دعا الرئيس الاميركي بيل كلينتون الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى تقديم تنازلات متبادلة للتوصل الى اتفاق يؤمن اعادة انتشار القوات الاسرائيلية في الضفة الغربية والامن المتبادل. ودعا الى قيام احترام متبادل بين الشعبين. وشدد على ضرورة تحقيق الامن للاسرائيليين وعلى تحقيق الشعب الفلسطيني طموحاته بالعيش في حرية وأمان وتمكينه من تقرير مصيره السياسي والاقتصادي. وكان كلينتون يتحدث امس بعد اجتماعه بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو في البيت الابيض في اليوم الاول من القمة الثلاثية التي انتقلت بعد الظهر الى منتجع واي بلانتايشن في ولاية ميريلاند. راجع ص وشدد عرفات في تصريحات له على القول انه متفائل بامكان تحقيق التقدم، خصوصاً ان الرئيس كلينتون يضع الآن "كل قدراته وكل ضغوطه لحماية سلام الشجعان". اما نتانياهو فقال انه يأمل في التوصل الى اتفاق مع تشديده على تحقيق تدابير امنية محددة من الجانب الفلسطيني. وأضاف: "اذا كانت هناك رغبة وتصميم من الجانب الفلسطيني في المجال الامني فهناك فرص للتوصل الى اتفاق". وكان عرفات ونتانياهو وصلا الى البيت الابيض في العاشرة صباحاً، فبدأت القمة، ولوحظ غياب وزير الخارجية الاسرائيلي ارييل شارون عن هذا اللقاء الذي استمر حوالى 45 دقيقة وخرج على اثره الزعماء الثلاثة الى "حديقة الزهور" الواقعة الى جانب مكتب الرئيس. وألقى كلينتون كلمة اعرب فيها عن امله بأن تتمكن مفاوضات "واي بلانتايشن" من كسر الجمود الحاصل منذ اكثر من 17 شهراً وبالتالي اتخاذ "الخطوات الضرورية لتحقيق السلام في الشرق الاوسط". واضاف: "علينا ان نتذكر … ان السلام هو اكثر من مجرد عملية. انه في النهاية هدف للوصول اليه. ولدى هذين الزعيمين السلطة لقيادة شعبيهما الى السلام". وذكر انه ابلغ عرفات ونتانياهو الحقائق التي تكمن وراء المفاوضات الحالية وابرزها: اولاً - ان الاسرائيليين والفلسطينيين جيران، وان ما عليهم القيام به يجب ان يتم بينهما معاً او لا يتم. ثانياً - المطلوب تفاهم واحترام متبادلان لتأمين قيام اتفاق مفيد ودائم…". واوضح ان المطلوب من الطرفين تقديم تنازلات متبادلة اذا رغبا في التوصل الى سلام دائم. وحذر من "اعداء السلام والمتطرفين لدى الجانبين الذين يشعرون بأن السلام يهددهم وسيحاولون مرة اخرى قتله بالعنف. ويمكننا الحاق الهزيمة بهذا النوع من التهديدات ببناء شراكة اسرائيلية - فلسطينية". ورد الزعيم الفلسطيني على اصرار نتانياهو على الموضوع الأمني بقوله ان "السلام هو افضل وسيلة لتحقيق الامن". وأشار الى وجود متطرفين من الجانبين. وقال: "علينا ان لا ننسى ان بعض المتطرفين الاسرائيليين كانوا وراء مقتل شريكي اسحق رابين". وبالنسبة الى كيفية تعاطي السلطة الفلسطينية مع حركة "حماس" قال عرفات: "علينا ان نتعاطى معها بطريقة صائبة، كما نفعل الآن. والا فسيظهر مزيد من المجموعات المتطرفة ضد الفلسطينيين وضد الاسرائيليين وفي كل انحاء الشرق الاوسط". وذكر عرفات ان رده على المطالب الامنية الاسرائيلية هو: "لقد قمنا بما هو كاف وذلك بشهادة الجميع". وقال ان على الجانب الاسرائيلي ان يبدأ بمتطرفيه، ملاحظاً انه تم الافراج عن بعض المتطرفين الاسرائيليين من المستوطنين الذين قتلوا الاطفال والنساء ووصف قاض اسرائيلي احدهم بأنه "بطل قومي". وسئل عرفات عن ابرز العقبات التي تقف في وجه التوصل الى اتفاق فأجاب انها "القرار السياسي للسيد نتانياهو". وعن الدولة الفلسطينية قال: "الوضع دقيق جداً. ومن حقنا بعد انتهاء مهلة الخمس سنوات 4 ايار 1999 ان نعلن هذه الدولة". وبعد الظهر افتتح الرئيس كلينتون في "واي بلانتايشن" الجلسة العامة الأولى للوفود الثلاثة. وأقام في المساء عشاء على شرف ضيفيه. وكان اجتماع البيت الأبيض محصوراً، اذ ضم فقط الرئيس ونائبه آل غور والوزيرة اولبرايت ومستشاره لشؤون الأمن القومي صموئيل بيرغر وعرفات ونتانياهو ومترجماً. وفي القدسالمحتلة، قال وزير الدفاع الإسرائيلي اسحق موردخاي، في تصريحات للصحافيين اذاعها راديو الجيش الإسرائيلي: "اعتقد أن هناك فرصاً طيبة جداً للوصول لاتفاق". وأضاف: "سيكون هناك توقيع".