كتب – بخيت طالع الزهراني الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الى جمهورية مصر العربية، تشكل بُعداً عميقاً في حياة السعوديين والمصريين معاً، ولقد ظل الشعبان الشقيقان يترقبونها بأمل عريض، في أن تضيف الجديد والجيد والكبير ، لحجم الحب ووشائح القربى ومتين العلاقة، التي ربطت ارض الحرمين، بأرض الكنانة، قيادة وتاريخاً وانساناً، عبر سنوات طويلة. واذا ما تأملنا الشأن المصري والسعودي نجد انه شأن واحد، يحمل الكثير من التطابق والكثير من المشتركات، والكثير من المعاني الخلاقة، كونه شكل رباطاً عظيماً لشعبين كان قدرهما أن يعيشا في اتجاه واحد، معاً سوياً، باعتبارهما اللبنة الأكبر والأهم في جسد الامة العربية، وهذا بالفعل ما يلمسه أي زائر لمصر من السعوديين، وكذلك العكس لدى كل زائر مصري يضع قدميه على ثرى الارض السعودية، وهذا في الواقع ما شاهدته واشاهده والمسه عند كل زيارة اقوم بها الى الشقيقة مصر. ولعلي في زيارتي الاخيرة الى مصر، وتحديداً الى مدينة شرم الشيخ، والتي قال عنها الدكتور بندر الفهيد رئيس منظمة السياحة العربية انها "لؤلؤة السياحة العربية" .. اقول لعلي لمست كم ان مصر انساناً وارضاً بحاجة الى شقيقتها الكبرى المملكة العربية السعودية، مثلما ان السعودية تحتاج الى مصر معها وبجانبها، لمواجهة كل التحديات.. ولقد عشنا نحن الوفد الاعلامي الذي زار شرم الشيخ مؤخراً ملتقى (يداً واحدة مع السياحة المصرية) ولا يعني ذلك للوهلة الأولى ان المسألة ترويجية بالدرجة الاولى كما قد يتبادر الى الاذهان، بل ان المسألة اكبر من ذلك واعمق، إنها تعني الوقوف مع مصر في هذه المرحلة المهمة من تاريخها .. وفي ان تكون او لا تكون، امام كل التحديات والتي شكل الارهاب البغيض اكبر تهديد لها، بل لقد استطاع المتربصون بمصر ان يلتفوا حول انطلاقة مصر الاخيرة للقيام من عثرتها، فكادوا لها، لكن أنى لهم أن يحققوا هدفهم في ظل توفيق الله اولاً، ثم دعم الاشقاء ومن أولهم السعوديين .. على هيئة دعم مادي ومعنوي يجعل مصر تعود وبقوة الى الصدارة، التي كانت تحتلها بفضل دعم النبلاء وفي مقدمتهم السعوديين. ولقد لمست حجم الامل الذي يعلقه المصريون على اخوانهم السعوديين، وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حتى صارت زيارته المرتقبة لمصر نافذة امل عريضة، كل ذلك كان يتردد امامنا نحن الاعلاميين من عدة مسؤولين مصريين، بدءاً بمعالي محافظ جنوبسيناء اللواء اركان حرب (خالد فودة) الى معالي وزير الصحة المصري السابق "د. محمد عوض تاج الدين) الى سعادة رئيس هيئة التنشيط السياحي الاستاذ (سامي محمود).. إلى رجل الشارع العادي، وسائق التاكسي، والنادل في المقهى، وكل المصريين جميعاً. وخلال ملتقى " يدا واحدة مع السياحة المصرية " عشنا ثلاثة أيام من البهاء , بين جلسات رسمية , وأخرى حميمية , مع حشد من الاعلاميين المصريين والعرب , من شرق الوطن العربي الى مغربه , اضافة الى زيارة بعض معالم شرم الشيخ .. ولقد دعا رئيس المنظمة العربية للسياحة الدكتور بندر بن فهد الفهيد , الى تنمية السياحة البينية العربية , وتجاوز المعيقات التي تحد من حركة السياح العرب بين الاقطار العربية . وقال في افتتاح ملتقى " يدا واحدة مع السياحة المصرية " الذي احتضنته مدينة شرم الشيخ بمشاركة عربية واسعة , أكد د . الفهيد أمام اصحاب المكاتب السياحية والاعلاميين : ان