أنهى وزراء السياحة العرب الخميس الماضي اجتماعهم الطارئ في القاهرة بتأكيد إدانتهم الارهاب وضرورة التصدي لكل ما يهدد الامن والاستقرار العربيين والعمل على تجاوز العقبات التي تحول دون تنشيط وتحرير السياحة العربية البينية. وتبنى الاجتماع قراراً يدعو الى دعم القطاع السياحي المصري ومساندة دعوة مصر لجعل عام 1998 "عام السياحة العربية في مصر". ودعا المشاركون الى انشاء شركة للسياحة العربية البينية برأس مال قدره 100 مليون دولار والاسراع باقامة هذا الكيان الواعد الذي يتبناه "اتحاد المصارف العربية". وعُقد اجتماع القاهرة الطارئ بناء على اقتراح وزير السياحة الاردني عقل بلتاجي وموافقة وزراء السياحة العرب بهدف مساعدة صناعة السياحة المصرية عقب حادث الاقصر الذي شنه متطرفون وراح ضحيته 60 سائحا قبل شهرين. وطالب المجتمعون بضرورة وضع برنامج عربي يعالج كل العوامل المتعلقة بظاهرة الارهاب ومواصلة الحوار الجاد والتنسيق مع الدول التي تؤوي ارهابيين. من جانبه عبر الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد في كلمته الى الاجتماع عن تفاؤله بعودة الانطلاقة السياحية المصرية الى سابق عهدها في اقرب وقت، مشيراً الى ان النهضة السياحية التي تحققت في مصر خلال السنوات الاخيرة تستند الى عناصر ثابتة لا تنال منها الامور العارضة. وقال في كلمة القاها نيابة عنه الامين العام المساعد للشؤون الاقتصادية عبدالرحمن السيمباني الى ان الوقفة العربية الى جانب السياحة المصرية قادرة على تعويض النقص الاخير في حركة السياحة الوافدة الاجنبية علاوة على ان عقد الاجتماع تحت مظلة الجامعة سيكون له اثر ملموس في تقرير الثقة في العمل العربي المشترك. وأكد وزير السياحة المصري رئيس الاجتماع ممدوح البلتاجي ان مبادرة الالتقاء للتعبير عن التضامن مع مصر في ازمتها، وإن انطلقت من وزير السياحة الاردني، إلا انها لا تقتصر على معنى التضامن الوزاري بل تتجاوز ذلك لتعبر عن التضامن الشعبي العربي القوي، مشيراً الى ان السياحة تبقى اولاً وآخراً حركة الشعوب. ورأى في الشعار الذي ترفعه مصر حالياً وهو "1998 عام السياحة العربية في مصر" يعني قدوم الأخوة العرب الى مصر بكثافة من المقاصد كافة بدلاً من التوجه الى مقاصد واسواق اخرى. وأفاد أن المواقف الرسمية المعلنة والمبادرات ذات الدلالة الرمزية والعملية من جانب الاردنولبنان ومن جانب الوفود التي زارت الاقصر وإعلان بعض المحطات التلفزيونية الفضائية العربية استعدادها الترويج المجاني للسياحة المصرية وجهت جميعاً رسالة قوية الى العالم والى الشعوب العربية يتعين ترجمتها مهنيا الى تعاقدات واتفاقات محددة بين ممثلي القطاعات السياحية العربية. من جانبه اكد وزير السياحة اللبناني نقولا فتوش ان "المعرض العربي للسياحة والسفر" الذي يعقد في لبنان خلال الفترة من 2 الى 5 نيسان ابريل المقبل سيكون شعاره "مصر والترويج السياحي". وطالب باعتماد السياحة العربية اطاراً تربويا، والفصل بين السياحة كرسالة ومعنى وبين النتائج المادية التي تهدف الى الربح السريع مع بناء المجتمعات التي تختصر المسافات بين الدول العربية مؤكدا على ضرورة الوقوف مع مصر الحضارة وسر التاريخ في المحافظة على قطاعها السياحي ومدخولاتها السياحية. وأشار أمين اللجنة الشعبية للسياحة في ليبيا البخاري سالم وده، الى ان بلاده تدين بكل شدة الارهاب وتقف مع مصر بكل قوة في تصديها للارهاب الذي يعمل على تدمير السياحة لكونها من اهم مصادر دخل الشعب المصري. وطالب بتكثيف الدعاية العربية المدروسة وحملات الترويج السياحي على أساس التأكيد على ان حادث الاقصر من تدبير شبكات ارهابية، وانتاج برامج عربية ووثائق وأنشطة تبث عبر القنوات العربية بلغات أجنبية توضح ان الارهاب بعيد كل البعد عن الاسلام. وطالب بتشجيع السياحة الشبابية على المستوى