أعلنت شرطة كولشستر، في مقاطعة إيسيكس البريطانية، أمس، أنها احتجزت رجلاً عمره 52 عاماً، تَشتبه بارتكابه جريمة قتل المبتعثة السعودية من جامعة الجوف ناهد ناصر المناع (28 عاماً) في العاشرة والدقيقة ال40 صباح الثلثاء. ورجّح محققون تحدثوا إلى صحف بريطانية أمس أن يكون ارتداء القتيلة العباءة والحجاب دافعاً لتعرضها لهجوم عنصري أودى بحياتها. وقالت الشرطة إن رجال الإسعاف حاولوا إنقاذ الضحية، لكنها أسلمت الروح لبارئها في مسرح الحادثة. وذكرت ضابطة الشرطة ترايسي هوكينغر لصحيفة «ديلي ميل» أمس أن الجاني استخدم مدية لارتكاب جريمته البشعة. (للمزيد) وأكدت أن مسؤولي الشرطة على اتصال بذوي القتيلة. واستخدمت الشرطة كلاباً ومروحية لتفتيش منطقة الحادثة بحثاً عن خيوط تقود إلى الجاني. وقالت إنها تعامل الحادثة باعتبارها جريمة قتل، وإنها تقوم بتحرياتها من منزل لآخَر؛ بحثاً عن معلومات. وقالت الشرطة إن القتيلة كانت ترتدي عباءة ذات لون داكن وحجاباً متعدد الألوان، وكانت تُمسك بيدها كيساً أسودَ، وتحمل على كتفها حقيبة برتقالية اللون. وعُثر على الضحية، وهي مصابة بإصابات خطرة في أنحاء متفرقة من رأسها وجسدها، وملقاة على الرصيف. وعلى رغم استدعاء سيارة الإسعاف سريعاً، إلا أن الفتاة توفيت بين أيدي المسعفين في مكان الحادثة. وفرضت السلطات البريطانية إجراءات أمنية مشددة، وأطلقت الكلاب البوليسية لتمشيط المنطقة، كما حققت مع شقيق القتيلة. ووجهت الشرطة نداء إلى أي شخص يملك معلومات عن الحادثة للإدلاء بها. وقال أحد الجيران لصحف بريطانية إن الطالبة السعودية «غادرت في تمام ال10 والنصف صباحاً، وكان كل شيء هادئاً». وأضاف: «عشت هنا 12 عاماً، وهذه الجريمة تجعلك تشعر بالقلق، ولاسيما أنها حصلت في وضح النهار». وقال صاحب منزل آخَر قريب من سكن الضحية إن «الطريق يسلكه طلاب وأهالي المنطقة، وإنه لأمر مروع جداً، ومحزن حقاً». وشدد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة الأمير محمد بن نواف على الإدارات المعنية في السفارة بوضع كامل جهدها في متابعة قضية مقتل المبتعثة السعودية. وقال بيان أصدرته السفارة أمس إن السفير استدعى مسؤولي قسم الرعاية السعوديين والشؤون القانونية؛ للنظر في الإجراءات المناسبة لمتابعة القضية، وللوقوف إلى جانب أسرة القتيلة، وتوفير جميع ما يلزمهم في هذه الظروف، إضافة إلى النظر في إجراءات التواصل النظامية والسليمة مع السلطات المحلية المعنية بالنظر في القضية. وأعرب الأمير محمد بن نواف في اتصال هاتفي أول من أمس (الثلثاء) مع شقيق الفقيدة في المملكة عن أصدق تعازيه لعائلتها، مؤكداً سرعة اتخاذ السفارة جميع الإجراءات الخاصة بنقل جثمانها إلى المملكة.