بدأ الوقود المتسرب منذ شهر ونصف من ناقلة النفط "بريستيج"، التي غرقت قبالة سواحل اسبانيا، يلوث الشواطئ الفرنسية حيث ينتظر وصول بقع اكبر في الايام القادمة. وتكاثرت كتل النفط على الشواطئ السياحية في مناطق اللاند والجيروند وشارانت ماريتيم (جنوب غرب) حيث يتم العثور على طيور نافقة او مغطاة بطبقة من الوقود، بحسب ما افادت مصادر متطابقة. واوضحت بلديات المنطقة انه تم العثور على كتل لزجة من الوقود قطرها ثلاثة الى خمسة سنتيمترات على طول هذه الشواطئ حيث تنشط فرق التنظيف لتقييم مدى الاضرار. وطلب رئيس شرطة منطقة الجيروند من رؤساء البلديات المعنية اصدار قرارات تحظر على السكان ان يقصدوا هذه الشواطئ حتى لا يمس احد الكتل النفطية. وظهرت اولى هذه الكتل الثلاثاء، وبدأ التلوث يمتد ويتسع الاربعاء. وتم احصاء 170 طائرا ميتا ومئة طائر مغطى بالوقود منذ الاثنين، سيتم نقلها الى مركز متخصص للاعتناء بهم، وفق ما اوردت جمعية لحماية الطيور. وتوقعت وزيرة البيئة الفرنسية روزلين باشولوه وصول بقع نفطية كبيرة متسربة من الناقلة بريستيج "في حوالي الخامس من كانون الثاني/يناير الى منطقة جيروند". وقالت الوزيرة في حديث لصيحفة "لو باريزيان" ان هذا التلوث "المشتت سيستمر على شواطئنا لاشهر عدة". وفي مدريد، افاد مصدر رسمي ان العواصف المستمرة قبالة شواطئ غاليسيا شمال غرب اسبانيا لا تزال تمنع الغواصة نوتيل من النزول الى هيكل الناقلة من اجل سد الشقوق التي يتسرب منها النفط. ولم تسد الغواصة حتى الآن سوى ثلاثة شقوق من اصل 15 تتسرب منها حمولة الناقلة الغارقة. وفي الايام القليلة الماضية، حذر الخبراء الاسبان من أن الرياح القوية تدفع "فيضان أسود" يقدر بنحو 5.000 طن من الزيت نحو فرنسا بأسرع مما كان متوقعا. وفي أسبانيا، تسببت الكارثة في اتخاذ إجراء قانوني حيث يقوم أحد القضاة في منطقة كوركو بيون التي تأثرت بشدة ببقع الزيت بالتحقيق فيما إذا كان من الممكن اعتبار الحكومة مسئولة عن بقع الزيت لانها أمرت بقطر الناقلة إلى عرض البحر. وقد ذكر الخبراء أنه كان يتعين سحب الناقلة إلى أحد الموانئ أو إلى خليج محمي لتفريغ خزاناتها. إلا أن الحكومة الاسبانية ترفض جميع الاتهامات .