تواجه دولة الامارات "حرباً" تشنها ناقلات نفط يحمل كل منها اسم "دوبة" أوقعت حتى الآن خسائر تزيد قيمتها على مئتي مليون دولار. وتقف الامارات وحدها في مواجهة الخطر الذي يهددها هذه المرة ليس من جانب ايران أو العراق، وإن كان اسماهما يترددان في تحمل جزء من المسؤولية عن هذه الحرب التي تشنها الناقلات النفطية. وتتركز المواجهة الاماراتية في مجال مكافحة التلوث النفطي الناجم عن غرق "دوبة" قبل اكثر من اسبوع قبالة سواحل امارة عجمان واكتشاف "دوبة" اخرى آيلة الى الجنوح قبالة سواحل امارة الشارقة بعدما اكتشفت ثالثة غارقة قرب سواحل امارة رأس الخمية، وغرقت "دوبة" اماراتية رابعة قرب السواحل الايرانية. وإذا كانت الرياح العاتية التي اجتاحت منطقة الخليج خلال الأيام القليلة الماضية هي المسؤولة عن الحاق الضرر بهذه الناقلات الصغيرة، وغرق بعضها، وليست ايران او العراق، فإن هاتين الدولتين اللتين ارتبط بهما سجل حافل بالعمليات والحروب في المنطقة كان لهما دور في هذه الحرب. وثبت ان النفط في تلك الناقلات هو نفط ايراني بعدما تردد انه عراقي مهرّب. وغذت القول عن التهريب اشاعات ربما اطلقتها المعارضة العراقية. لكن جنوح "دوبة اماراتية" قرب سواحل ايران بعدما زودت كميات من النفط والسولار، اثبت ان مصدر النفط ايران وليس العراق. ويؤكد تجار اماراتيون ان اكثر من 20 ناقلة ايرانية موجودة في الخليج محملة منتجات نفطية توزع حمولتها على مشترين من الخليج ودول اخرى، يتم تسويق معظمها في دبي ومناطق اخرى من المنطقة. وتقر الامارات بعدم مسؤولية ايران او العراق عن "الحرب" التي تواجهها، وإن كان النفط الملوث لشواطئها ويهدد البيئة البحرية على ساحلها الشمالي بالتدمير الكامل، أتى من ايران. واستدعت حوادث التسرب النفطي عقد جلسة للمجلس الوطني الاتحادي البرلمان برئاسة محمد خليفة الحبتور رئيس المجلس وبحضور احمد حميد الطاير وزير المواصلات وأركان وزارته. وأوصى المجلس في ختام جلسته باعداد قانون لحماية البيئة من اجل تفادي تلوث شواطئ الامارات بالزيوت النفطية وغيرها من مخلفات السفن او النفط الذي يتسرب منها. وأكد وزير المواصلات ان وزارته ستنسق مع حرس الحدود والسواحل للتأكد من صلاحية الناقلات في المياه الاقليمية لدولة الامارات التي كثفت جهودها لپ"ازالة آثار العدوان النفطي" عن شواطئها وتعويم "الدوبتين" الغارقتين ووقف التسرب النفطي من "الدوبتين" الاخريين. ونجحت السلطات المختصة في الامارات في الحيلولة دون حدوث تلوث نفطي ضخم بعدما انقذت "دوبة" تنقل نحو خمسة آلاف طن من السولار قبالة الحمرية في امارة الشارقة، بعد تسرب كميات من المياه الى مقدمها، وتبين ان 80 طناً من السولار تسربت من "الدوبة" التي سحبت الى ميناء الحمرية. ومع نجاح السلطات في انقاذ هذه "الدوبة" اكتشفت "دوبة" غارقة قرب الجزيرة الحمراء في رأس الخيمة، وأخرى تابعة للامارات قبالة جزيرة "المطاف" القريبة من سواحل ايران. ويقول مسؤولون في شركات تتولى انقاذ السفن في الخليج ان "الدوبة" تحمل خمسة آلاف طن من وقود الديزل وغرقت وتسرب منها اكثر من 2500 طن، وأن جهوداً تبذل لسدّ منافذ التسرب منها، وإرسال غواصين لتعويمها، فيما ارسل غواصون أيضاً لانتشال "الدوبة" الغارقة قبالة سواحل عجمان منذ اكثر من 10 أيام، وتسرب معظم النفط منها ليضرب شواطئ المنطقة ويتسبب في اغلاق محطات الكهرباء والماء فيها وتهديد البيئة البحرية المجاورة بالتدمير الكامل. ووظفت الامارات كل طاقاتها للتعامل مع "الحظر النفطي" وإزالة آثاره بمشاركة شركات النفط الوطنية ومساعدة خبراء بريطانيين ويابانيين، للحد من الخسائر وإزالة التلوث النفطي الذي يهدد الحياة البيئية في المنطقة.