إسلام آباد، واشنطن - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - قتل 24 شخصاً على الأقل في هجوم انتحاري مزدوج شنه عنصران من حركة «طالبان باكستان» على مقر إقامة الجنرال فاروق شهزاد، مساعد قائد وحدة «فرونتير كوربس» شبه العسكرية الملحقة بالجيش في اقليم بلوشستان (جنوب غرب) والتي اعتقلت قبل عشرة ايام قائداً في تنظيم «القاعدة» ملقب ب «يونس الموريتاني» ويعتقد بأنه قائد العمليات الخارجية في التنظيم. وأكد إحسان الله احسان، الناطق باسم الحركة تنفيذ الهجومين رداً على اعتقال «يونس الموريتاني» واثنين من معاونيه. وأعلن حميد شكيل الضابط في شرطة كويتا عاصمة إقليم بلوشستان، أن انتحارياً فجر في مرحلة اولى سيارة مفخخة قادها لفتح ثغرة في جدار منزل الجنرال شهزاد، ثم ألقى انتحاري راجل قنبلتين يدويتين قبل ان يفجر نفسه داخل المنزل الذي لحقت به أضرار بالغة، كما حال مبانٍ محيطة به، علماً انه يقع قرب مكاتب حكومية بينها مكتب الحاكم ورئيس الحكومة المحلية ومكتب لوزارة الخزانة ومنازل مسؤولين حكوميين. وقدّر المسؤول كمية المتفجرات التي استخدمت في التفجيرين بنحو 100 كيلوغرام، ويقع منزل شهزاد إلى جانب مكاتب حكومية بينها مكتب الحاكم ورئيس الحكومة المحلية ومكتب لوزارة الخزانة ومنازل مسؤولين حكوميين. وأوضح شكيل أن الجنرال شهزاد اصيب بجروح مع احد ابنائه، فيما قتلت زوجته وطفلان و11 عنصراً من وحدة «فرونتير كوربس» مهمتهم أمن موكبه. وكان الجيش كشف الإثنين الماضي اعتقال «يونس الموريتاني»، معلناً ان العملية اجريت «بمساعدة تقنية وفرتها اجهزة الاستخبارات الأميركية». واشار الى ان الزعيم السابق ل «القاعدة» اسامة بن لادن كلف الموريتاني «شخصياً» «استهداف المصالح الاقتصادية للولايات المتحدة داخل اراضيها واوروبا واستراليا». وشكل الاعتقال انتكاسة جديدة ل «القاعدة» بعد قتل وحدة كوماندوس اميركية بن لادن في الثاني من ايار (مايو) الماضي في بلدة أبوت آباد التي تقع شمال العاصمة الباكستانية إسلام آباد، فيما جلبت تحسناً ملحوظاً في العلاقات بين إسلام آباد وواشنطن، إذ سارع البيت الابيض الى تهنئة قوات الأمن الباكستانية بالعملية. وكان وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا اعلن اول من امس، ان الولاياتالمتحدة ستسعى إلى استجواب «يونس الموريتاني»، واصفاً اعتقاله بأنه «أمر مشجع، لأننا نعتقد بأن الموريتاني مصدر خطر حقيقي على أمننا». لكن السناتور الأميركي الجمهوري عن ايلينوي (شمال) مارك كيرك، الذي زار افغانستان أخيراً، صرح اول من امس بأن «الاستخبارات الباكستانية تشكل تهديداً رئيسياً لأفغانستان»، وأضاف: «تهدد الاستخبارات الباكستانية القوات الأميركية أيضاً، ولا يخفى أن أميركيين كثيرين قتلوا في أفغانستان بسبب أجهزة الاستخبارات الباكستانية». وأكد كيرك أن «القاعدة» لا تزال «مسلحة وخطرة»، معتبراً ان «شبكة حقاني التي تدعمها الاستخبارات الباكستانية تمثِّل الوجه الجديد للرعب، وباتت القوة الأكثر خطورة ودموية في افغانستان». وأوضح كيرك ان افغانستان تحتاج الى مساعدة في تمويل أمنها، في وقت تستعد القوات الأميركية لمغادرة اراضيها ضمن جدول زمني ينتهي بحلول 2014، وقال: «اذا لم تتغير باكستان، نستطيع الالتفات الى الهند لتشجيع اكبر ديموقراطية في العالم على مساعدة الحكومة الافغانية التي تحارب الإرهاب والاستخبارات الباكستانية».