استمع المجلس العدلي اللبناني برئاسة القاضي منير حنين امس الى شاهدي الحق العام المسؤولين الأمنيين السابقين في "القوات اللبنانية" المحظورة يوسف الشواح وروبير ابي صعب، في دعوى اغتيال الرئيس رشيد كرامي عام 1987، وتابع وقائع الجلسة المتهمون بالجريمة وجاهاً قائد "القوات" الدكتور سمير جعجع والعميد في الجيش اللبناني خليل مطر والرائد في الاحتياط كيتل حايك وثلاثة متهمين آخرين، في حضور المدعي العام العدلي عدنان عضوم ووكلاء الادعاء الشخصي والدفاع. وقررت الرئاسة بقاء وكيل جعجع المحامي كريم بقرادوني، وهو شاهد ايضاً، خلال الاستماع الى الشاهدين، على رغم اعتراض النيابة العامة. وأوضح الشواح ان غرفة العمليات في جهاز أمن القوات التي كان يرئسها لم تكن ترد عليها اخبار تتعلّق بالاشخاص، بل بالحوادث. واعترض وكيل جعجع المحامي عصام كرم عندما كررت النيابة العامة السؤال نفسه، لكن الرئاسة لم تأخذ بالاعتراض، وقال الشاهد رداً عليها ان غرفة العمليات كانت تتلقى برقيات بالحوادث الفورية، مشيراً الى غرفة اخرى كانت برئاسة طوني عبيد. وقال انه كان يشاهد العميد مطر في محلة الفيدار من دون ان يُجرى حديث بينهما، نافياً ان يكون تلقى أي معلومة عن مطر أو ان يكون لقبه "مظلة". وأفاد انه عرف ان حزب الكتائب أقال جعجع من المكتب السياسي لانه كان متمسّكاً ببقاء حاجز البربارة الذي طالب الرئيس كرامي دائماً بإزالته. ونقل عن رئيس جهاز الأمن في القوات غسان توما قوله بعد مقتل كرامي "انتهينا من المراسيم الجوالة" كانت طريقة معتمدة لتسيير أمور الدولة بعدما قاطع كرامي الرئيس امين الجميل اثر إلغاء الاتفاق الثلاثي. واعتبر ان توما لم يكن ليعيّن رئيساً لجهاز الأمن لو لم يحز ثقة جعجع. واضاف ان خلافات وقعت بين الجميل وجعجع قبل اغتيال كرامي، وانه سمع من غسان توما ان علاقة ودّ نشأت بينهما بعد الجريمة. ووافقه جعجع على علاقة الودّ الناشئة وبالكاد سُمع صوته وهو يتحدث اذ قال "تحسّنت العلاقة لكن قبل انتخابات رئاسة الجمهورية بمدة قصيرة". ولم يذكر، رداً على اسئلة بقرادوني، ان اياً من أركان القوات تحدث عن واقعة الاغتيال. واضاف ان ليس لديه معلومات عن توجيه القوات أي تهمة الى أي فئة بعد الاغتيال أو تعميمها ذلك على عناصر القوات. وسُئل: هل سمع ان كرامي كان وحده يعارض فتح مطار حالات؟ اجاب ان الرئيس الراحل كان من أشد المعارضين لذلك. ونفى ان يكون سمع من توما بإمكان توزيرجعجع في الحكومة بعد الاغتيال وقال: "كان توما يتحدث عن الشؤون السياسية العامة لا عن التوزير". وحتى ساعة اعداد هذا الخبر، لم يكن ابي صعب أدلى بافادته.