أوضح الشيخ أحمد ياسين زعيم "حركة المقاومة الاسلامية" حماس في سياق تفسيره توقف الهجمات ضد اسرائيل منذ نحو ستة أشهر ان حركته لن تهاجم أي اهداف مدنية اسرائيلية طالما لم يهاجم الاسرائيليون أهدافاً تمس المدنيين الفلسطينيين. وأضاف الشيخ ياسين ان "لحماس استراتيجيتها الثابتة ولم نستخدم الاعتداء على المدنيين الاسرائيليين الا كردة فعل على اعتداء اسرائيل على المدنيين الفلسطينيين وايقاع المذابح بهم، كما حصل في المسجد الأقصى والمسجد الابراهيمي في الخليل وفي عيون قارة وفي كل المدن والمخيمات الفلسطينية". وقال الشيخ ياسين في حديث الى "الحياة" ان مبادئ "حماس" ترفض مهاجمة المدنيين "ولكن عدم التزام الاسرائيليين بذلك تجاه الفلسطينيين هو الذي يدفع الى الرد بالمثل". ووصف الشيخ ياسين علاقته الشخصية بالرئيس ياسر عرفات بأنها جيدة، مستدركاً ان المشاكل تنشأ مع السلطة من خلال الضغوط الأميركية والاسرائيلية حيث تطلب منه أميركا ان يفعل ما لم تستطع اسرائيل فعله وان ينفذ قانون الغاب بدلاً من قانون العدل والمساواة باعتقال أفرادها واغلاق مؤسساتها الانسانية من دون ذنب. وتابع الشيخ ياسين قائلاً: "نحن في حركة حماس نحرص على ان تبقى العلاقة مع السلطة حسنة ولا نقابل السيئة بالسيئة لأن معنى ذلك ان نعطي عملاء اسرائيل الفرصة للقيام بمذابح ضد الشعب الفلسطيني كما يحدث في الجزائر وبالتالي تشويه صورة الاسلام". لقاءا واشنطن وقال الشيخ ياسين رداً على سؤال عن توقعاته عن لقاءي واشنطن بين الرئيس بيل كلينتون والرئيس ياسر عرفات ونتانياهو ان "اصحاب المسيرة نفسها لا يتوقعون للقاء النجاح فكيف لي ان أتوقع وأنا لا أؤمن أصلاً باتفاقية أوسلو الذي يمكن ان نرى آثارها على الأرض الآن؟". عام سقوط أوسلو وتوقع الشيخ ياسين ان العام 1998 سيكون عام سقوط خيار أوسلو، مشيراً في الوقت نفسه الى ان "حماس" عند موقفها الرافض لأي حديث أو حوار مع الاسرائيليين باعتبار ذلك من اختصاص السلطة الفلسطينية. وأكد الشيخ ياسين ان حركة "حماس" لن تتوقف عن مقاومة جنود الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنين حتى يتم استرداد الحقوق والأراضي المغتصبة وعودة الفلسطينيين الى بيوتهم. وأضاف: "هل هناك منطق في العالم يجعلنا نصفق للاحتلال ونرفع له الرايات البيض وما زال يغتصب أرضنا ويعتقل ابناءنا ويشردنا ويقتلنا ويذيقنا المعاناة بشتى الوسائل". وأشار الى ان "حماس" نجحت في دب الرعب في قلوب الاسرائيليين قائلاً: "عندما يصل أي مقاتل لوضع يجعل فيه عدوه يخاف منه ويرتعش رهبة فهذا بلا شك يعد نجاحاً له". وتابع: "نحن لا نعتدي على الاسرائيليين لأنهم يهود بل نقاتلهم لأنهم اغتصبوا أرضنا وقاتلونا ودمروا بيوتنا وشردونا من أرضنا". لن أقابل نتانياهو ورداً على سؤال عما سيقول لنتانياهو لو اجتمع معه قال الشيخ ياسين: "أولاً، انا لن أقابله، وأستطيع ان أقول له من بعيد: ادرس التاريخ كي تعتبر من النكبات التي أصابت اليهود في العالم حيث لم يجدوا على مدار السنين من يحميهم غير الفلسطينيين ويأمنوا في ديارهم، فهل ما يفعله اليهود اليوم هو رد الجميل؟". واختتم الشيخ ياسين حديثه بالقول ان الاسرائيليين الذين عرفهم خلال تجربة اعتقال استمرت ثماني سنوات هم أناس يحبون انفسهم ويحبون لأنفسهم الحياة والغنى ولغيرهم الموت والفقر ورغم اغتصابهم لأرضنا فالعالم للأسف ينظر اليهم نظرة اشفاق في حين ان شعبنا هو الضحية والمشرد والذي يعاني الجوع والحرمان". وأضاف: "على الاسرائيليين ان يعتبروا من التاريخ الذين مروا به ومن المآسي التي ذاقوها والا يسقوا شعبنا من الكأس ذاتها".