واشنطن، القدسالمحتلة، رويترز، أ ف ب - قالت وزارة الخارجية الاميركية انها تعتقد ان الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني قبلا منهجاً اميركياً جديداً بشأن عملية السلام في الشرق الاوسط رغم انهما ما زالا مختلفين في مسائل اساسية. ومن جهة اخرى اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو انه "لا يستبعد" انسحاباً اسرائيلياً مرحلياً "خطوة خطوة" من بعض مناطق الضفة الغربية. وقال جيمس روبن الناطق باسم الوزارة معقباً على الاجتماعات التي عقدها الرئيس الاميركي بيل كلينتون مع كل من رئيس الوزراء الاسرائيلي والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات "نعتقد ان الطرفين يدرسان الآن بطريقة جدية الافكار التي قدمناها". واضاف قائلاً للصحافيين "ما زالت هناك فجوات كبيرة في مسائل مهمة للغاية، لكننا نعتقد ان الإطار الذي أرساه الرئيس كلينتون لقي قبولاً من الجانبين كليهما من حيث المبدأ". وتشمل المسائل المهمة مثار الخلاف بين الجانبين حجم انسحاب مقترح للقوات الاسرائيلية من الضفة الغربية ونطاق حملة فلسطينية على المتشددين المعارضين للسلام مع اسرائيل. واقترح كلينتون ان يتم انسحاب القوات على مراحل بحيث تقترن كل خطوة بإجراء فلسطيني جديد لتحسين الامن. وقال روبن: "المشكلة الآن هي سد الفجوات التي ما زالت قائمة بشأن حجم الارض التي سيتم اعادتها والخطوات الامنية الموازية التي يتعين اتخاذها وما هي الارض التي يتعين اعادتها ومتى يتم ذلك" واضاف ان ذلك سيتطلب "قرارات صعبة" من الجانبين وان وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت التي تحدثت هاتفياً مع نتنياهو الاحد الماضي ستتابع المحادثات مع زعماء المنطقة. ومن المتوقع ان تزور اولبرايت اوروبا قريبا وقد تذهب الى الشرق الاوسط ايضاً لمحادثات تركز بشكل جزئي على الاقل على ازمة التفتيش على الاسلحة مع العراق لكنها قد تتناول ايضاً مسألة السلام في الشرق الاوسط. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي أكد اول من امس انه "لا يستبعد" انسحاباً اسرائيلياً مرحلياً "خطوة خطوة" من بعض مناطق الضفة الغربية. اذ قال نتانياهو خلال لقاء مع نواب من تكتل ليكود: "نحن لا نستبعد انسحاباً خطوة خطوة وذلك بالطبع على اساس ان الفلسطينيين سيبرهنون على التزامهم الاتفاقات مقابل ذلك". الا ان الصحف الاسرائيلية ذكرت ان نتانياهو ليس مستعداً للانسحاب من أكثر من تسعة في المئة من أراضي الضفة الغربية بينما الولاياتالمتحدة تصر على اعادة انتشار من 12 في المئة على الاقل من الاراضي بحيث ينفذ اول انسحاب خلال الايام التي تلي ابرام اتفاق بشأن اعادة الانتشار. ومن جانب آخر يصرّ رئيس الوزراء على ان تقوم اسرائيل بانسحاب واحد في حين ينص اتفاق الحكم الذاتي مع الفلسطينيين على ثلاث عمليات انسحاب. وكانت الولاياتالمتحدة اقترحت "عملية متوازية خطوة خطوة" لتنشيط مفاوضات السلام الفلسطينية - الاسرائيلية وذلك بعد لقاءات الرئيس كلينتون مع نتانياهو والرئيس ياسر عرفات كلاً على حدة. وتقول واشنطن ان الجيش الاسرائيلي يجب ان يقوم بانسحاب "ذي صدقية" من الضفة الغربية على عدة مراحل وفي كل مرحلة يجب ان يتخذ الفلسطينيون مقابل ذلك "تدابير أمن اضافية". وأكد احد مستشاري رئيس الوزراء الاسرائيلي امس ان نتانياهو يمعن النظر في الخطة الاميركية القاضية بانسحاب اسرائيلي تدريجي من الضفة الغربية شريطة التزام الفلسطينيين بشن حملة امنية صارمة على المتشددين. وقال ديفيد بار ايلان لپ"رويترز": "ربما قسمها نتانياهو اي عملية الانسحاب الى مرحلتين وربما ثلاث مراحل". وأضاف ان هذه الانسحابات هي الأراضي الوحيدة التي يمكن لاسرائيل التخلي عنها قبل اتفاق الوضع النهائي، قائلاً انه "اذا تمت في مرحلة او اثنتين او ثلاث فإن ذلك لا يؤثر في حجم الانسحاب". الى ذلك كرر نتانياهو اول من امس في اتصال هاتفي مع نظيره البريطاني توني بلير قبيل لقائه الرئيس الفلسطيني المطالب التي يريد من الفلسطينيين تنفيذها. وقال بيان لرئاسة الحكومة الاسرائيلية ان "اسرائيل تنتظر من الفلسطينيين ان يحترموا تعهداتهم ... ومن بينها الغاء ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية". وذكر نتانياهو بلير الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الاوروبي انه لا يشعر بالارتياح للرسالة التي قدمها عرفات الى الرئيس كلينتون اثناء زيارته لواشنطن. وقال البيان ان "الرسالة لا تلغي عدداً من المواد التي تتحدث عن النضال المسلح ضد اسرائيل". وقال عرفات في لندن بعد اجتماعه مع بلير ان "ليس لنتانياهو الحق" بالادعاء ان الميثاق الوطني الفلسطيني ليس مقبولاً. واضاف: "لقد قبله رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق شمعون بيريز وقبلته الادارة الاميركية".