ناقشت مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، تجربة أبي تمام الشعرية والوقوف على المحطات المختلفة في تاريخه الشعري العريق، في مدينة مراكش المغربية، خلال أعمال دورة الشاعر أبي تمام الطائي. وبمناسبة مرور 25 عاماً على انطلاق المؤسسة، يدور حوار آخر حول دور "البابطين" في إحياء الثقافة العربية، وتسليط الضوء على الشعراء العرب، وإحياء التراث الشعري العربي، ودورها في حوار الحضارات، كما تقام مجموعة من الأمسيات الشعرية. وافتتحت الأمسيات يوم الثلثاء بحضور الملك محمد السادس عاهل المغرب، وأكثر من 400 مثقف وشاعر عربي. وتستمر أعمال الدورة لمدة ثلاثة أيام في احد المنتجعات السياحية على أطراف مراكش، المدينة الحمراء. وطبعت المؤسسة مجموعة من الدراسات والبحوث والأعمال الشعرية لأبي تمام، ومنها 387 قصيدة تنشر للمرة الأولى حصل عليها الشاعر البابطين من أحد المساجد على الحدود الإيرانية - الأفغانية. وقال الشاعر عبد العزيز البابطين رئيس المؤسسة في افتتاح الدورة "نلتقي اليوم في هذا المكان العريق لنحتفل بمناسبتين أثيرتين: الأولى الاحتفاء بالشاعر العربي الكبير أبي تمام الطائي، هذا الشاعر الذي خرج من قرية صغيرة جنوب سورية، وجمع أروع مختارات شعرية في التراث العربي (الحماسة) التي لا نزال نجد في ثناياها الشعر الأصيل الذي يتغلغل في حنايا النفس"، مضيفاً أن "الثانية هي الاحتفال بالعيد الفضي لمؤسسة البابطين، التي أثبتت وجودها وسط مؤسسات ثقافية حكومية تمتلك إمكانات لا محدودة". وأعلن البابطين عن تخصيص جائزة جديدة للشعراء الشباب. وتحدث أيضاً ناصر عبد العزيز ممثل الأممالمتحدة لتحالف الحضارات، وعبد الله محارب المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ووالي مراكش عبد السلام بكرات. وتمّ تكريم أسماء الفائزين بالجوائز الشعرية في الدورة، ففاز بجائزة أفضل قصيدة مناصفة كل من الشاعر أحمد عبده علي الجهمي من اليمن عن قصيدته (نفخة في رحم اليباب) والشاعر سمير فراج من مصر عن قصيدته (نزع القناع). وفاز بجائزة أفضل ديوان الشاعر المنصف الوهايبي من تونس عن ديوانه (ديوان الوهايبي). وفاز بجائزة الإبداع في مجال نقد الشعر الناقد يوسف أبو العدوس من الأردن عن كتابه (الأسلوبية ونقد الشعر... رؤية نظرية وآفاق تطبيقية). أما الجائزة التكريمية وهي أرفع جائزة تقدمها المؤسسة فكانت للشاعر اللبناني الكبير جورج جرداق.