ما تتعرض له السياحة في الدول العربية من تدن بالأعداد , ونقص بالعائد من السياحة , يؤثر سلبا على عملية التنمية العربية بشكل عام , ويعيق الاستثمار في هذا القطاع الحيوي الهام . وشدد رئيس المنظمة العربية للسياحة على ان الارهاب له سلبياته الكبيرة , وله تأثيراته الملحوظة , وما يتبع ذلك من انعكاسات سلبية , تتطلب منا جميعا ان نوحد جهودنا للتصدي له , وتفويت الفرصة على المستفيدين منه , ومن ضرب السياحة في بلداننا العربية , مشيرا الى ما حصل في مصر مؤخرا بسبب حادث الطائرة الروسية , انعكس سلبا على السياحة بشكل عام , وفي مصر عموما ومنطقة جنوب سينا وشرم الشيخ تحديدا . ودعا د . الفهيد الى اقامة ملتقى عربي كبير يشارك فيه وزراء السياحة العرب , واصحاب المكاتب السياحية والاعلاميين للتغلب على كل ما من شانه ان يعيق السياحة البينية العربية , وحركة السياح القادمين من الخارج , مشيرا الى ان معدل انفاق السائح العربي يصل 4500 دولار , في حين ان معدل انفاق السياح الاخرين لا يتجاوز 300 دولار . ودعا المشاركون الى وضع خطط عربية مشتركة قابلة للتنفيذ وتساهم في تنشيط السياحة الدول العربية وتتجاوز المعيقات التي طالبنا بها مرارا وتكرارا . وتمنى المشاركون ان لا يركز الاعلام العربي على السلبيات التي تحد من الاقبال على السياحة بل يتجاوزوا ذلك بما يسهم في تعظيم الانجازات العربية في القطاع السياحي مع الإشارة الى المشكلات لحلها والحد من تأثيراتها . واجمع المشاركون ان الواقع السياحي العربي يتطلب من الجميع تكثيف الجهود وخاصة وزارات الخارجية والداخلية والسياحة في البلدان العربية لتشجيع السياحة البينية والحد من الإجراءات التي تعيق حركة السياحة . أما محافظ جنوبسيناء اللواء اركان حرب خالد فوده , فقد عرض على الحضور اهم الإجراءات التي توفرها الحكومة المصرية للأمن السياحي , مؤكدا ان السياحة في مصر آمنة , ولا يوجد ما يعكر أمن السياح , سواء في منتجعات جنوبسيناء , أو في مدينة شرم الشيخ . وقال ان ما تتعرض له السياحة في مصر الآن أمر مقلق، مشيرا الى مدينة شرم الشيخ لم تشهد أزمة كهذه الأزمة التي تمر بها حاليا، مضيفا : علينا ان لا نكافئ الارهاب ونتركه يؤثر على السياحة، معربا عن شكره وتقديره لمنظمة السياحة العربية على تنظيمها لهذا الملتقى . أما الاستاذ سامي محمود رئيس هيئة تنشيط السياحة المصرية .. فقد قدم الشكر للمنظمة العربية على تنظيم هذا الملتقى , ولأصحاب المكاتب السياحية العربية والمصرية والاعلاميين , على المشاركة في فعاليات الملتقى .. معربا عن امله في ان تكون النتائج جملة من النجاحات تنعكس ايجابا على الحالة السياحية في مصر عموما , ومنطقة جنوبسيناء خصوصا . واشار الاستاذ سامي : الى ان السعودية تأتي بالمرتبة الاولى من حيث اعداد السياح الى جمهورية مصر , يليها الكويت والاردن ولبنان .. يذكر ان المنظمة العربية للسياحة التي تنظم هذا الملتقى بالتعاون مع وزارة السياحة المصرية وشركة مصر للطيران هي احدى منظمات جامعة الدول العربية .. وهكذا فقد ناقش المشاركون على مدى ثلاثة ايام اوضاع المكاتب السياحية العربية ودور الاعلام العربي في تنشيط السياحة العربية البينية . دعم عربي وفي اليوم الثالث من الملتقى كان ختام الجلسات والمداولات والنقاشات , والتي كان عنوانها "يد واحدة مع السياحة المصرية"، بإشراف المنظمة العربية للسياحة ووزارة السياحة