تصاعد السجال الداخلي اللبناني امس، في شأن الاقتراح الذي تقدم به رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النيابية ميشال عون لإقرار برنامج لأشغال كهربائية لانتاج 700 ميغاواط بكلفة بليون ومئتي مليون دولار. واعتبر وزير السياحة فادي عبود أنَّ «الرئيس فؤاد السنيورة لا يستطيع الحديث عن الشفافية التي لم تكن موجودة خلال 20 سنة الماضية»، وقال: «نحن نضع خطة قابلة للتنفيذ، فيما الفريق الآخر يحاول تضليل الرأي العام وكأنَّ الوزير جبران باسيل سيضع الأموال في جيبه». وأعرب عن اعتقاده بأن «موقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لم يكن سلبياً من الإقتراح، في حين أن موقف «جبهة النضال الوطني» كان واضحاً من خلال النائب أكرم شهيب، ونحن في بلد ديموقراطي، وجميل أن يكون داخل الفريق الواحد اكثر من رأي». واعتبر أن «لدى الفريق الآخر رهاناً على سقوط الحكومة لأن النظام السوري سيسقط كما يعتبرون، وهناك مشروع لجعل كهرباء لبنان سوليدير لبنان». ووصف الوزير شربل نحاس «ما حدث في ساحة النجمة بالحفلة التهريجية التي تهدف الى التعطيل»، نافياً «أي إنسحاب من الحكومة»، مؤكداً ان «التيار أكبر طرف أساسي في الحكومة». ولفت عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب ياسين جابر، الى أن «الرئيس نبيه بري أراد أن يقر مشروع الكهرباء نظراً الى حاجة الناس اليها»، وأنه «سعى وبطلب من بري الى محاولة القيام بتعديلات على إقتراح القانون بشكل يوفق بين وجهات النظر لإقراره». وأكد عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النائب فريد الخازن ان «موضوع الاستقالة من الحكومة غير وارد». وأشار الى ان «رفض اقرار خطة الكهرباء اظهر عدم المسؤولية بالتعاطي مع الملف على رغم مناقشته بتفاصيله»، فيما اعتبر عضو التكتل نفسه نبيل نقولا أن «ما حدث في المجلس النيابي أسقط أقنعة كل الذين يتباكون على الكهرباء في لبنان» وحذر من أنه «إذا لم يتم التحرك خلال سنة، فإن لبنان سيعيش في الظلام». وحمل النائب وليد جنبلاط «مسؤولية عدم نجاح الاكثرية بتمرير المشروع لأنه خرج عن اجماع الحلف». وفي المقابل، قال عضو كتلة «المستقبل» النيابية أحمد فتفت: «يبدو أنَّه كانت هناك مصالح فئوية وعائلية من وراء هذا المشروع، ما دفع عون عند سقوطه إلى هذا التصعيد، وكلامه اللاأخلاقي بدعوة الناس إلى إحتلال المجلس النيابي». ولفت الى ان مشكلة عون «مع الغالبية، علماً أن الرئيس ميقاتي حاول جهده تمرير الموضوع لأن الحكومة السابقة وافقت عليه». ورأى عضو الكتلة نفسها النائب جان اوغاسبيان ان «النائب عون خبير بالحروب العبثية وبحروب الإلغاء، ودائماً في أي مفصل سياسي إمَّا أن تتجاوب مع طروحاته وإمَّا أنت عدو الله، نحن مع تنفيذ مشروع كهرباء متكامل، فليأتوا بالمشروع الذي أقرته الحكومة السابقة، وإلا كيف يمكن الموافقة على مشروع من دون معرفة من أين سيأتي بالكهرباء والأموال، فلا ثقة بهذا الوزير». وقال النائب محمد قباني: «نحن مهتمون بتأمين الكهرباء أكثر من الوزير المعني، ولكن تأمينها يتم بالعمل الذي يلتزم القوانين والشفافية ويستبدل العراضات الإعلامية بخطوات على الأرض». ملاحظاً ان «عمل وزارة الطاقة خلال هذه الفترة كان بعيداً من الشفافية، اذ حصلت تلزيمات تفوح منها رائحة الفساد وجرى توزيع المغانم على بعض المقاولين». ورأى عضو كتلة الكتائب النائب ايلي ماروني ان «ما أفقد عون أعصابه، هو انه متكل على انه مدعوم وأن لا أحد يستطيع أن يقول له لا أو يسأله سؤالاً».وعن عودة اقتراح القانون الى المجلس من دون تعديل، قال: «فليبله الوزير باسيل وعون ويشربا زومه».