تعثرت انطلاقة الدراسة في العام الجديد في بعض مدارس البنين والبنات في المنطقة الشرقية، مع استمرار أعمال الصيانة والترميم في مقار هذه المدارس. وعلى رغم محدودية عدد هذه المدارس، إذ لا يتجاوز عددها أصابع اليدين، إلا أن أولياء أمور وجهوا «سهام النقد» لإدارة التربية والتعليم في المنطقة، فمشكلة استمرار الصيانة إلى ما بعد بدء الدراسة في بعض المدارس، تتكرر كل عام، دون أن تجد لها الإدارة حلاً. فيما أبدى مسؤولون اعتذارهم، مبررين أن المشكلة «خارجة عن الإرادة». وقررت إدارة التربية وتعليم في المنطقة الشرقية تحويل ثلاث مدارس ابتدائية، ومدرستين متوسطة وثانوية إلى الدراسة المسائية، في مدارس أخرى، بسبب استمرار أعمال الصيانة في مقارها، إذ تبدأ الدراسة فيها من الواحدة والنصف ظهراً، وحتى الخامسة عصراً، ووضعت الإدارة سقفاً زمنياً لإنجاز أعمال الصيانة، مدته أسبوعان. وحاول مسؤولون في الإدارة التقليل من أهمية التحويل، بالإشارة إلى أن هذه المدارس الخمس «لا تمثل سوى 0.05 في المئة من إجمالي المدارس في المنطقة، التي تضم 1008 مدارس حكومية للبنات». وكثف مسؤولون في «تربية الشرقية» عقد اجتماعاتهم لمناقشة سير الدراسة في مدارس المنطقة. فيما تشكو مدارس أخرى من «تردي مستوى الخدمات فيها»، لناحية أعمال النظافة، ونقص المياه، وتعرقل النقل ووصول الوجبات إلى المدارس، فضلاً عن نقص المعلمين، وإن كان «محدوداً». وتجسد مدرسة قرطبة الابتدائية في بلدة العوامية (محافظة القطيف)، حال الصيانة «المتردية» ونقص الخدمات، التي تشكو منها مدارس عدة في المنطقة. ففيما كان عدد من أولياء أمور الطلاب يزورون المدرسة في أول يوم دراسي، للتعرف على أوضاعها عن قرب، والتواصل مع المعلمين، اكتشفوا أنها «مكان خطر على سلامة الطلاب»، على حد تعبير فؤاد علي، الذي قال: «يقع فصل ابني في الطابق الثالث، وفوجئنا حال دخولنا إلى المدرسة أنها تخلو من الزجاج في الشبابيك، ما يجعل المدرسة مكاناً غير آمن، فلو تدافعوا في أحد الفصول، أو قاموا باللعب، فمن المحتمل أن يسقط أحدهم من الطابق الثالث. ولا أعتقد أنها مسافة قد ينجو منها طفل في هذه السن، فضلاً عن أنهم سيكونون عرضة لتقلبات الطقس، مثل الحرارة والغبار والبرودة، وحتى التكييف لن ينفع، في ظل عدم وجود زجاج على الشبابيك»، مضيفاً «تحدثنا مع إدارة المدرسة حول الوضع. ووعدوا بإنهاء الصيانة في أقرب وقت ممكن». ورفض مؤيد خميس ترك ابنه في المدرسة، بعد أن اطلع على الوضع عن قرب. وقال: «لو وقع مزاح ولعب بين الطلاب فقد يتعرض أحدهم إلى الأذى، إثر سقوطه من الطابق الثالث، فطلاب في هذه السن تصرفاتهم غير متوقعة وغير مضمونة، ولا يستطيع مربي الفصل أن يتحكم في تصرفاتهم، خصوصاً أنه لم يتم إلى الآن، وضع الجداول، ولا توجد حصص تلزم الطلاب بالجلوس في مقاعدهم، مع وجود مراقبة من المعلم، وحتى إن كانت هناك حصص ثابتة، فماذا عن وقت الفسحة؟». بدوره، قال مدير مكتب التربية والتعليم في صفوى (تتبع له مدارس العوامية) عبدالله الزهراني: «لا أعلم بوجود مشكلة في مدرسة قرطبة، ولم يصلنا تقرير بذلك». وبادر الزهراني إلى إجراء اتصال مع إدارة المدرسة، ليرد على «الحياة» بالقول: «إن نوافذ الدور الثالث تخلو فعلاً من الزجاج، وان الصيانة الموجودة لا تتبع إدارة التربية والتعليم، وإنما اجتهادات من إدارة المدرسة، لصيانتها، وتلك المجهودات مشكورة. إلا أنه لا بد من النظر في مسألة تعرض الطلاب للخطر». مبيناً أنه طالب إدارة المدرسة ب«تعديل الوضع، وتنفيذ الصيانة في شكل فوري ومباشر، ورفع تقرير إلى مكتب التربية والتعليم بذلك، وقد بدؤوا في مباشرة العمل، وأرشدتهم بضرورة إنهائه غداً، وإرسال تقرير عاجل بإنهاء التنفيذ، لأن هذا الوضع لا يحقق السلامة للطلاب».