وجه الرئيس الروسي بوريس يلتسن انتقادات مريرة الى الحكومة واتهمها ب "الاخفاق في تنفيذ وعودها" واكد ان الاوضاع في القوات المسلحة "اكثر هدوءاً" في الوقت الحاضر وأعرب عن قلقه من تزايد "النشاط الارهابي" في القوقاز لكنه طلب من وزير الداخلية ان "ينسق" مع رئيس الدولة قبل اطلاق تهديدات ضد الشيشانيين. وباشر يلتسن امس الاثنين اعماله في الكرملين بعد اجازة استمرت اسبوعين اعقبت اصابته بنزلة برد أواخر العام الماضي. وبدا الرئيس في صحة جيدة ونشيطاً وبدأ يومه باستقبال رئيس الحكومة فيكتور تشيرنوميردين ونائبيه الاولين بوريس نيمتسوف واناتولي تشوبايس وقال ان الحكومة "لم تنفذ التزاماتها" في تسديد الرواتب المؤجلة قبل انقضاء عام 1997. وأضاف "لقد خلقتم مشاكل وتراكم كم من الاعمال". وحاول تشيرنوميردين الرد على الرئيس بتأكيده ان السلطة الفيديرالية حولت كل ما في زمتها وقال "لقد نفذت كل الوعود المدونة" إلا ان يلتسن قاطعه قائلاً "هذا ليس صحيحاً" لكنه اضاف ان تحقيقاً يجري حالياً للتأكد ما اذا كان التقصير من السلطة المركزية او من مسؤولي الاقاليم. واكد رئيس الحكومة في حديث صحافي اثر اللقاء ان المركز الفيديرالي "ادى مهمته" وذكر ان استياء يلتسن ناجم عن ان عدداً من الاقاليم استلم المبالغ المحولة، إلا انه لم يوزعها على المستحقين. ويرى المراقبون ان هذه "المبارزة الكلامية" قد تكون تمهيداً لتعديل وزاري ذكر ان رئيس الدولة ينوي اجراءه بعد لقاء موسع مع الحكومة اواخر الشهر القادم. وفي لقاء آخر مع وزير الدفاع ايغور سيرغييف اكد يلتسن ان الوضع في القوات المسلحة "اكثر هدوءاً" من السابق وذكر ان الحياة في الجيش "طبيعية" ووعد بزيادة مرتبات الضباط والمراتب. ويبدو الرئيس حريصاً على اقامة علاقات طيبة مع وزارات "القوة" ولم تتحقق توقعات الصحافة الروسية في شأن استياء يلتسن من تصريحات وزير الداخلية اناتولي كوليكوف الذي دعا الى انزال "ضربات وقائية" بقواعد الارهابيين الذين هاجموا مواقع فيديرالية في القوقاز ودعوته الى ملاحقتهم "حتى في الاراضي الشيشانية" وقال يلتسن عند استقباله الوزير امس "انني قريب من موقفك ... كل ما اردته منك ان تنسق تصريحاتك معي". وأوضح ان اقوال الوزير "كانت تحتاج الى تعديل في الكلمات لكي لا تثير عاصفة" في الصحافة. ومن جانبه ذكر كوليكوف انه لم يدع الى استئناف الحرب لكنه شدد على ضرورة "الابادة الجسدية ... للارهابيين". وكانت السياسة الخارجية حاضرة في اليوم الاول لعمل الرئيس الروسي الذي استلم اوراق اعتماد عدد من السفراء الاجانب بينهم سفراء الولاياتالمتحدة والجزائر والامارات. وأكد يلتسن ان بلاده تعتمد مبدأ "التعددية القطبية" وشدد على ضرورة تطوير العلاقات مع الولاياتالمتحدة ولكن على اساس الشراكة المتكافئة". وأضاف ان موسكو تولي اهتماماً خاصاً للحوار مع العالم العربي وافريقيا ودول حوض المحيط الهادئ.