة". وعما اذا كان غينزبيرغ قد فكّر في أخذ مونيكا الى اسرائيل "كملاذ من الضغط"، قال غينزبيرغ: "كيهود ينظر الينا ايضاً كاسرائيليين، لكني لا اعتقد ان هذا مفيد في هذه المرحلة. هذا لن يساعد صورة مونيكا … اذا ارادت مونيكا ان تذهب في ما بعد … فإني واثق انها ستشعر بارتياح شديد في اسرائيل".