أكد مسؤولون اميركيون معنيون بعملية السلام في الشرق الاوسط ان الهدف من قمة واي بلانتايشن الثلاثية بين الرئيس بيل كلينتون والرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو التي بدأت اعمالها امس في المنتجع الماريلاندي الذي يبعد نحو ساعة ونصف الساعة عن العاصمة الاميركية، سيركز على محاولة التوصل الى اتفاق في شأن قضايا المرحلة الانتقالية في شكل يؤمن البدء جدياً بمفاوضات المرحلة النهائية المفترض ان تكتمل في ايار مايو المقبل. وحذر مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الاميركية من ان عدم التعاطي مبكراً مع امور المرحلة النهائية والتوصل الى تفاهمات في شأنها "ينذر بكارثة ستقع لاحقاً". وكان كلينتون عقد بعد ظهر اول من امس اجتماعاً مع وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت ومستشاره لشؤون الامن القومي صموئيل بيرغر وفريق عملية السلام الذي يضم السفير دنيس روس وأرون ميلر والمسؤول عن قسم الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي بروس رايداك، جرى خلاله الاعداد للقمة. واعلن مسؤول في البيت الابيض ان كلينتون اتصل بالعاهل الاردني الملك حسين الذي يعالج في مايو كلينك في روشستر وطلب منه النصيحة. واضاف ان العاهل الاردني لخص لكلينتون نتائج المحادثات التي جرت في عمان اول من امس بين ولي العهد الاردني الامير الحسن ونتانياهو. وتابع المسؤول ان كلينتون تحدث ايضاً الى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير واستمع منه الى قراءة للاجتماع الذي عقده مع عرفات اول من امس لدى توقفه في لندن في طريقه الى واشنطن. وفي هذا الاطار، اكد الناطق باسم البيت الابيض جو لوكهارت انه كان مقرراً ان ينضم كلينتون الى عرفات ونتانياهو في واي بلانتايشن بعد ظهر امس ليفتتح معهما الجلسة العامة الاولى للقمة، وذلك بعد استقبالهما صباحاً في البيت الابيض. واضاف انه يتوقع ان يمضي الرئيس الاميركي الكثير من الوقت معهما سواء في محادثات ثنائية او ثلاثية او حول مأدبة عشاء مثلاً. وكان مسؤول آخر ذكر ان كلينتون يعتزم تمضية معظم يومي السبت والاحد المقبلين في واي بلانتايشن للمساعدة في التوصل الى الاتفاق. وزاد ان الرئيس الاميركي طلب من مساعديه ان يكون برنامجه للايام القليلة المقبلة مرناً كي يتمكن من المشاركة في المفاوضات، ولم يستبعد ان يمضي كلينتون ليالي طويلة مع ضيفيه. وكان مسؤول اميركي رفيع المستوى اعلن ان الولاياتالمتحدة سعت منذ اكثر من 18 شهراً الى ايجاد وسيلة تؤمن الانتقال من المرحلة الانتقالية الى المرحلة النهائية على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي. وتحدث عن المبادرة الاميركية التي طرحتها الادارة وترتكز الى عنصرين اساسيين هما تحقيق المزيد من اعادة الانتشار الاسرائيلي في الضفة الغربية في مقابل تحمل الجانب الفلسطيني مسؤولياته الامنية، ناهيك عن البت في قضايا اخرى مرتبطة بالمرحلة الانتقالية وابرزهما المنطقة الصناعية في غزة والمطار والممر الآمن. واشار الى التقدم الذي احرز خلال الاسبوعين الماضيين، لكنه لاحظ ان الادارة شعرت بالحاجة الى مزيد من الاستعجال في تحقيق التقدم والتوصل الى اتفاق، فكانت فكرة القمة، مشيراً الى انه لو بقيت العملية تسير بالسرعة العادية لن يكون ممكناً حل المشاكل الانتقالية قبل موعد انتهاء محادثات المرحلة النهائية في ايار مايو 1999. وشدد المسؤول الاميركي المعني مباشرة بالعملية السلمية على ان هدف القمة هو انهاء المفاوضات المالية والتوصل الى اتفاق والبدء بمفاوضات المرحلة النهائية. واعتبر ان محادثات القمة ستكون صعبة وواسعة ومتشعبة تشمل قضايا تتعدى اعادة الانتشار والامن لتصل الى القضايا الملحوظة في المرحلة الانتقالية. واضاف ان ما تحاول واشنطن تركيز جهودها عليه الآن هو البحث في كيفية الانتقال الى البحث في المسائل المتعلقة بالوضع النهائي، ودفع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى الدخول في المفاوضات حولها. وزاد ان التركيز ايضاً سينصب على توضيح ان المطلوب هو البدء بتحضير بعض التفاهمات الخاصة بالوضع النهائي والا فان الوضع سيتجه نحو "الكارثة". وتابع ان الهدف الاساسي اذاً سيكون بت المسائل الانتقالية كلياً او معظمها "بحيث تتمكن من صب الجهود" على المرحلة المقبلة. وذكر انه على رغم تحقيق تقدم كبير في شأن مسائل اعادة الانتشار والامن والقضايا الانتقالية لا تزال هناك خلافات في شأن كل منها على رغم وجود بعض التفاهمات. وعزا ذلك الى محاولة كل من الجانبين الربط بين هذه القضايا، مشيراً الى ان دعوة عرفات ونتانياهو الى القمة تأتي في اطار ايجاد الوسيلة التي يمكن ان تؤدي الى "الجمع بين هذه الارتباطات والتوصل الى اتفاق" يكون قابلاً للتنفيذ. وشرح المسؤول الاميركي كيف يمكن الانتقال الى مفاوضات المرحلة النهائية من دون حل كامل وشامل لقضايا المرحلة الانتقالية. واعطى امثلة منها ان في الامكان التوصل الى تفاهم في شأن عمل لجنة الشؤون المدنية مع ترك حل التفاصيل الى وقت لاحق. واعطى مثلاً آخر هو مرفأ غزة، وقال انه لا يمكن حل قضاياه كلياً، خصوصاً انه لم يباشر العمل به بعد. وقال ان بقاء بعض المسائل كهذه غير المحلولة لن يمنع بدء مفاوضات المرحلة النهائية. ولاحظ ان قضية المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار ستكون جزءاً من نقاشات القمة، في حين قال مسؤول آخر ان الادارة لا تريد ان تؤدي المرحلة الثالثة الى الحاق الأذى بالقدرة على الانتقال الى مفاوضات المرحلة النهائية. وعن امكانات استئناف المفاوضات على المسارين السوري واللبناني اذا توصلت القمة الى الاتفاق المطلوب، قال المسؤول ان واشنطن ترغب في استئناف المفاوضات على هذين المسارين في اسرع وقت ممكن. واضاف ان الادارة الاميركية لم تربط بين تحقيق التقدم على المسار الفلسطيني وبين استئناف المفاوضات على المسارين الآخرين، لكنه لاحظ ان هناك "مسائل صعبة تتعلق بكيفية استئناف المسار السوري - الاسرائيلي والمسار اللبناني - الاسرائيلي". وشدد على ان الاهتمام الاميركي باستئناف المفاوضات على المسارين اقوى الآن من اي وقت مضى.