قررت الامارات وقف تسجيل اي بوارج بحرية جديدة لدى وزارة المواصلات وتأجيل تسجيل التراخيص البحرية للبوارج التجارية الحالية لحين الانتهاء من استكمال الاجراءات الخاصة بتنظيم عمل البوارج في المياه الاقليمية بحيث يتم مراعاة واستخدامات المؤسسات والشركات الحكومية للبوارج. وجاء قرار الوزارة في اعقاب غرق خزان دوبة محمل بالديزل الأسبوع الماضي قبالة سواحل الامارات الشمالية اذ ضربت البقعة النفطية المتسربة من الدوبة حتى الآن شواطئ امارتي عجمان وأم القيوين وكذلك الشارقة ورأس الخيمة وسط البلاد، وسط مخاوف من ان تمتد آثارها الى امارة دبي. وقال عبدالله لوتاه وكيل وزارة المواصلات الاماراتي ان القرار الجديد اتخذ بعد تكرار حوادث لسفن في المياه الاقليمية لدولة الامارات وما تؤدي اليه من اضرار للبيئة او تهديد للاحياء البحرية ومحطات تحلية المياه. وقال لوتاه ان وزارة المواصلات بصدد التنسيق التام والشامل مع جميع الجهات ذات العلاقة بتنظيم الاجراءات المتعلقة بحماية المياه الاقليمية لدولة الامارات من الكوارث البحرية التي تؤدي الى التلوث، مشيراً الى انه سيتم وضع الضوابط الكفيلة بالحد من تلك الكوارث. وكانت الامارات على مشارف كارثة بيئية اخرى تم التعامل معها اول من امس، اذ نجح غواصون في تجنيب مياه الخليج كارثة بيئية محققة جديدة، وتمكنوا من تعويم دوبة نفط محملة بخمسة آلاف طن من وقود الديزل الأسود كادت تغرق قبالة ميناء منطقة الحمرية الحرة بالشارقة. وجاء انقاذ الدوبة بعد قيام قبطانها بابلاغ سلطات ميناء الحمرية بتعرضها لعطل فني خطير اثناء سيرها في المياه الدولية بسبب شدة الامواج والعواصف البحرية مما ادى الى تسرب كميات من الزيت الذي تحمله بعد دخول المياه اليها عبر فتحات تهوية التنكات. وتزايدت في الامارات الدعوات لايجاد قوانين صارمة لحماية البيئة، وأوصى المجلس الوطني في اجتماع دوري عقده الليلة الماضية باعداد قانون لحماية البيئة يمنع تلوث الشواطئ بالزيوت النفطية وغيرها من مخلفات السفن. وأثارت البقعة النفطية مخاوف كبيرة في الاوساط الاماراتية على اعلى مستوى. وأمر نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم الدوائر المعنية بالاسراع بمكافحة الآثار الخطيرة للتلوث النفطي، فيما قدر مسؤولون اماراتيون حجم التلوث النفطي بنحو أربعة آلاف طن من مادة الديزل هي معظم حمولة "بانتون - 300" الايرانية التي غرقت قبالة سواحل عجمان وهي محملة بنحو 5 آلاف طن ديزل من دون ان تحدد الاسباب حتى الآن. وأدت البقعة النفطية وتلوث مياه البحر الى توقف حركة الصيد في شكل شامل في امارتي عجمان وام القيوين، بسبب تلوث جزئي للاسماك التي القت الرياح بكميات نافقة منها الى الشواطئ وهي ملوثة فيما سجلت اسعار الاسماك في اسواق دبي والشارقة ارتفاعاً ملحوظاً. وقال مدير مركز ابحاث الاحياء البحرية في ام القيوين محمد عبدالرحيم الزروعوني ان الرياح قامت بتفتيت البقع البترولية مما سينتج عنه طبقة رقيقة من المواد الهيدروكربونية التي تؤثر على صحة الانسان. وحذر من ان المواد المشتتة الثقيلة الناجمة عن هذا التلوث قد تصل الى الاعماق وتتسرب الى الرمال، مشيراً الى ان المنطقة مهيأة طبيعياً للكثير من الكائنات البحرية بما فيها النباتات والحيوانات.