أكد رئيس المنظمة العربية للسياحة الدكتور بندر بن فهد الفهيد أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- لدعم الاقتصاد المصري، الذي تمثل السياحة إحدى ركائزه المهمة هي قراءة سليمة لحيوية هذا القطاع التنموي، الأمر الذي يتطلب تضافر الجهود لتنشيط هذا القطاع المهم. وقال في افتتاح ملتقى «يداً واحدة مع السياحة المصرية» الذي انعقد في مدينة شرم الشيخ واختتم أعماله أمس الأول بمشاركة عربية واسعة من أصحاب المكاتب السياحية والإعلاميين. إن الأهداف تتواصل لتنفيذ تنمية السياحة البينية العربية وتجاوز المعوقات التي تحد من حركة السياح العرب بين الأقطار العربية، وأضاف الدكتور بندر: إن ما تتعرض له السياحة في الدول العربية من تدنٍ في الأعداد ونقص في العائد من السياحة يؤثر سلباً على عملية التنمية العربية بشكل عام، ويعيق الاستثمار في هذا القطاع الحيوي المهم . واستطرد قائلا: إن الإرهاب وتأثيراته وما يتبعه من انعكاسات يتطلب منا جميعا أن نوحد جهودنا للتصدي له وتفويت الفرصة على المستفيدين منه ومن ضرب السياحة في بلداننا العربية، مشيراً إلى ما حصل في مصر مؤخرا بسبب حادث الطائرة الروسية الذي انعكس سلباً على السياحة في مصر عموماً، ومنطقة جنوبسيناء وشرم الشيخ بشكل خاص. ودعا الفهيد إلى إقامة ملتقى عربي كبير يشارك فيه وزراء السياحة العرب وأصحاب المكاتب السياحية والإعلاميين للتغلب على كل ما من شأنه أن يعيق السياحة البينية العربية وحركة السياح القادمين من الخارج، مشيراً إلى أن معدل إنفاق السائح العربي يصل إلى 4500 دولار في حين أن معدل إنفاق السياح الآخرين لا يتجاوز 300 دولار. وأجمع المشاركون على أهمية وضع خطط عربية مشتركة قابلة للتنفيذ وتسهم في تنشيط السياحة في الدول العربية، وتتجاوز المعيقات التي طالبنا بها مراراً وتكراراً. وتمنى المشاركون أن لا يركز الإعلام العربي على السلبيات التي تحد من الإقبال على السياحة، بل عليهم أن يتجاوزوا ذلك بما يسهم في تعظيم الإنجازات العربية في القطاع السياحي مع الإشارة إلى المشكلات لحلها والحد من تأثيراتها. وأجمع المشاركون على أن الواقع السياحي العربي يتطلب من الجميع تكثيف الجهود وخاصة وزارات الخارجية والداخلية والسياحة في البلدان العربية لتشجيع السياحة البينية والحد من الإجراءات التي تعيق حركة السياحة. وكان محافظ جنوبسيناء خالد فودة عرض أهم الإجراءات التي توفرها الحكومة المصرية للأمن السياحي، مؤكداً أن السياحة في مصر آمنة، ولا يوجد ما يعكر أمن السياح في منتجعات جنوبسيناء وفي مدينة شرم الشيخ. وقال إن ما تتعرض له السياحة في مصر الآن أمر مقلق، مشيراً إلى أن مدينة شرم الشيخ لم تشهد كهذه الأزمة التي تمر بها حاليا، وعلينا أن لا نكافئ الإرهاب ونتركه يؤثر على السياحة، معرباً عن شكره وتقديره لمنظمة السياحة العربية على تنظيمها هذا الملتقى. وقدم رئيس هيئة تنشيط السياحة المصرية الشكر للمنظمة العربية على تنظيم هذا الملتقى ولأصحاب المكاتب السياحية العربية والمصرية والإعلاميين على المشاركة في فعاليات الملتقى، معرباً عن أمله في أن يسفر عن نتائج تنعكس إيجاباً على الحالة السياحية في مصر عموماً ومنطقة جنوبسيناء خصوصا. وأشار إلى أن السعودية تأتي في المرتبة الأولى من حيث أعداد السياح يليها الكويت والأردن ولبنان. يذكر أن المنظمة العربية للسياحة التي تنظم هذا الملتقى بالتعاون مع وزارة السياحة المصرية وشركة مصر للطيران هي إحدى منظمات جامعة الدول العربية. وناقش المشاركون على مدى ثلاثة أيام أوضاع المكاتب السياحية العربية، ودور الإعلام العربي في تنشيط السياحة العربية البينية. وأكد الدكتور سعيد يحيي رئيس اتحاد المصريين العاملين في الخارج أن مبادرة الاتحاد بحملة «المليون زائر» حققت نجاحا لاقى صدىً كبيراً في الخليج وليس السعودية فقط، وهذا ما أكده أيضاً أحمد شاهين مدير عام مصر للطيران؛ حيث وصل عدد المسافرين لشرم الشيح من المملكة العربية السعودية أكثر من 650 ألف سائح، وباقتراب موسم الصيف سوف يتضاعف العدد، وتمنى نجاح مبادرة الاتحاد لدعم الشهادات الدولارية. كما صرح الأستاذ أحمد شاهين المدير الإقليمي لمصر للطيران في المملكة العربية السعودية بسعادته بدعوة معالي الدكتور بندر والحضور المميز لشخصيات سعودية مرموقة في مجال السياحة من المملكة والخليج ومندوبي المكاتب السياحية والإعلاميين، وقد نظمت الهيئة العامة للسياحة المصرية برنامجاً سياحياً بحرياً و»سفاري» لاقى استحسان الجميع، وأكد الحضور أن ما شاهدوه في شرم الشيخ لم يروه في أي مكان آخر.. مناخ مميز، ومتنزهات رائعة، وبحر ليس له مثيل، ومنتجعات علاجية على أعلى مستوى، كلها أمور تتناسب مع السائح الخليجي خاصة في الخصوصية، كما أكد الحضور ما لمسه الجميع من المناخ الآمن للمدينة وإحساسهم أن ما حدث هو مؤامرة نجح فيها الإرهاب الغادر في تحقيق أهدافه، واستثمره الحاقدون على مصر لتشويه صورة مصر، ولكن سوف تنتصر مصر.