أكد مفوض الشؤون المتوسطية في المفوضية الأوروبية مانويل مارين اقتناعه بعدم ضلوع الحكومة الجزائرية في المذابح الأخيرة. وسيشارك مارين في مهمة الترويكا الوزارية التي ستزور الجزائر الاثنين للبحث في "كل القضايا المتصلة بالأزمة الجزائرية والمساهمة التي يمكن ان يقدمها الاتحاد الأوروبي للمساعدة على تخفيف المحنة". وذكر مارين في مؤتمر صحافي أمس الجمعة في بروكسيل أنه "مقتنع بأن الحكومة الجزائرية ليست ضالعة في المذابح الأخيرة". وكان وزير الخارجية البريطاني روبن كوك قال أمام النواب الأوروبيين في ستراسبورغ قبل أيام إن "لا وجود لأي دليل يثبت مزاعم ضلوع السلطات الأمنية" في المذابح التي جرت في غيليزان غرب وقرية سيدي أحمد قرب العاصمة. وينتظر ان تعقد الترويكا الأوروبية التي سيرأسها وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية ديريك فاتشيت، اجتماعات مع وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف. وقال ديبلوماسي أوروبي إن المحادثات ستتركز على طلبات الجزائر من الاتحاد "التعاون معها لمكافحة الارهاب" وسعي الأوروبيين إلى "فهم ما يحدث في الجزائر والمساعدات التي يمكن تقديمها لتخفيف محنة المنكوبين". وحذرت عضو الترويكا وزيرة الدولة النمسوية للشؤون الخارجية بينيتا فيررو - والدنير من الافراط في التفاؤل بنتائج الزيارة إلى الجزائر. وقالت إنها تأمل أن تؤدي المحادثات إلى "وضع مسار للحوار"، وأشارت إلى أن الأزمة التي تعيشها الجزائر تمس أيضاً أوروبا "أقله الأخطار المحتملة لتدفق تيارات الهجرة" نحو الضفة الشمالية لحوض البحر الابيض المتوسط. وقال ديبلوماسي عربي ل "الحياة" إن مشكلة تدفق الهجرة من شمال افريقيا يمثل "هاجساً أمنياً كبيراً لدى الأوروبيين ما يفسر قلقهم الشديد في الفترة الأخيرة في ضوء اتساع حجم المأساة في الجزائر". وفي باريس ا ف ب اعلن وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين أمس للقناة الثانية في التلفزيون الفرنسي ان المعلومات التي جمعها الاوروبيون "لا تتوافق" مع فكرة تورط الجيش الجزائري في المجازر التي يتعرض لها المدنيون في الجزائر. واضاف: "في المقابل لا توجد ايضاً معلومات اكيدة تماماً". وتابع "من الصعب تكوين فكرة واضحة ومحددة" عن هذه المجازر. وفي واشنطن، اعلن وزير الخارجية البريطاني روبن كوك الخميس ان بعثة الاتحاد الاوروبي التي ستزور الجزائر ستعرب عن قلق الاوروبيين ازاء المجازر. وقال في كلمة القاها امام المنظمة الخاصة "يوروبيان انستيتيوت": "نريد ان تعبر البعثة عن قلق شعوب اوروبا لآلام الشعب الجزائري واستطلاع مسألة معرفة ما اذا كانت اوروبا قادرة على محاربة الارهاب وكيف". يذكر ان بريطانيا تتولى حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي. وكان كوك اعلن ان ثلاثة وزراء من دول "الترويكا" لوكسمبورغ وبريطانيا والنمسا سيتوجهون الى الجزائر الاثنين بعد ان حصلوا على موافقة الجزائر على تشكيلة الوفد ومهمته.