بعد 48 ساعة على مقتل طالبة سعوديّة أول من أمس (الثلثاء) في مدينة كولشستر البريطانية (90 كيلومتراً شمال شرقي العاصمة لندن)، ما زالت الشرطة البريطانية تحقق في ملابسات القضية الثانية من نوعها في المدينة ذاتها خلال ثلاثة أشهر، والتي لم تتعرف الشرطة على فاعلها حتى الآن. في حين قال مصدر في شرطة كولشستر لصحف بريطانية أمس، إن العباءة والحجاب الإسلامي اللذين كانت ترتديهما المقتولة، من بين الاحتمالات التي يمكن أن تكون من أسباب ارتكاب القاتل جريمته، خصوصاً وأن التمييز العنصري ضد الأجانب مرتفع في المدينة، بحسب إفادات مبتعثين سعوديين في المدينة تحدثوا ل«الحياة». وتعرّضت المبتعثة من جامعة الجوف لدراسة الدكتوراه في الأحياء ناهد ناصر المانع (28 عاماً) للضرب والطعن في رأسها وأنحاء من جسدها في ال10 من صباح أول من أمس (الثلثاء)، بينما كانت تمشي على رصيف للمشاة في طريقها إلى معهد اللغة الإنكليزية الذي تدرس فيه، في مدينة كولشستر. وأوضحت شرطة كولشستر أنها تحتجز رجلاً في ال52 من العمر يُشتبه أن يكون هو الفاعل، في حين قالت إنها تجمع حالياً بيانات وشهادات من السكان في المنطقة، ومن جيران الموقع يمكن أن تساعد في التعرف على القاتل، خصوصاً من الأهالي الذين استخدموا الطريق ذاته، المخصص للمشاة بين الساعة الثامنة والنصف وال11 صباحاً وقت وقوع الجريمة. وقالت إن المقتولة كانت ترتدي لوناً داكناً لعباءة طويلة وحجاباً إسلامياً متعدد الألوان، فيما كانت تمسك بيدها كيساً أسود، وتحمل على كتفها حقيبة برتقالية اللون، مشيرة إلى أنها تستجوب المارة في الطريق ذاته، إذا ما كانوا رأوا سيدة بهذا المظهر ساعة وقوع الجريمة. وعُثر على الطالبة، وهي مصابة بإصابات خطرة في أنحاء متفرقة من رأسها وجسدها، وملقاة على الرصيف في كولشستر. وعلى رغم استدعاء سيارة الإسعاف سريعاً، إلا أن الفتاة توفيت فوراً بين أيدي المسعفين في مكان الحادثة. وفرضت السلطات البريطانية إجراءات أمنية مشددة، وأطلقت الكلاب البوليسية لتمشيط المنطقة، كما حققت مع شقيق القتيلة. ووجهت الشرطة نداء إلى أي شخص يملك معلومات عن الحادثة للإدلاء بها. وقال أحد الجيران لصحف بريطانية إن الطالبة السعودية «غادرت في تمام ال10 والنصف صباحاً، وكان كل شيء هادئ». أضاف «عشت هنا مدة 12 عاماً، وهذه الجريمة تجعلك تشعر بالقلق، لاسيما أنها حصلت في وضح النهار». وقال صاحب منزل آخر قريب من منزل الضحية إن «الطريق يسلكه طلاب وأهالي المنطقة، وإنه لأمر مروع جداً، ومحزن حقاً»، بينما أضاف مقيم آخر: «آمل بأن تضبط الشرطة من فعل ذلك». وشدد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز، على الإدارات المعنية في السفارة بوضع كامل جهدها في متابعة قضية مقتل طالبة سعودية في بريطانيا. وقال بيان صحافي نشر على موقع السفارة أن السفير استدعى مسؤولي قسم الرعاية السعوديين والشؤون القانونية للنظر في الإجراءات المناسبة لمتابعة القضية، وللوقوف إلى جانب أسرة القتيلة، وتوفير جميع ما يلزم لهم في هذه الظروف، إضافة إلى النظر في إجراءات التواصل النظامية والسليمة مع السلطات المحلية المعنية بالنظر في القضية. وأعرب الأمير محمد بن نواف في اتصال هاتفي أول من أمس (الثلثاء) مع شقيق الفقيدة في المملكة عن أصدق تعازيه لعائلتها، مؤكداً سرعة اتخاذ السفارة لجميع الإجراءات الخاصة بنقل جثمان الفقيدة إلى المملكة، مبرزاً في هذا الصدد أن السفارة لن تتوقف حتى يتم التوصل إلى جوانب هذه القضية. وأكد أن القضية محل اهتمامه ومتابعته الشخصية، حتى يتم الوصول إلى من وقف وراء مقتل الطالبة، ولكي تأخذ العدالة مجراها، وأن الشؤون القانونية تتابع بشكل مباشر مع الجهات المعنية تفاصيل القضية. وأوضح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، أن شقيق الفقيدة الموجود معها في بريطانيا غادر مركز الشرطة، بعد تعرفه على جثمان شقيقته، وأنه اطمأن عليه، وعبّر له عن أحر تعازيه في وفاة شقيقته. لافتاً إلى أن الجهات المعنية ألقت القبض على مشتبه به في مقتل الطالبة، داعياً وسائل الإعلام بمختلف أنواعها إلى الاعتماد على ما يصدر عن السفارة بهذا الخصوص. وبيّن مصدر من عائلة المقتولة (فضّل عدم الكشف عن اسمه) ل«الحياة» أن الطالبة مبتعثة من جامعة الجوف، وتدعى ناهد ناصر المانع، وتبلغ من العمر 28عاماً، مشيراً إلى أنها تعمل أستاذة أحياء في جامعة الجوف، وابتعثت برفقة شقيقها في كولشستر البريطانية لدراسة الدكتوراه.