على رغم أنها جاوزت ال70 عاماً، إلا أن الدهشة لا تستولي على مريم أحمد، وهي تجهد في التطلع إلى رؤوس بعض النساء المُزينة بوصلات الشعر، بقدر ما تستولي على مستمعيها، وهي تتبرع في الحديث، مؤكدة بأن هذه «ليست موضة جديدة»، وقبل أن يبادر مستمعها إلى السؤال، تباغته بالقول: «نساء الأحساء في الماضي القريب، وقبل بضعة عقود فقط، كن يلجأن أيضاً إلى الوصلة»، لافتة إلى أنها كانت «حلاً، لذوات الشعر القصير». وتتابع مريم الشهيرة ب «أم صالح»، موضحة أن «حرمان المرأة من الشعر الطويل، كان يدفعها إلى الاستعانة بشعر ماعز سوداء، بعد قصه وغسله بالسدر في إحدى عيون الأحساء الشهيرة، وتقوم «العجافة»، وهي المرأة التي تتعهد بتمشيط شعر الفتيات والنساء، بوصله في شعرها، من طريق، التجديل، وعمل ضفائر»، مشيرة إلى أن موضع التقاء الشعرين «يزين بحلية من الفضة أو الذهب، إضافة إلى حزمة من أعواد الريحان»، وتسرد بعض المواقف «المحرجة»، التي تعرضت لها نساء سقطت عنهن وصلات الشعر، أثناء تبادلهن الزيارة، أو لدى عبور إحدى الطرقات المُتربة. وتشهد موضة وصلات الشعر رواجاً حالياً، خصوصاً في مناسبات الأعراس، إذ يستلزم عمل التسريحات، كثافة في الشعر، أو خُصل طويلة، ما يفسر ارتفاع أسعار تركيبها، إذ يصل سعر الاصطناعية منها بحسب أزهار محمد (صاحبة مشغل نسائي) إلى 100 ريال، فيما يبلغ ثمن تركيبها 70 ريالاً، وإذا ما رغبت الزبونة في عمل تسريحة أيضاً، يصل المبلغ الإجمالي حينئذ إلى 200 ريال، وشددت أزهار على ان «من تملك شعراً يصل طوله إلى أسفل الظهر، وترغب في تركيب وصلة، تدفع 300 ريال». وبدت أسعار مشغل آخر، أقل من سابقتها، وتبرر صاحبة المشغل سعاد عبدالكريم ذلك بالقول: «أحتاج إلى جذب الزبونات، خصوصاً ان عدداً منهن يلجأن إلى مشاغل في دول مجاورة»، وتوجز أسعارها في رقمين «ذات الشعر القصير، نركب لها الوصلة ب150 ريالاً، وذات الشعر الطويل ب 250 ريالاً»، وتشير سعاد إلى أن هناك ثلاث طرق لتركيب الوصلة، وذلك بحسب نوع الشعر، «فالشعر الذي يتمتع بصحة جيدة، يتم تركيب الوصلة له من طريق أنواع خاصة من الغراء، وفي حالة الشعر الضعيف، نلجأ إلى الخياطة»، لافتة إلى إمكان التركيب أيضا عبر أمشاط «CLIPS»، والتي يتم وضعها وإزالتها بحسب الرغبة». وترفض لولوة البن علي، تركيب الوصلة إلى زبونات مشغلها، لأن «تركيب الوصلة حرام»، مشيرة إلى الحديث القائل: «أن امرأة سألت النبي صلوات الله عليه، قائلة: يا رسول الله، إن ابنتي أصابتها الحصبة، فتمزق شعرها، وإني زوجتها، أفأصل فيه؟ فقال: «لعن الله الواصلة والمستوصلة». وحول ما يتداول من أضرار صحية ل «وصلة الشعر»، قالت استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتورة نوال بوحليقة ل «الحياة»، إنه «يوجد احتمال في أن تتسبب وصلات الشعر الاصطناعية في تحسس للبعض، وفي درجة أقل، يمكن أن يصدق ذلك على مثيلتها الطبيعية»، مرجحة حدوث «التحسس بالنسبة للأخيرة، في الموضع الذي يتم فيه الوصل، حيث تلتقي الخيوط مع فروة الشعر». وذكرت بوحليقة، أن «المشاغل النسائية، التي لا تتوافر فيها النظافة، بيئة خصبة لنقل البكتيريا، والالتهابات الفطرية، وأمراض الثعلبة، والقمل، وذلك بسبب الأدوات غير المعقمة»، مؤكدة بأن أهم مسببات انتشار مرض التهاب الكبد الوبائي، في المنطقة الشرقية «محال الحلاقة»، ممتدحة «اهتمام بعض الرجال أخيراً، في حمل أدواتهم الخاصة، أثناء الذهاب إلى الحلاق»، وطالبت النساء بأن «يحذون حذو الرجال لدى زيارة المشاغل».