أحيت «مؤسسة بشير الجميل» بعد ظهر أمس الذكرى ال 29 لاغتيال الرئيس بشير الجميل في قداس أقيم في الأشرفية. ومثل البطريرك بشارة الراعي النائب البطريركي المطران رولان أبو جودة، في حضور ممثل رئيس الجمهورية ميشال سليمان وزير البيئة ناظم الخوري وحشد من الهيئات السياسية تقدمته قيادات «14 آذار» وتيار «المستقبل» والأحزاب المسيحية. وقال أبو جودة: «نحن نشعر بالحاجة العميقة الى سياسيين أمثال بشير يكفون عن النفاق ويعملون من أجل الحوار والوفاق»، ورأى أن «الصعوبة في الحوار كما برهنت التجارب السابقة تكمن في كون مواقف الأطراف جاهزة مكتملة تشكل تناقضاً وطنياً وفكرياً وروحياً ويفجر الصراعات بدل الحوارات». وسأل: «هل القوة الخطابية والحربية والاستقواء بنفوذ الخارج، وسلاح لا سلطة للدولة عليه من عناصر داخلة في الحوار أم داخلة في لعبة النار»؟ وألقى النائب نديم بشير الجميل بعد القداس كلمة قال فيها إن «استقلالنا وحريتنا ووجودنا في خطر»، معتبراً أن «الوضع الذي وصلنا إليه اليوم لم يعد يتحمل لا تدوير للزوايا ولا مواقف مائعة ولا تبرير لتصاريح بعض الأشخاص مهما كانت مراكزهم مهمة». ورأى أن « بقاء لبنان يتطلب منا ألا نسكت ونصحح أي كلام أو موقف يهدد الوطن». ووجه نداء الى الرئيس ميشال سليمان والبطريرك بشارة الراعي قال فيه: «إن موقفهما من سلاح «حزب الله» لا يغير واقع أن هذا السلاح غير شرعي، ولا يغير حقيقة أن هذا السلاح استعمل ويستعمل كل يوم في الداخل ليرهب اللبنانيين ويفرض عليهم دولتهم وإيديولوجيتهم». وأضاف: «إذا كان فخامته وغبطته مقتنعين لهذه الدرجة بضرورة وجود هذا السلاح، فنحن مقصرون بحق الدفاع عن الوطن. وعندما يعتقدان أن الجيش اللبناني وحده غير قادر على حماية لبنان ويسمح لفئة بالتفرد بحمل السلاح فهما يشجعان كل لبناني وخصوصاً المسيحيين على حمل السلاح أسوة بالآخرين». وزاد: «لقد تعلمنا من بشير أن لا نتأخر في الدفاع عن الوطن ولن نقبل أن يحكمنا أحد بقوة السلاح ويدعي الدفاع على الأرض». وتوجه ب «نداء أخير بأن يتراجعوا عن موقفهم حتى لا يورطونا في حروب دمرت البلاد ويعيدونا الى زمن الوصاية». واعتبر الجميل في الموضوع السوري أنه «لم يكن على الدولة أن تستزلم لنظام الأسد في مجلس الأمن والجامعة العربية وتدافع عن المجازر التي يرتكبها في حق الشعب المطالب بالحرية». وتابع: «لا يمكننا أن ننسى أبداً أن هذا النظام هو ذاته الذي ارتكب أبشع المجازر بحق شعبنا واقتصادنا وقتل شبابنا وخطف رهباننا. هذا النظام لا يمكن أن يحمي أحداً وصار لازم يفل (يرحل)». وتوجه «لبعض المسيحيين العلمانيين والروحيين» مذكراً «بأنه لو خضع المسيحيون الأوائل للحكام الظالمين لما وُجد مسيحيون في سورية أو في غيرها نخاف عليهم». وأعلن الجميل عن «إطلاق جديد» لمؤسسة بشير الجميل، «مؤسسة أبوابها مفتوحة لكل لبناني وهمها تشجيع المسيحيين على التجذر في أرضهم». وقال: «إن أنظمة القتل والظلم والسلاح هي التي لن تبقى. ونبقى ونبقى ونبقى».