عقدت مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين دورتها المسماة "دورة الاخطل الصغير" في بيروت وتنتهي غداً برعاية رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري وحضور وزراء الثقافة في لبنانوالكويت والبحرين والسودان وقطر وموريتانيا وجيبوتي. حفلة الافتتاح في قصر اليونيسكو استعادت بعضاً من ألق قديم، حين كرّم الشعراء العرب الاخطل الصغير بشارة عبدالله الخوري عام 1961 واعتبروه اميراً لهم بعد احمد شوقي وألقى قصائد "المبايعة" سعيد عقل ومحمد مهدي الجواهري وأمين نخلة وحافظ جميل والعلامة الشيخ عبدالله العلايلي وصالح جودت وعمر أبو ريشة، كما رثى الشعراء الاخطل بعد موته في القاعة نفسها، لتتم استعادة صورته كشاعر مع دورة جائزة البابطين التي تكلم فيها منشىء الجائزة الشاعر الكويتي عبدالعزيز سعود البابطين ووزير الثقافة اللبناني فوزي حبيش والرئيس الحريري الذي اعتبر لبنان محلاً لديوان العرب. لكن شاعراً كبيراً هو عبدالوهاب البياتي كانت دعته مؤسسة الجائزة أجلس في الصفوف الخلفية، وكذلك الكتب التي اعدت عن الاخطل وطبعت في الكويت بقيت حبيسة مخازن مطار بيروت الدولي في انتظار موافقتين من رقابة الامن العام وسلطات الجمارك ولم يفرج عنها الا بعد اتصالات على مستويات عليا استمرت اربعة ايام. الاخطل الصغير انشأ جريدة "البرق" اوائل القرن العشرين وكتب الشعر وطبع أعماله في القاهرة وفي بيروت وألقى القصائد في المناسبات العربية الكبرى: يثرب والقدس منذ احتلما كعبتانا وهوى العرب هوانا ولا يزال حاضراً عربياً على مستويين، شعبي عبر قصائده التي غناها مطربون ابرزهم محمد عبدالوهاب وفيروز وفريد الأطرش، وأكاديمي في اعتباره جسراً يربط شعراء الاحياء بالشعراء الرومانسيين، ففي متانة قصائده وجموحها ما يذكّر بالبحتري والمتنبي، وفي عنايته الجمالية واقتصاد ابياته ما لعب دور التأسيس للشعر الرومانسي والرمزي الذي انبثق منه شعر الحداثة لاحقاً. مؤسسة البابطين أحيت دورتها باعطاء جوائز للفلسطيني سميح القاسم وللسوري شوقي بغدادي وللفلسطيني محمد القيسي وللمغربي ادريس بلمليح وللسعودي جاسم محمد الصحيح.. وبأمسيات شعرية في بيروت وصيدا وطرابلس، وبأمسيات غنائية، وبندوات عن شعر الاخطل تضمنت دراسات ومناقشات. محاولة تتحرّك في غير عاصمة عربية للمحافظة على الشعر وتشجيعه واستعادة صوره الزاهية بعدما كاد عصر الاستهلاك يستهلك ابداعات مجردة من آليات الترويج.