في جلسة هي الثالثة على التوالي خصصها المجلس العدلي برئاسة القاضي منير حنين لاستجواب المحامي كريم بقرادوني شاهد حق عام في دعوى اغتيال الرئيس رشيد كرامي، جُبِه بسيل من اسئلة النائب العام العدلي عدنان عضوم والادعاء الشخصي. فقال بقرادوني، وهو وكيل المتهم في القضية قائد "القوات اللبنانية" المحظورة الدكتور سمير جعجع، ان مسؤولي "القوات" لم يعقدوا اجتماعاً للبحث في القضية يوم الاغتيال بل بعده بأيام. وأبرز عضوم خبراً بتاريخ 21 أيار مايو 1987 مفاده ان كرامي لم يحضر الجلسة النيابية التي ألغي فيها اتفاق القاهرة لأنه كان يعارض الالغاء، وسأل كيف يوفق الشاهد بين اقواله ان الفلسطينيين اغتالوه بسبب هذا الالغاء؟ عزا بقرادوني اقواله الى تحليل ورد على قيادة "القوات" من الاجهزة الامنية التابعة لها، وان اقتناعه به يعود الى انه عرض صورة كاملة للصراع القائم بين المنظمات الفلسطينية وسورية حليفة كرامي والصراع بين حلفاء منظمة التحرير من الحركات الاصولية في طرابلس الذين كانوا في صراع مباشر مع كرامي. وسأل عضوم: هل مقاطعة كرامي هي التي اضعفت الشرعية بحسب ما يقول الشاهد ام الانتفاضة القواتية عام 1985؟ اجاب "الانتفاضة عمل من خارج الشرعية اما المقاطعة فمن داخل الشرعية، وكان مأخذنا على الرئيس أمين الجميل في تلك المرحلة انه كان يريد ان يكون رئيساً للجمهورية والكتائب و"القوات" في آن، وكنا نرى ان هذا يضعفه ويؤدي الى الطعن فيه". وأكد ان الانتفاضة حصلت لأسباب داخلية كتائبية ولا علاقة لها بكرامي او بأي امر آخر. وسئل بقرادوني: لو ان جعجع طلب من كرامي مغادرة لبنان، كما طلب من الجميل عام 88، هل كان كرامي وافق؟ فطلب حنين توجيه السؤال الى جعجع الذي وقف وقال "رئيس، انا مقاطع". وتحدث بقرادوني عن اشتراط جعجع للاشتراك في الحكومة الانتقالية التي كان ينوي الجميل تشكيلها، ان تضمه والعماد ميشال عون معاً او ان يكونا خارجها منعاً لأي صدام بين الجيش و"القوات". وسئل عن موقف جعجع من رفض كرامي فتح مطار حالات وقوله "اذا اراد كرامي ان يكمل هكذا فنحن نعرف ماذا نفعل؟" اجاب بقرادوني ان "نظريتين سادتا في شأن فتح المطار: قيادات الغربية التي كانت تعتبره مشروع تقسيم وقيادات الشرقية التي طالبت بالترخيص له لتأمين انتقال ابنائها الى الخارج في ضوء تعذر وصولهم الى مطار بيروت بسبب الوضع الامني". من جهة ثانية، ردت "الجبهة اللبنانية" مقرها الشريط الحدودي المحتل في الجنوب، وفي الخارج، على اعلان بقرادوني في افاداته السابقة معارضته علاقة "القوات" بإسرائيل ونفيه زيارتها، فقالت انه "زار اسرائيل المرة الاولى عام 82 ثم عامي 86 و87 حين كان نائباً لقائد "القوات" ثم مرات عدة على متن طراد ل"القوات" فضلاً عن لقائه مسؤولين اسرائيليين في باريس".