اكد قائد "قوات التحالف السودانية" المعارضة عضو هيئة قيادة "التجمع الوطني الديموقراطي" العميد عبدالعزيز خالد ان توحيد العمل العسكري للمعارضة السودانية يجب ان يتم على اسس عسكرية وليست سياسية. واوضح في حديث الى "الحياة" ان تنظيمه قدم دراسة عن الامر الى اجتماع المعارضة الاخير في اسمرا، لكنه اعتبر ان ما توصل اليه الاجتماع هو "قرار وفاقي". وأشار الى اسباب عدة وراء المعارك الخفية بين تنظيمه وفصائل معارضة اخرى وقال ان اهمها خوف هذه القوى من تأثير حركته على قواعدها. ونفى حدوث اي اتصالات بين تنظيمه والحكومة السودانية من اجل مصالحه وقال "ربما نكون الوحيدين الذين لم تمارس الجبهة الاسلامية معهم هذا الاسلوب لانها تعرفنا". وتحدث خالد عن "وقائع" جرت بينه وبين الرئيس عمر البشير قبل توليه الحكم اعتبر انها تؤكد انتماء الرئيس السوداني الى الجبهة الاسلامية القومية. وتناول اسباب تحركاته السرية ونتائج زيارته الاخيرة غير المعلنة الى كمبالا. واعترف خالد بتأثير النزاع الاثيوبي - الاريتري على أداء المعارضة. وهنا نص الحديث: ما هي انجازات اجتماع هيئة قيادة التجمع الاخير؟ - اولاً نتيجة للنقاش الصريح والواضح ما عادت القضايا عرضة لما كان يحدث في السابق من التفاف وتسويف ومناورات، وبالتالي الاجندة المتفق والمختلف عليها واضحة ورؤى الجميع ايضاً فيها واضحة، عدا بعض الاشياء الصغيرة التي تعبر عن السلوك السياسي القديم. تمت مناقشة القضايا الاساسية التي ظلت تؤجل لفترة طويلة وخطونا خطوة الى الامام في اتجاه حلها. لكن مع ذلك هل تعتقد ان البيان الختامي عبر عن ما دار حقيقة في قاعة الاجتماع؟ - هناك مدارس كثيرة في صياغة البيان الختامي، وفي واقع الامر ظل البيان الختامي للتجمع الوطني متشابهاً في شكله ومفرداته الامر الذي جعل البعض يتهكم بقوله انه يستطيع كتابة البيان الختامي قبل بدء الاجتماعات. من وجهة نظري هذا البيان لم يعبر حقيقة عن روح الاجتماع والصراحة التي اتسم بها، وصدر كبيان توفيقي في كثير من القضايا. وحدة العمل العسكري كانت اهم بند في الاجتماع هل كانت لديكم رؤية محددة مغايرة لرؤية الآخرين؟ - نعم قدمنا رؤيا استندت الى واقع احترافي وفني وبدراسة علمية دقيقة، وطرحنا هذه الوحدة بانطلاق من واقع الميدان وبعيداً عن المكاتب والصالونات، اذكر انه عندما شكلت القيادة العسكرية المشتركة ابرزنا تحفظاً موضوعياً عليها وقلنا انها قرار فوقي. واثبتت التجارب بعد عام ونصف العام صحة ما ذهبنا اليه. الآن نحن نقول ان التنسيق الميداني العملي قد يؤدي الى مرحلة القيادة الموحدة، واقترحنا ايضاً اختيار رئيس اركان. الاخرون كانت لديهم رؤى وما صدر اعتقد انه قرار وفاقي، اذ لا يستقيم الحديث عن توحيد العمل العسكري بلغة السياسة لأن للميدان مفرداته الخاصة. هل تعني ان القيادة العسكرية المشتركة هي عامل اساسي في عدم وحدة العمل العسكري؟ - هي احدى العوامل الاساسية، لأنها غير موجودة، في حين يفترض ان تكون موجودة في الميدان بكل اجهزتها الفنية واللوجستية. هل هذا هو السبب وراء استمراركم في اصدار بيانات عسكرية منفصلة عن الآخرين؟ - قلنا منذ البداية ان المتحدث الرسمي يجب ان يكون ضمن تشكيلة القيادة المشتركة في الميدان وله علاقة مباشرة بالمقاتلين ليعبر عن عواطفهم ومشاعرهم. واذكر اثناء تحرير منطقة توقان ان شخصاً تحدث الى هيئة الاذاعة البريطانية من عاصمة ما عن ذلك في حين لم تكن له علاقة بالمقاتلين، وليست له قوات ساهمت في عملية التحرير، اضافة الى انه شخصياً لا يعرف اين تقع توقان، فوقع ذلك على المقاتلين الذين كانوا يستمعون الى الاذاعة وقع الكارثة وكانت له آثار سلبية. ليس من الاخلاق ان يكون هناك من يقدم تضحيات بروحه، في الوقت الذي يريد ان يجني البعض حصاد ذلك اعلامياً. اذا لم يتحقق ما تطمحون اليه في قوات التحالف بعد اسقاط الحكومة الحالية هل تستمرون في حمل البندقية؟ - لا. البندقية نحملها الآن قسراً بحكم الظروف الموضوعية لحكم الجبهة الاسلامية، واذا ما تحقق هذا الهدف، فالصراع سيكون سلمياً بالوسائل السياسية الديموقراطية لتطبيق ما اتفق عليه في قرارات اسمرا عام 1995. وكيف يمكن ضمان تنفيذ ما اتفق عليه، بعد وصول التجمع الى الحكم؟ - صحيح عندما حدث تغيير في شكل الحكم في فترات تاريخية سابقة لم يكن هناك ضمان، الآن نحن وكثير من الناس مهتمون بحتمية الحفاظ على ما اتفق عليه وسنحرص على عدم الاخلال به او التنصل منه من خلال بلورة جبهة جديدة تعبر عن طموحات السودان الجديد، كما ذكرت فان هذا يتم في اطار الصراع السياسي السلمي الديموقراطي. ومن الجانب الآخر اعتقد ان هناك قوات تحرير ساهمت في النضال وقدمت تضحيات جسيمة بغية انجاز البرنامج الجديد. هذه القوى لا بد ان تواصل تضحياتها في الحفاظ على ما انجز. ربما لا تعي بعض القوى داخل التجمع الوطني هذه الحقيقة لذلك تراهم عندما يتحدثون عن وحدة العمل العسكري مثلاً يكون في ذهنهم ابطال حماية مكتسبات السودان الجديد مستقبلاً والردة نحو السودان القديم. هذا لن يحدث بالتأكيد. انتم متهمون بأن رؤاكم السياسية غامضة؟ - الحقيقة هي عكس ذلك، لدينا مبالغة في الوضوح لأننا نضع اجندتنا كلها على الطاولة الى درجة ان الاطراف الاخرى ارتبكت واعتقدت ان ذلك غموضاً. ثانياً: عندما تنظر الى ادبياتنا السياسية التي صدرت خلال فترة زمنية وجيزة تتأكد من انها اكثر من العمر الزمني للتنظيم. ثالثاً: اعلامنا ضعيف لدرجة ان هذه الاشياء لم تصل للناس، وهذا قصور نعترف به. رابعاً: كثير من الخصوم يحاولون ابراز تنظيمنا كحركة شمولية لها اجندة سياسية معينة وهذا بالتأكيد غير صحيح. لماذا يحاربكم بعض القوى السياسية المعارضة خصوصاً التي يفترض ان تكون معكم في اتجاه الطرح الفكري والتجديدي ذاته؟ - في الفكر التجديدي نحن انتقلنا من مرحلة التنظير الى العمل، في حين ما زال البعض متخلفاً عن ذلك. وهؤلاء يتخوفون من ان تؤثر هذه الحركة الجديدة على قواعدهم. ونحن بوضوح شديد لدينا صراع مرحلي مع الجبهة الاسلامية وسيلته الانتفاضة الشعبية المسلحة، وآخر استراتيجي لتكريس الجديد الذي تحدثت عنه ضد اي قوة تقف في طريق منع تحقيق هذا الهدف. فهل يضير شيئاً اذا اضعفت منافسيك من الآن؟ ايضاً انتم متهمون بالتشدد في حين ان السياسة والواقع السوداني يحتاج الى بعض المرونة؟ - نعم نحن متشددون في مسألة هزيمة نظام الجبهة الاسلامية وتصفيته، ومتشددون في عدم الجلوس معه او مصالحته. واعتقد ان هذا ما ينبغي ان يكون الجميع واضحين فيه وضوحاً شديداً. من الجانب الآخر نحن مرنون في الحوار والتفاوض مع الحلفاء داخل التجمع الوطني، وهم يعلمون اننا اكثر الناس مرونة في ايجاد الحلول الوسطى. ومع ذلك بافتراض ان الحكومة استجابت لبعض الاجندة هل يمكن ان يغريكم ذلك بمصالحة معها ولو منفردين؟ - هذا لن يتم حتى وان ظللنا نناضل لوحدنا، اننا لا نثق في النظام ولا نعتقد ان له رغبة في حل سلمي، اللهم الا اذا فرض عليه فرضاً. وحينذاك هذا معناه اعلان عجزه ورضوخه لتسليم السلطة. هل حدثت اتصالات مباشرة او غير مباشرة من الحكومة السودانية معكم؟ - نكاد نكون الفصيل الوحيد الذي لم تمارس معه الجبهة الاسلامية هذا الاسلوب، ربما لأنها تعرفنا جيداً ولهذا تبتعد عنّا. لم يحدث ما ذكرت اطلاقاً. أنت من المؤسسة العسكرية والرئيس السوداني البشير هو ايضاً منها هل يمكن ان يجري حوار بينكما؟ - القضية ليست قضية المهنة او علاقات عامة او صداقة وانما يعلم الجميع ان المسألة السياسية الفكرية السودانية ظلت تختلف وتأتلف دائماً. ونحن لم نكن بعيدين عن هذا النهج بدءاً من المدرسة الثانوية ومروراً بالمراحل المختلفة، وخلال ذلك كان البشير يمثل التيار الاسلامي ونحن نمثل التيار الليبيرالي الديموقراطي في حين ان الصحيح بالنسبة للمؤسسة العسكرية ان لا يختلط الاحتراف بالعمل السياسي، وان لا يستخدم احد رؤياه السياسية لمصلحة تنظيم او مجموعة معينة. هذا ما فعله البشير في حين تمسكنا نحن بالخط الاحترافي للمهنة، ولهذا فان الخلاف الفكري والسياسي موجود. كل الفرق انه كان من الممكن ان يكون هناك حوار سلمي ديموقراطي. ما هي شواهدك على الخط الاحترافي الذي ذكرت ونهج البشير المغاير؟ - اذكر انه في صبيحة يوم انتفاضة 6 ابريل 1985 كنت باعتباري رئيس شعبة العمليات في القيادة العامة للجيش اتحاور مع اللواء يوسف الجعلي قائد سلاح المظلات الذي كان البشير يتبع له، في شأن كيفية انجاح الانتفاضة والتعامل مع موضوع الرئيس السابق جعفر نميري اذا وصل الى الخرطوم اذ كانت اشاعات تقول ذلك. وفي تلك اللحظة دخل البشير وشارك في الحوار فجأة مقترحاً ان يكلف هو باستخدام فصيل من القوات المسلحة للتعامل مع نميري حتى اذا وصل الى مكتبه في القيادة العامة فقلت له هذه فكرة مرفوضة واذا كانت لا بد منها فلا بد ان تكون كل فروع القوات المسلحة ممثلة في هذا الفصيل ليعبر عن وحدتها وتماسكها. واكدت له ان هذه مسؤولية شعبة العمليات التي ارأسها. وبعد خروجي لحق بي البشير وقال لي بشيء من الانفعال ان المرحلة القادمة هي مرحلة القوى الاسلامية. ثم ماذا؟ - كنت اعتقلت بعد انقلاب البشير. وبعد الافراج عني شاهدت بعض الناس في التلفزيون وهم يؤدون البيعة للبشير إماماً، فجاءني الفاتح عروة سفير السودان لدى الاممالمتحدة، وهو ابن اختي فقلت له قل لصاحبك ان من الافضل ان تكون ديكتاتوراً وليس إماماً فللامامة شروط لا يملكها. وفي حادثة اخرى اثناء الفترة الانتقالية كان البشير يعمل مع الهادي بشرى في لجنة تصفية آثار حكم نميري واكتشفنا انه ينسق مع الفريق تاج الدين عبدالله نائب الفريق عبدالرحمن سوار الدهب في المجلس العسكري لاطلاق سراح المعتقلين من الجبهة الاسلامية. وفي حادثة ثالثة خلال الفترة الديموقراطية اكتشف جهاز الامن الداخلي اجتماعاً في حي الاملاك في الخرطوم حضره عدد من كوادر الجبهة الاسلامية بينهم نائب الرئيس