بعد توقف دام 118 يوماً فرضته العطلة القضائية، تابع المجلس العدلي محاكمة قائد "القوات اللبنانية" المحظورة الدكتور سمير جعجع والعميد في الجيش اللبناني خليل مطر والرائد المتقاعد كيتل الحايك وثلاثة "قواتيين" موقوفين وجاهاً في دعوى اغتيال رئيس الحكومة السابق رشيد كرامي في العام 1987، ومتهمين آخرين فارين من وجه العدالة ابرزهم رئيس جهاز الامن في "القوات" غسان توما. والتأم المجلس، وهو اعلى سلطة قضائية وحكمه مبرم، في الثالثة والثلث بعد ظهر امس برئاسة القاضي منير حنين وعضوية القضاة رالف رياشي وأحمد المعلم وحسين الزين وغسان أبو علوان الذي حل محل القاضي حكمت هرموش المحال على التقاعد. ومثل النيابة العامة المدعي العام العدلي القاضي عدنان عضوم والقاضية ربيعة قدورة. وخصصت الجلسة لمتابعة استجواب شهود الحق العام. وقبل بدئها عبّر محامي الادعاء الشخصي خضر الحركة عن حزنه لوفاة محامي الدفاع موسى برنس، فشكر النقيب عصام كرم له تعاطفه. وحين اعلن حنين فتح الجلسة علناً طلب المحامي إدوار مطر بوكالته عن المتهم الحايك ارجاءها ليتمكن من الاطلاع على ملف الدعوى، كونه توكل بها قبل 3 ايام فقط. ثم طلب الوكيل عن المتهم عزيز صالح ان تعاد تلاوة الاوراق مجدداً والاستماع الى الشهود الذين سبق ان استمع اليهم بسبب تبدل هيئة المجلس حرصاً على مبدأ سير المحاكمة المتعلق بالنظام العام، وأيدته المحامية سيدة حبيب وكيلة المتهم الشدياق. لكن محامي جعجع إدمون نعيم خالفهما الرأي. وقال "ليس في القانون اللبناني ما يبرر إعادة التلاوات والإستماع الى الشهود مجدداً نتيجة تبدل احد اعضاء المجلس العدلي". وطلب مع زملائه متابعة السير في المحاكمة. وأيده في ذلك النقيب كرم لحرص الدفاع وكذلك الرئاسة على ألا يخرق مبدأ سير هذه المحاكمة. وتمنى السير فيها من حيث توقفت. وطلب عضوم استئناف المحاكمة من النقطة التي وصلت اليها من دون حاجة الى الاعادة في حال اطلع العضو الجديد على الملف. وأيدت جهة الادعاء موقفي عضوم والدفاع فأعلنت هيئة المحكمة رفع الجلسة الى الرابعة والربع لبت هذه المسألة. وسمح للسيدة ستريدا سمير جعجع بناء على طلبها بمقابلة زوجها، الذي بدا شديد النحول، نحو 5 دقائق وكذلك زوجة العميد مطر. ونحو الخامسة الا ثلثاً استؤنفت الجلسة بتلاوة حنين قراراً رأى فيه ان ليس ما يوجب اعادة التلاوات والاستماع الى الشهود مجدداً وقرر رد الطلب ومتابعة اجراء السير في الدعوى. ثم نودي على الشهود آمال عبود سكرتيرة توما وخوسيه باخوس وشحادة شواح. وأجريت مقابلة بين الاول والثاني بعد الطلب من الثالث مغادرة القاعة، ومن وكيل جعجع المحامي كريم بقرادوني الذي لا يحق له الاستماع كونه وكيلاً وشاهداً. وسأل عضوم: ان باخوس ذكر سابقاً انه تسلم من غسان توما ظرفاً ليسلمه الى العميد مطر من دون ان يتذكر من سلمه الظرف الشاهدة عبود ام توما، في حين تقول عبود انها لم تذكر هذه الواقعة، فما صحة ذلك؟ اجاب باخوس "ما اذكره حصل قبل عشر سنوات، والمغلف المذكور تسلمته في حضور الشاهدة عبود من توما، لكن لا اذكر من منهما سلمني اياه باليد". اما عبود فقالت انها لا تذكر ان هذا الامر تم في حضورها بعد اغتيال كرامي. وعارض كرم تكرار الاسئلة لوجودها في ملف الجلسة الماضية. فرد عضوم "اننا في اجراء مقابلة فقط بين الشاهدين". ورداً على أسئلة عضوم قال باخوس أنه قبل عملية الإغتيال فقط كان يشاهد آمال عبود توزّع أموالاً في مظاريف وأنه عندما تسلم بعد العملية المظروف المنوي تسليمه إلى مطر كانت عبود موجودة في مكتب غسان توما. وبسؤال آمال عبود عن ذلك أفادت أن ميرنا الطويل زوجة توما كانت قبل العام 1989 تتولى توزيع الأموال في المظاريف، وكانت تشاهدها تقوم بذلك بنفسها، وأنها لم تتسلم هذه المهمة إلا في بداية العام المذكور. وسألت النيابة العامة كيف يفسر باخوس أنه في يوم الإغتيال قرابة السادسة او السابعة مساء شاهد الدكتور جعجع ونادر سكر وبيار رزق وتوما في الساحة الخارجية لمبنى الأمن وأن آمال عبود تقول أنها لم تشاهد هؤلاء القياديين إنما شاهدت باخوس يومها، فأكد الأخير مشاهدته الأشخاص المذكورين في ساحة المبنى. ونفى أن يكون شاهد ذلك اليوم آمال عبود، فيما أفادت الأخيرة أنها شاهدته وسلّمت عليه وسألته عن شقيقته، وكان جعجع والقياديون لا يزالون مجتمعين في مكتب توما، لكنها لم تشاهد غابي توما. فأكد باخوس أنه شاهده أثناء دخوله المبنى. لكن عبود أكدت أنها شاهدت جعجع ورزق وتوما وغسان منسى وطوني عبيد في ذلك اليوم وأنها تعرف جعجع شخصياً. وهنا سأل الرئىس حنين الدكتور جعجع هل يعرفها أجاب بصوت خفيض "نعم رئىس أعرفها شخصياً". ونفت عبود أن يكون باخوس أوصلها إلى منزلها تلك الليلة بناء على طلب توما لترسل معه الحلوى إليه. وأفادت أنها شاهدت العميد مطر نحو أربع مرات في مبنى الأمن. وبسؤال مطر نفى أن يكون شاهدها، وقال "كنت أنزل إلى مبنى الأمن وأجتمع مع توما لكنني لم أشاهدها قط". وسأل محامي مطر، بدوي أبو ديب، عبود أي سنة تزوجت ميرنا الطويل؟ أجابت "بين 1985 و1986، وبعد سنتين أصبح لديها ولدان، وأنجبت بعد تسعة أشهر من زواجها". وتمنى أبو ديب على الرئاسة إعطاء أوامرها بجلب سجل غسان توما وزوجته وتاريخ الزواج وفي أي عام أنجبت الولد الأول. فدوّن الطلب.