وصف قادة المواطنين البدو في النقب (جنوب إسرائيل) إقرار الحكومة الإسرائيلية أمس «خطة توطين عرب النقب» القاضية بإخلاء 30 ألف بدوي من منازلهم بداعي توطينهم في تجمعات بدوية أقامتها إسرائيل قبل عقود، بأنها «إعلان حرب» على التجمعات البدوية كلها ينذر بانتفاضة كبيرة، كما قال النائب العربي في الكنيست ابن النقب طلب الصانع أمس. ويأتي قرار الحكومة بعد سنوات كثيرة من فشل محاولاتها وإغراءاتها لاقتلاع بدو النقب من أراضيهم، ورفضها الاعتراف ب 45 قرية يقيم فيها نحو 80 ألف إنسان محرومين من أبسط مقومات الحياة، من كهرباء وماء وبنى تحتية ومؤسسات تعليمية وصحية. وتدعي إسرائيل أن هذه القرى مقامة على أراض ليست مملوكة رسمياً للبدو. وتظاهر المئات من أبناء النقب قبالة مقر الحكومة في القدسالمحتلة ضد إقرار الخطة. وقال الصانع في مؤتمر صحافي إن الحكومة ستتحمل المسؤولية عن انتفاضة بدوية في النقب. وقال الأستاذ في القانون الدكتور ثابت أبو راس من مركز «عدالة» القانوني إن إقرار الخطة يعني المسّ بالحقوق الأساسية للمواطنين البدو، وستتسبب في اقتلاع عشرات الآلاف منهم من بيوتهم وهدم أكثر من 20 من قراهم. وأضاف أن قرار الحكومة يعكس نظرتها الحقيقية إلى البدو كمسألة أمنية وليس كمواطنين متساوي الحقوق. وأضاف أبو راس أن الخطة تعني سلب حقوق ملكية عرب النقب في أراضيهم، إذ تنص على التهام نحو 500 ألف دونم من أصل 600 الف دونم من أراضي عرب النقب التي ترفض الحكومة تسجيل ملكيتهم عليها. وتعتزم الحكومة سن قانون خاص يجعل من سكان القرى غير المعترف بها «مخالفين للقانون» بمجرد سكنهم على أراضيهم. ووصف أبو راس القرار ب «نكبة صغرى» يجب عمل المستحيل من اجل تجنبها. وتابع ان الغرض الرئيس منها هو إقامة بلدات يهودية على هذه الأراضي وتضييق الخناق أكثر على عرب النقب من خلال هدم نحو 20 قرية عربية وتجميع سكانها في البلدات القائمة. وزاد أن إخلاء هذه المناطق الخصبة الواسعة من سكانها العرب والتخطيط لهدم قرى غير معترف بها محاذية ل «الخط الأخضر» هدفه إبعاد عرب النقب عن المناطق الحدودية مع قطاع غزة وجبال الخليل، وبالتالي منع التواصل الديموغرافي الموهوم بين شقي الدولة الفلسطينية. ودعا أبو راس قادة الجماهير العربية في الداخل إلى التحرك الفوري، وقال: «هناك مسؤولية تاريخية كبرى تتحملها لجنة المتابعة للجماهير العربية، ليس فقط لدعم عرب النقب ومؤسساتهم بل بالمشاركة الفاعلة في الذود عن خط الدفاع الأول والأخير لعرب هذه البلاد هو خط الدفاع عن الأرض العربية في النقب».