استكمل المجلس العدلي اللبناني برئاسة القاضي منير حنين وحضور المدعي العدلي القاضي عدنان عضوم، في وجود الموقوفين في قضية اغتيال الرئىس رشيد كرامي المتهمين قائد "القوات اللبنانية" المحظورة الدكتور سمير جعجع والعميد خليل مطر والرائد الإحتياطي كيتل الحايك وثلاثة آخرين، الاستماع إلى إفادة شاهد الحق العام رئيس شعبة المعلومات في جهاز الإستخبارات الخارجية السابق في "القوات" روبير أبي صعب. وبدا أبي صعب في حال إرباك بفعل سيل الأسئلة التي وجّهتها إليه المحكمة والنيابة العامة والإعتراضات من جهة الإدعاء الشخصي ومن جعجع الذي خرج عن صمته مرات عدة، ما أوقع الشاهد في تناقضات حيناً واستخدام لغة الإستنتاج والنسيان حينا آخر. وقبل المناداة على أبي صعب، أثار وكيل جعجع النقيب عصام كرم عدم تدوين عبارة "استنتج" وردت على لسان الشاهد في الجلسة السابقة خلال حديثه عن مسؤولية "القوات" عن جريمة الاغتيال. وبعد توضيح عضوم وجدل مع الدفاع حسم حنين الامر بأنه سيستمع الى تسجيل الوقائع لبت الامر. و نفى أبي صعب خلال استجوابه امس أن يكون استعملت معه أي وسيلة ضغط أو أن تكون أي مرجعية طلبت من المراجع المسؤولة تغيير الإفادات التي أدلى بها امام المحقق العدلي أو الإيحاء إليه بالوقائع التي ذكرها في التحقيقات. وقال أن الإفادات والأسئلة والأجوبة كانت تتلى على مسامعه بعد الإنتهاء من تدوينها. وسأل عضوم عن تناقض في افادتين للشاهد في ما يتعلق بحضور غسان توما والعميد مطر عملية التفجير او عدمه وعن توقيعه محضر التحقيق العدلي من دون الاعتراض على هذا التناقض؟ أجاب "أنا لم أنتبه إلى العبارة عندما دوّنها إذ كان لي ملء الثقة بالقاضي". وسألت الرئاسة: هل تؤكد ان بيار رزق لم يقل لك أن مطر كان موجوداً عند تنفيذ عملية الإغتيال؟ اجاب "نعم أؤكد". ثم أوضح أن رزق أخبره "ان توما طلب من منسى تحضير العملية وتنفيذها لأن مثل هذه العمليات تتطلب تحضيراً وتنفيذاً معاً من جانب الاثنين". وسأله عضوم: هل ثقة الشاهد بالقاضي منعته من ان يقول له ان تنفيذ العملية من دون العميد مطر كان صحيحاً؟ اجاب "ثقتي بالقاضي جعلتني لا اعترض على ما دوّنه بالنسبة الى مطر في تنفيذ العملية. ولو علمت ان هذه المسألة ستأخذ مثل هذا الجدل لكنت اعترضت وأنا لم انتبه إلى تدوين اسم مطر". ونفى ان يكون قاضي التحقيق سأله عن اسماء الأشخاص الذين حضروا تنفيذ عملية الإغتيال. ثم قال "ان ما جاء في افادته كان بناء على سؤال طرحه عليه قاضي التحقيق بالنسبة إلى معلوماته عن عملية الاغتيال". وسألت الرئاسة في حدة: لماذا يضيف قاضي التحقيق عبارة بين هلالين وخليل مطر وغيرهما؟ اجاب "انا لا اعرف". فعقبت النيابة العامة بسؤال آخر: هل سألك قاضي التحقيق إذا كان مطر موجوداً اثناء تنفيذ عملية الاغتيال؟. اجاب "كلا". وأضاف ان ما اخبره به رئيسه بيار رزق انه بحكم علاقته، كرئيس جهاز استخبارات، بتوما بصفته رئيس جهاز أمن، علم شخصياً من دون ان يستنتج ان عملية اغتيال كرامي نفذها جهاز الأمن عن طريق عسكري في قاعدة ادما، وضع العبوة في الطوافة". وأوضح ان رزق اخبره عندما التقاه في فرنسا بعد صدور الحكم في دعوى اغتيال داني شمعون عام 1995 ان جعجع طلب تنفيذ الاغتيال من توما بعد رفض رزق فقبل توما بالامر. وعما قصده بعبارة "انهم اتفقوا في الاجتماع على إحداث صدمة"؟ اجاب "كان المقصود عدم استمرار الوضع القائم عبر صدمة تؤدي الى تغيير الحكومة، وكان يمكن ان يقصد بها بحسب استنتاجي الضغط على الرئيس امين الجميّل لتغيير الحكومة او تحريك الشارع في المنطقة الشرقية". ونفى الشاهد علمه باجتماع حصل في الكرنتينا بين جعجع وتوما ورزق وآخرين في اليوم الذي حصلت فيه عملية الاغتيال. ولما سألته النيابة العامة عن عدد المرات التي زار فيها اسرائيل وما الغاية منها ومن رافقه فيها، اعترض جعجع على طرح السؤال لعدم علاقته بدعوى القضية. إلا أن الرئاسة سألته عن آخر مرة ذهب الى اسرائيل؟ اجاب "سنة 1990 خلال الحرب بين العماد ميشال عون والقوات". وسئل: هل كان معه في احدى الزيارات الى اسرائيل كريم بقرادوني؟ وهل كانت للبحث في عملية اغتيال كرامي وما قد نتج عنها؟ اجاب "لم يبحث في هذا الامر. ولكن بحكم تبادل المعلومات بين "القوات" واسرائيل حصل بحث في معلومات تتعلق بتغيير الوضع السياسي وتأزم الوضع في لبنان بعد اغتيال كرامي". وهل يعلم ما هي عمليات التفجير التي حصلت في المنطقة الغربية، وفي مناطق اخرى سنة 87 وما بعد ومن نفذها وبأمر ممن؟ فاعترض جعجع لعدم علاقة الموضوع بالدعوى اذ ان هذه الامور تتعلق بالحرب اللبنانية وهي من آثار الماضي. وأيد الشاهد افادته السابقة في هذا الموضوع. وعقب ان سيارة مفخخة انفجرت في سوق الخضر في طرابلس وضعتها "القوات" بعد عملية الاغتيال بهدف تضليل التحقيق وارباك الوضع. وسألته الرئاسة في حدة: لماذا تطرق الى ذلك من دون توجيه المحقق سؤالاً اليه، فقاطع وكيل الدفاع المحامي بسام عشير الداية الشاهد وقال انه كان نسي ذلك. فالتفت حنين الى الداية ثم الى الشاهد وخاطبه بالقول متهكماً "اجاب عنك الدفاع". وأوضح ان القرارات بتفجير السيارات المفخخة كانت تتخذ بالتشاور بين رؤساء الاجهزة الامنية والعسكرية والاستخبارات الخارجية ومع قائد "القوات". وأعلن ان "القوات" اوقفته احترازياً عام 1991 لتسلم ملفات من رزق بعدما قرر الاخير ترك لبنان، وان العلاقة مع اسرائيل حصرت به وبتوما. وقال انه استنتج حسن العلاقة بين جعجع ومطر من خلال تسهيل الاخير رحلة جوية للاول من مطار حالات الى اسرائيل. على صعيد آخر، حكمت المحكمة العسكرية بالسجن مدداً تتفاوت بين سنة و15 سنة على 53 لبنانياً بينهم 17 موقوفاً من ضمنهم امرأتان بتهمة التعامل مع اسرائيل وافشاء معلومات لمصلحتها.