نيقوسيا - أ ف ب - عقد رؤساء كنائس الشرق الاوسط امس مؤتمراً في نيقوسيا بدعوة من مجلس كنائس الشرق الأوسط للبحث في الجهود الرامية الى "تحقيق وحدة الكنائس وفي الحضور المسيحي" في هذه المنطقة. وشارك في المؤتمر الذي استمر يوماً واحداً في مقر أسقفية قبرص للروم الأرثوذكس 19 رئيس كنيسة من العائلات الكنسية الأربع، وهي الأرثوذكسية الخلقيدونية والأرثوذكسية الشرقية غير الخلقيدونية والكاثوليكية والبروتستانتية. وحضر معظم رؤساء الكنائس شخصياً، في حين أوفد ثلاثة من ينوب عنهم لأسباب صحية. وعقدت أربع جلسات ترأس أولاها بطريرك الاسكندرية والكرازة المرقسية للاقباط الارثوذكس البابا شنوده الثالث، وهو أحد رؤساء مجلس كنائس الشرق الأوسط الأربعة الذين يمثل كل منهم عائلة كنسية، في حين تولى ادارة الجلسات الثلاث الأخرى الرؤساء الثلاثة الباقون وهم تباعاً رئيس المجلس الأعلى للكنائس الانجيلية في سورية ولبنان القس سليم صهيوني وبطريرك القدس للاتين ميشال صبّاح والمتروبوليت خريزانتوس أسقف ليماسول. وأوضح الأمين العام للمجلس القس الانجيلي رياض جرجور أن المشاركين يدرسون في الجلسات الأربع وثيقتين أعدتهما لجنة خاصة ضمت ممثلين عن كل العائلات الكنسية، احداهما عن "الحضور المسيحي في الشرق من جوانبه الدينية والاجتماعية والسياسية" أما الثانية فراعوية. ويبحثون كذلك في "تعزيز الشراكة بين الكنائس وتطوير العمل المسكوني وهدف مجلس كنائس الشرق الأوسط". وكان مقرراً أن تصدر رسالة راعوية وتوصيات في ختام المؤتمر مساء امس. لكن جرجور أوضح أن جلسة اضافية قد تعقد صباح اليوم اذا لزم الأمر. ورحب رئيس أساقفة قبرص للروم الأرثوذكس خريزوستوموس بضيوفه في بداية الجلسة الصباحية. ولاحظ في كلمة الافتتاح أن كنائس الشرق الأوسط "تواجه أوضاعا صعبة وتجارب مختلفة" وأن المسيحية "في موقع دفاع" وسط الصراعات في المنطقة. وشدد على ضرورة أن تتخطى الكنائس المسيحية في هذه المنطقة "تناقضاتها واختلافها" وأن "تتوحد في الايمان" و"تعمل معاً لتدعم احداها الأخرى ولتدافع عن حقوقها". أما جرجور فتمنى في كلمته "تجاوز الانقسام"، وأن يكون "هذا اللقاء التاريخي اعلاناً" عن عزم المسيحيين "على المضي جميعاً في ... طريق الشراكة الكاملة بين الكنائس على تنوع تراثاتها وهيكلياتها ونظمها". وتليت رسالتان تلقاهما المؤتمرون، احداهما من رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الإمام محمد مهدي شمس الدين ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، والثانية من اللجنة الوطنية الاسلامية - المسيحية للحوار في لبنان. ووصف شمس الدين وقباني المؤتمر بأنه "تاريخي" وتمنيا أن يساهم في "تعزيز الأخوة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين" وأن يشكل "خطوة جديدة الى أمام في مسيرة التضامن القومي لمواجهة التحديات" المشتركة بين المسيحيين والمسلمين. أما لجنة الحوار فأملت في نجاح المؤتمر "بما يحفظ الحضور المسيحي في الشرق ويعزز الأخوة الاسلامية - المسيحية"، ورأت فيه "قاعدة وأساساً لإرساء روح حواري بناء ومثمر". وابدت اللجنة في رسالتها قلقها "الكبير" من "المحاولات التي تستهدف الاساءة" الى هذه الأخوة "سواء تلك التي تقوم بها بعض الحركات السياسية المتطرفة التي تستخدم الاسلام مظلة لها، أو تلك التي تقوم بها بعض الجماعات الأجنبية التي تدّعي حماية المسيحيين في الشرق". وشددت اللجنة على "الوحدة في الحياة ووحدة المصير والمستقبل بين المسلمين العرب والمسيحيين العرب" وعلى أن "لا غنى لأحدهما عن الآخر" داعية الى "قطع الطريق أمام أصحاب النيات السيئة الذين يحاولون اثارة الفتنة لتوظيفها في حساباتهم السياسية". ويلتقي رؤساء الكنائس المشاركون صباح اليوم الرئيس القبرصي غلافكوس كليريديس. ويلي المؤتمر اجتماع للجنة التنفيذية للمجلس بين 26 كانون الثاني يناير الجاري و28 منه.