المصرية والهيئة العامة للتنشيط السياحي ومحافظة جنوبسيناء ومصر للطيران , وبمشاركة واسعة من رجال الأعمال والمستثمرين العرب ، حيث هدف الملتقى لتنشيط السياحة العربية لشرم الشيخ بصفة خاصة ومصر بصفة عامة , وتكثيف أنشطة العلاقات العامة في السوق العربي . وصدرت عن الملتقى العديد من التوصيات , التي كان من أهمها دعوة الدول العربية لأن تكون مصر بشكل عام ومدينة شرم الشيخ بشكل خاص مقصدا سياحيا رئيسيا لعام 2016، ومنح مدينة شرم الشيخ لقب " لؤلؤة السياحة العربية " بناءً على مقترح معالى رئيس المنظمة العربية للسياحة ، ودعوة الجهات المعنية بجمهورية مصر العربية بتسهيل منح تأشيرات الدخول للجنسيات العربية والمقيمين في دول مجلس التعاون الخليجي، دعوة شركات ووكالات السفر والسياحة لوضع برامج سياحية تتلائم مع السائح العربي، دعوة الفنادق والمنتجعات السياحية لتوحيد أسعار البيع لكل الجنسيات وألا يكون هناك تفرقه، دعوة الجهات الرقابية السياحية لتعزيز دورها فى مراقبة مستوى الخدمات المقدمة وأسعارها. اختتمت بمدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوبسيناء، فعاليات ملتقى يدا واحدة مع السياحة المصرية بتنظيم المنظمة العربية للسياحة ووزارة السياحة المصرية والهيئة العامة للتنشيط السياحي , ومحافظة جنوبسيناء ومصر للطيران , وبمشاركة واسعة من الاعلاميين , ورجال الأعمال والمستثمرين العرب، حيث هدف الملتقى لتنشيط السياحة العربية لشرم الشيخ بصفة خاصة ومصر بصفة عامة وتكثيف أنشطة العلاقات العامة في السوق العربي. وفى الختام رفع كل المشاركين في الملتقى برقية شكر وتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي، جاء فيها "يسر المشاركين في ملتقى يد واحدة مع السياحة المصرية بأن يرفعوا لفخامته أجمل عبارات الشكر والتقدير على الدعم المتواصل والتحفيز المستمر لتطوير السياحة العربية بشكل عام والمصرية بشكل خاص، كما يسرنا أن نرفع لفخامته أجمل التهاني والتبريكات بمناسبة منح فخامته قلادة المنظمة العربية للسياحة من الطبقة الممتازة والشكر والتقدير على إقامة هذا الملتقى وما قدمته حكومته الرشيدة من دعم ورعاية واهتمام للمشاركين بهذا الملتقى، والذين يتطلعون جميعا أن يحقق كل الأهداف المنشودة، مؤكدين بان جمهورية مصر العربية تحظى بالأمن والاستقرار بشكل عام وبمدينة شرم الشيخ بشكل خاص بفضل الله سبحانه وتعالى ثم لقيادتكم الحكيمة داعين الله العلى القدير أن يديم الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار لجمهورية مصر الشقيقة وبالتوفيق صحة وعملا لفخامتكم يحفظكم الله .. عن جميع المشاركين". خسائر عربية وقدر رئيس المنظمة العربية للسياحة بندر الفهيد حجم خسائر المنطقة العربية في مجال السياحة بسبب الأحداث السياسية والاقتصادية بنحو 40 مليار ريال , منذ بدء الأحداث رغم التعافي البسيط في بعض دول المنطقة واستقرارها سياسيا. وكشف د. الفهيد : أن التوجه الآن في المنطقة العربية لتشجيع السياحة البينية بين الدول . وأفاد أن السائح العربي ينفق 4500 دولار في خمسة أيام بينما ينفق السائح الأوروبي نحو 400 دولار أو أقل.واستدرك بأن هناك معوقات للسياحة بين الدول العربية تتمثل في التأشيرات، وتمت مناقشتها في اجتماع مجلس وزراء الداخلية العرب مع المنظمة العربية للسياحة، وعقدت اجتماعات مكثفة حول الموضوع وسيتم التوصل إلى حلول مستقبلا.