علي عثمان طه وشارك فيه البشير. ونتيجة لانكشاف امر الاجتماع تم نقل البشير الى كردفان وهناك شارك في عملية عسكرية صغيرة وعادية الا انها صاحبها ضجيج اعلامي. وهناك الكثير الذي يوضح ان البشير كان كادراً في الجبهة الاسلامية في المؤسسة العسكرية، ولهذه المؤسسة اخلاقيات اهمها ان لا ترفع البندقية في وجه شعبك وهذا الرجل فعلها ويفعلها الآن بشكل يومي. القوى الاقليمية والدولية تنظر للصراع السوداني بكثير من القلق هل يمكن ان تفرض هذه القوى جلوس الحكومة والمعارضة معاً بغض النظر عن شروط أي طرف؟ - المبادرات الاقليمية والدولية مستمرة ولن تتوقف، ولكن اعتقد ان لا حوار مع هذا النظام قبل ان يقول انه معترف بالآخرين وقبل ان يؤكد انه مستعد للتنازل عن السلطة لكي يختار الشعب من يحكمه فاذا ما فعل ذلك فلا مانع. لماذا تتسم زياراتك دائماً بالسرية؟ - هناك شقان للاجابة. الاول ان بيننا والنظام معركة امنية مستترة، وليس سراً ان النظام يستهدف المعارضة عموماً وكوادرنا خصوصاً. والثاني اننا نحاول ان نسد الثغرات السلبية في الثقافة السياسية السودانية في تعارضها مع السرية، واعتقد ان هذا نهج مهم في مواجهة عدو شرس. عرفنا انك قمت اخيراً بجولة افريقية غير معلنة شملت اوغندا وبعض دول البحيرات. - نعم حدث ذلك وهي سرية بحكم الظروف التي تعيشها منطقة البحيرات وليست ظروفنا نحن. وماذا حدث فيها؟ - ذهبنا كوفد من قوات التحالف الوطني وقابلنا الرئيس الاوغندي يوري موسيفيني وعدداً من المسؤولين وناقشنا قضايا ثنائية وعامة. ما استطيع ان اقوله ان الرئيس موسيفيني اكد لنا انه مع وحدة السودان وذكر ان هناك دولاً كانت ترى حتمية تقسيم السودان الى شمال عربي وجنوب افريقي، لكنه عارض هذه الفكرة. وأكد لنا ان السودان دولة تمثل جسراً مهماً بين العالمين العربي والافريقي وان القيادات الشمالية لم تستطع استيعاب مشكلة الجنوب لكنه استثنى البعض. وقال انهم داخل مبادرة ايغاد دعموا الخط الوحدوي واقترحوا مسألة تقرير المصير كمرجع اذا تعذر حل المشكلة ثم ناقشنا مشروعنا السياسي وبعده قال لي انه يقول الآن بكل ثقة انه مع وحدة السودان. لكن الزيارة تزامنت مع اتهامات الحكومة السودانية لأوغندا بالتورط في المعارك الدائرة في الجنوب؟ - اعتقد ان حجم العمليات الذي تم في ليريا والجبلين جنوب السودان لا يحتاج الى تورط دول. ما تردده الخرطوم عن دخول اوغندا واريتريا هو عمل دعائي. هذه المناطق في العمق، ما الذي يدفع باريتريا حتى تذهب الى جنوب السودان؟ ما حجم الدعم الاميركي لكم؟ - الدعم الاميركي لنا هو جزء من الدعم الذي يقدم للتجمع الوطني وهو عبارة عن دعم سياسي ومعنوي فبيننا امور مشتركة مثل محاربة الارهاب والتطرف واهمية الديموقراطية كمنهج. ودعم اريتريا واثيوبيا؟ - بالمستوى ذاته. وما يجعل البعض يتحدث عن دعم يستند الى ان رؤانا متقاربة ولنا فهم استراتيجي لقضايا المنطقة مع قادة هذه البلدان اضافة الى ان لنا علاقات خاصة قديمة مع عدد منهم سهلت التفاهم الى جانب ان حركات التحرير يكون الاقرب اليها تلقائياً من هم على نفس سلوكها اضافة الى الجدية والاعتماد على الذات. ما مدى تأثير النزاع الاثيوبي الاريتري الحالي على المعارضة؟ - من ناحية المبدأ فان من يعتقد ان لا تأثير مخطئ، اذ ان له افرازات وسلبيات على مستويين الاول هو المستوى التعبوي او التكتيكي فهو يؤثر في سلم الاسبقيات بمعنى ان كل دولة ستوجه اسبقياتها نحو ازمتها الجديدة وذلك ربما حد من حرية الحركة والمرونة. والثاني هو المستوى الاستراتيجي اذ ان الدولتين كقوة مشتركة تنسقان من اجل دعم المعارضة وهذا افضل من التنسيق الفردي، مثلاً داخل مبادرة ايغاد كانت الدولتان تقفان بشكل مباشر مع مصلحة السودان وتدعمان خط المعارضة من اجل وحدة السودان. وما يحدث حالياً ربما ادى الى بروز تحالفات جديدة قد لا تكون في مصلحة المعارضة، والدليل على ذلك المشروع الذي قدمه شركاء ايغاد على استحياء. واعتقد ان المشروع جاء نتيجة شعور بعدم وجود هاتين الدولتين المؤثرتين داخل المنظمة، وهذا استراتيجياً مشروع خطير له تأثيره على مشروع افريقيا الجديدة ككل. تخاطبون جماهيركم بشعارات تغيير لكنكم في الوقت ذاته تجلسون مع القوى التي تسمى تقليدية؟ - الصراع في اصله صراع سياسي اجتماعي بين السودان القديم والجديد. نحن داخل التجمع الوطني نعتقد ان الجبهة الاسلامية عدو للقوى القديمة التقليدية والقوى الجديدة وربما من ايجابيات وصولها الى السلطة بروز القوتين بصورة اكثر جدية وتماسك ووضوح في الرؤية. ونحن نتفق مع الآخرين في ضرورة هزيمة الجبهة الاسلامية وتصفيتها وفي الوقت ذاته نجتمع معهم في اطار برنامج خلال فترة انتقالية محددة تنقل السودان الى رحاب عالم جديد من دون تكرار التجارب الماضية. المسألة الثانية هي ان خطابنا يجب ان يكون مميزاً لجماهيرنا وعلى الآخرين ان يخاطبوا جماهيريهم بما شاءوا وبيننا برنامج الحد الادنى المتفق عليه. واذا لم نميز خطابنا لاصبحنا صورة من القوى التقليدية. نحن ملتزمون بما تم الاتفاق عليه وفي الوقت ذاته نطرح انفسنا كخيار جديد وليس خياراً بديلاً. لكن هناك من يعتبر الجبهة الاسلامية ايضاً من القوى الحديثة؟ - اذا كان هذا الفهم بالعمر الزمني فتلك حقيقة، ولكن برنامجها السياسي الظلامي لا يمت بصلة الى التسمية. واعتقد ان الجبهة الاسلامية هي اقصى مراحل الدولة الظلامية. ألا تخشون من ان يذوب تنظيمكم في الديموقراطية المقبلة نسبة لحداثة تجربته السياسية؟ - اشهارنا قد يكون حديثاً، لكن تكويننا الفكري السياسي استند الى ثورة تحريرية سودانية خالصة. ومن يقدم التضحيات من اجل الديموقراطية لن تخيفه صناديق الاقتراع. نثق تماماً في وعي شعبنا وقدراته. هناك من يتخوف من تكرار الدائرة الشريرة، ولكن الواقع يؤكد ان القوى الجديدة بدأت تبلور نفسها بشكل صحيح. ما الذي تحقق من العمل العسكري؟ - الفكرة انتقلت من الاطار النظري الى التطبيق العملي وحدث تغيير في الثقافة الشمالية التي كانت تستنكف حمل السلاح. هذا تحول صعب، وبمرور الزمن تكونت حركة مقاومة ديموقراطية، هي حركة تحرير تطورت نوعياً وتسيّست. صحيح ان المناطق المحررة صغيرة بحجم السودان الجغرافي لكن المشروع بدأ ينتشر وستليه مراحل. بعد مضي اكثر من عامين ما الذي يحول دون التفكير في اهداف عسكرية كبيرة؟ - التفكير والتخطيط وجمع المعلومات والحسابات في اهداف استراتيجية كبرى موجود. هناك بعض الاسباب التي نحجم عن ذكرها. المهم كان لا بد من استنزاف العدو واضعافه قبل التحول الى الاهداف الكبرى. وقدراتنا الآن تختلف عن السابق.