العربي لانقاذ الشباب من الانحراف وتكثيف الاتصالات العربية الثنائية للتشاور في مجال السياحة وجعل يوم حادث الاقصر يوماً للسياحة العربية البينية لإثبات ان السياحة العربية بمنأى عن الارهاب. وأشاد وزير السياحة والثقافة اليمني عبدالملك منصور بمصر وقال انها كانت وستظل رائدة الأمة العربية على كل الصعد وصوت العرب المدافع عن الحق والحرية في كل زمان، ورأى في عقد الدورة في مصر انعكاساً للمبادئ العظيمة التي كانت مصر سباقة في رفعها. ودعا الى اتخاذ اجراءات عملية لتجاوز آثار حادث الأقصر، مشيراً الى ان اليمن تقدم بورقة عمل للتعامل مع مضاعفاته. وقال اننا لن نستطيع ان نلزم العالم القدوم الى مصر للسياحة بل علينا قبل ذلك ان نلزم انفسنا بذلك لأن واجب على كل عربي ان تكون مصر محطته للسياحة في مصر. وأكد وزير السياحة اليمني ان العالم لن يستطيع ان يغيّب مصر عن الخريطة السياحية العالمية لأن مصر ستبقى كما كانت دائما عظيمة في مواجهتها كل المحن. ومن جانبه اكد وزير مجلس الوزراء والاعلام البحريني محمد ابراهيم المطوع ان العمل الارهابي الذي وقع في الاقصر يؤكد الحاجة الى تضافر كل الجهود وتسخير كل الطاقات لمواجهة هذا المخطط الارهابي الذي لا يهدد دولة فقط وانما يتجاوز المسافات ليهدد الحضارة الانسانية كلها، وعرض مقترحات بلاده لدعم القطاع السياحي المصري ومواجهة مخاطر التطرف والارهاب وأهمها وضع برنامج عربي يعالج كل العوامل المتعلقة بظاهرة الارهاب ومواصلة الحوار الجاد والتنسيق مع الدول التي يختبئ فيها الارهابيون والاستمرار في الحوار مع منظمات حقوق الانسان لتبني حقوق الأفراد الذين تتعرض حقوقهم للانتهاك على يد هؤلاء الارهابيين. وأعرب عن ثقته في ان الاجتماع كان رسالة متماسكة لكل قوى الظلام بأن الارهاب لا مكان له على ارضنا واننا قادرون على ان نثبت على أرض الواقع ان التضامن العربي ممكن وان التكامل واجب قومي. برنامج للتعاون واشار في هذا الاطار الى ان وفداً فنياً سيصل مطلع شباط فبراير المقبل الى القاهرة لمواصلة بحث تنفيذ برنامج التعاون السياحي بين مصر والبحرين. وأكد وزير السياحة والبيئة السوداني محمد طاهر ايلا إدانة بلاده التامة حكومة وشعبا لحادث الاقصر الاجرامي وللارهاب بكل اشكاله وصوره منوها بأهمية الموضوع الذي يناقشه وزراء السياحة العرب في اجتماعهم بالقاهرة لما له من سلبيات على مسار السياحة في مصر والسياحة العربية عامة. ودعا الى "التصدي بكل قوة لكل ما يهدد أمننا واستقرارنا وسلامتنا وان نقف كعرب يدا واحدة لتجاوز العقبات التي تقف حائلا دون تنشيط وتحرير السياحة العربية البينية". واشار الى دعم السودان لفكرة اعلان عام 98 عام السياحة العربية في مصر منوها في هذا المجال الى ان بلاده سعت بالفعل مع مصر الى اعادة الملاحة النهرية التي قال انها ستستأنف بين البلدين خلال ايام بعد طول انقطاع، مما سيخدم التواصل الشعبي والسياحي المكثف بين البلدين في شمال وجنوب وادي النيل. 100 مليون دولار وأكد رئيس "اتحاد المصارف العربية" محمود عبدالعزيز ان الدول العربية تنفق 40 بليون دولار على السياحة تقتصر نسبة السياحة العربية البينية على العشر فقط، مشيراً الى ان الاتحاد يعمل على انعاش الاقتصاد العربي من خلال السياحة ومؤكداً اهمية انشاء شركة للسياحة العربية البينية. ودعا الى الاسراع باقامة هذا الكيان الواعد. وقال ان المصارف العربية جاهزة للتمويل وان الرأس مال المصدر سيكون 100 مليون دولار في المرحلة الأولى. وأشار ممثل عن "الاتحاد العربي للفنادق والمطاعم" الى ان الاتحاد قرر نقل انعقاد المؤتمر الموسع المخصص لدعم السياحة العربية البينية والذي كان مقرراً التئامه في دمشق الى مصر مرجحاً ان تكون أسوان مقر الاجتماع الموعود وذلك بناء لاتصالات بين رئيس الاتحاد عثمان العائدي ووزارات السياحة العربية.