يعقد خبراء في الشؤون المتوسطية في الاتحاد الأوروبي اجتماعاً ظهر اليوم الخميس في بروكسيل للبحث في امكانات "الدعم الانساني" التي يمكن ان يقدمها الاتحاد لضحايا الارهاب في الجزائر. وذكر ديبلوماسي أوروبي ان سفراء بلدان الاتحاد المعتمدين في الجزائر سيقدمون اليوم طلباً لزيارة القرى المنكوبة "ومعاينة حاجات ضحايا الارهاب". وينتظر ان يبحث اجتماع خبراء المتوسط ظهر اليوم في بروكسيل مسألة الدعم الأوروبي "في ظل ما سيتوصل اليه السفراء الأوروبيون المعتمدون في الجزائر من استنتاجات". وكان السفراء الأوروبيون يرأسهم السفير البريطاني فرنسوا غوردين اعدوا "تقريراً مشتركاً" عن تدهور الأوضاع الأمنية في الجزائر. وسيبحث التقرير في اجتماع الخبراء في بروكسيل. وأفادت وكالة "فرانس برس" ان المفوضية الأوروبية أعربت أمس "عن الأمل الكبير بأن تبدي السلطات الجزائرية انفتاحاً" بالنسبة الى مختلف العروض من الهيئات الدولية من أجل وضع الخطوط العريضة لحل الازمة الجزائرية. وأعلن نيكولاوس فاندر باس الناطق باسم رئيس المفوضية الأوروبية جاك سانتير ان المفوضين "دانوا بشدة" اثناء اجتماعهم الاسبوعي المجازر التي ارتكبت في الجزائر "وأعربوا عن تضامنهم مع الضحايا". وذكروا "بعروض الاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة من أجل جلاء مختلف الوقائع ووضع الخطوط العريضة لحل"، ولا سيما ارسال بعثة دولية للتحقيق مكلفة تحديد المسؤوليات في المجازر التي ترتكب يومياً في البلاد. وأضاف فاندر باس انها "ليست مسألة تدخل" في الشؤون الداخلية للجزائريين "وانما مساعدة" لهم. واعتبر الناطق ان "ليس بامكان الاتحاد الأوروبي ان يبقى صامتاً" في وجه الفظائع التي ترتكب في الجزائر ولكن "لا وجود لحل سهل لأن الوضع في غاية التعقيد". وأضاف ان من "الضروري ان تتخذ المسؤوليات على مستوى مجلس الاتحاد الأوروبي"، موضحاً ان المفوضية ستطرح الموضوع عند انتقالها الخميس الى لندن حيث ستقابل مسؤولي الرئاسة البريطانية الجديدة للاتحاد. وفي بون، أعلن وزير الدولة في وزارة الخارجية الالمانية هلموت شيفر امس انه يتوقع ان تقوم الترويكا الأوروبية خلال الشهر الجاري بزيارة الجزائر للبحث مع حكومتها في "المساعدات التي يمكن ان تتلقاها على المدى الطويل لمكافحة الارهاب في بلادها". وقال المسؤول الألماني ان الجزائر لن تتمكن من مواصلة الرفض الى ما لا نهاية للعروض التي تقدم اليها من الخارج للتعاون سوياً على محاربة الارهاب. وتابع: "ان حجة عدم قبول التدخل في الشؤون الداخلية من الخارج لا يمكن التمسك بها طوال الوقت. ان الاتحاد الأوروبي يشعر بأنه ملزم ومسؤول عن تقديم المساعدة". وأضاف ان أحداً في أوروبا لا يريد محاربة الحكومة الجزائرية "ولكننا نريد جميعاً بذل كل ما يمكن لوضع حد نهائي للارهاب". وكرر شيفر توقعه قيام الترويكا الأوروبية بزيارة العاصمة الجزائرية خلال هذا الشهر. من جهة أخرى، نقلت وكالة "الصحافة الفرنسية" في بون عن الناطق باسم وزارة الخارجية الالمانية مارتين اردمان قوله امس ان السفير الجزائري محمد المناش اعرب للوزارة عن ثنائه على المبادرة التي أطلقها وزير الخارجية كلاوس كينكل يوم الأحد الماضي ودعا فيها الاتحاد الأوروبي والدول العربية الى البحث عن حل مشترك لما يجري في الجزائر. وذكر اردمان ان السفير الجزائري قال ان ردود فعل أخرى على المبادرة ستعلن قريباً. وكان كينكل ارسل الى نظيره الجزائري رسالة أكد فيها دعم حكومته للجزائر في نضالها ضد الارهاب "في المجالات التي يمكن ان تدعم فيها وفي ظل احترام كامل لسيادة الجزائر". وفي لندن أ ف ب رأى وزير الخارجية البريطاني روبن كوك، الذي تتولى بلاده حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، ان على الجزائر ان "تقبل" بأن يقوم مسؤول في الأممالمتحدة بزيارتها. وأضاف كوك في تصريح الى هيئة الاذاعة البريطانية بي. بي. سي: "لقد ساندنا دائماً" جهود الأممالمتحدة لحض الجزائر على "القبول بزيارة مقرر او ربما مسؤول في قسم حقوق الانسان" في المنظمة الدولية. وأوضح ان هذا الموفد يجب ان "يبلغ الى الحكومة الجزائرية قلق المجتمع الدولي وأن يتمكن من الاستماع مباشرة" الى المعلومات المتوافرة لديها. وكرر كوك انه يرغب في ارسال وفد اوروبي "رفيع المستوى" الى الجزائر "للاطلاع من كثب على ما يحصل على الأرض واستكشاف السبل التي يمكن اوروبا ان تقدم بها المساعدة". وشدد كوك على ان قلق المجتمع الدولي في شأن ما يحصل في الجزائر "مشروع" وليس تدخلاً في الشؤون الجزائرية. وأبدى خشيته من "تصدير الارهاب بسرعة كبيرة الى الدول الأخرى" إذا تجذر في الجزائر. وأعلن ان "الأولوية اليوم هي لفتح الحوار مع السلطات الجزائرية وربما غيرها في الجزائر"، من دون ان يعطي أي توضيحات اضافية في شأن من يقصده. ودعا الى "البحث معهم في كيفية التصدي للارهاب بفاعلية أكبر وكيفية تقديم اوروبا مساعدة انسانية للمناطق" التي طاولتها المجازر. ومن المقرر عقد اجتماع لوزراء خارجية الدول الخمس عشرة الأعضاء في 25 كانون الثاني يناير الجاري.