نيقوسيا، عمان - أ ف ب، رويترز - اقتحمت قوات من الجيش والأمن مدينة حماة في وسط سورية وأطلقت النيران بكثافة من الأسلحة الثقيلة، فيما قتل ثمانية أشخاص في سورية تزامناً مع زيارة رئيس «اللجنة الدولية للصليب الأحمر». وفي حمص، أكد الناطق باسم «لجان التنسيق المحلية» عمر أدلبي أن «3 أشخاص قتلوا في حمص بينهم اثنان في حي الخالدية وثالث في حي البياضة عندما أطلقت قوات الأمن النار أثناء عملية أمنية». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «رجلاً وابنه قتلا في حي بستان الديوان بإطلاق رصاص عندما كانا على دراجة نارية»، لافتاً إلى انه «يعتقد أن مصدر الرصاص عناصر الشبيحة»، الميليشيات الموالية للنظام. وأضاف أدلبي أن «شخصاً قتل بنيران رجال الأمن في تلكلخ (ريف حمص) وآخر في منطقة ادلب (شمال غرب) بنار قناص استهدفه بينما كان يحاول العبور عبر الحدود التركية»، كما ذكر أن «أكثر من 30 آلية عسكرية وأمنية اقتحمت مدينة حماة من دوار السباهي باتجاه وسط المدينة وسط إطلاق كثيف للنيران». وكان الجيش السوري غادر حماة، أحد مراكز الاحتجاجات ضد النظام، في العاشر من آب (أغسطس) الماضي بعد أن قام بعملية عسكرية واسعة بهدف «القضاء على العصابات الإرهابية المسلحة» التي تتهمها السلطات بتأجيج الاحتجاجات. وكان الجيش دخل حماة الواقعة على بعد 210 كلم شمال دمشق، في 31 تموز (يوليو) الماضي بعد أن شهدت تظاهرات حاشدة ضد النظام بلغ عدد المشاركين فيها نحو 500 ألف متظاهر. وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس إلى أن «صوت إطلاق الرصاص الكثيف مازال يسمع في أحياء عدة من مدينة حمص»، مشيراً إلى أن «تعزيزات عسكرية ضمت 4 آليات مدرعة و7 شاحنات دخلت إلى حي الخالدية قادمة من طريق حماة كما اقتحمت قبل قليل المدرعات حي باب الدريب». وذكر أن «قوات الأمن شنت حملات اعتقال شملت العشرات في حي الخالدية والبياضة حيث تجاوز عدد معتقلي اليوم في حي الخالدية 80 معتقلاً». وأفاد بأن «أهالي حي دير بعلبة في حمص قاموا بقطع الطريق الرئيسي الذي يصل السلمية بحمص احتجاجاً على اقتحام الخالدية». وأفادت «لجان التنسيق المحلية» بأن «قوات الأمن اقتحمت بلدة السبيل في معرة النعمان الواقعة في ريف ادلب (شمال غرب) وقامت بحملة دهم واعتقال»، مشيرة إلى أن «مدرعات تابعة للجيش تحاصر البلدة». كما لفتت إلى «اكتشاف مقبرة جماعية تحوي سبع جثث متفسخة على الأقل قرب قرية الرامي الواقعة في جبل الزاوية (شمال غرب)»، مضيفة أن «الأهالي حاولوا انتشالها إلا أن قوات الجيش قامت بمطاردتهم وانتشرت في شكل كثيف في المنطقة». ويأتي ذلك غداة مقتل 12 شخصاً بينهم امرأة خلال عمليات أمنية وعسكرية في سورية التي أعلنت بدورها مقتل ستة عسكريين بينهم ضابط، وثلاثة مدنيين في مكمن نصبته «مجموعة إرهابية مسلحة». وذكرت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» أنه تم تشييع «جثامين 11 شهيداً من الجيش والقوى الأمنية والمدنيين الذين قضوا برصاص المجموعات الإرهابية المسلحة في ادلب وحمص وفي المكمن الذي نصبته مجموعة إرهابية إلى مثاويهم الأخيرة». وأعلن مصدر محلي وقناة «أن تي في» التركية أن العديد من المدنيين أصيبوا في عملية للجيش السوري أمس في قرية قرب الحدود التركية. وأوردت «أن تي في» أن مكتب حاكم محافظة هاتاي المحاذية للحدود السورية في جنوب تركيا أرسل سيارات إسعاف إلى الحدود لنقل مدنيين جرحى اثر هذه العملية التي نفذها الجيش السوري في قرية عين البيضا. وقال مقيمون وناشطون إن القوات السورية قتلت مدنياً واحداً على الأقل أمس خلال هذه العملية التي تمت على الحدود مع تركيا بهدف منع المدنيين من الفرار عبر الحدود هرباً من الحملة العسكرية لقمع الاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية. لكن الناطق باسم «لجان التنسيق المحلية» عمر أدلبي أكد أن الحملة في المنطقة الحدودية كانت تهدف إلى جمع معلومات عن النائب العام لحماة عدنان البكور الذي أعلن انشقاقه. وقُتل عبدالسلام حسون، وهو حداد يبلغ من العمر 24 سنة، برصاص قناصة من الجيش بعدما عبر لتوه الحدود إلى تركيا من قرية عين البيضا. وقال ابن عمه محمد حسون: «أصيب عبد السلام في الرأس. كان بين مجموعة من أفراد العائلة ولاجئين آخرين تدفقوا على الحدود مع تركيا عندما انتشرت ست ناقلات جند مدرعة خارج عين البيضا وبدأوا في إطلاق النار من أسلحتهم الآلية على القرية بطريقة عشوائية هذا الصباح». وهذه أول عملية عسكرية واسعة في منطقة الحدود منذ حزيران (يونيو) الماضي. وأكد شاهد آخر أن القوات السورية مدعومة بالعربات المدرعة دخلت أيضاً بلدة الجانودية شمال غربي عين البيضا بعد أن خاضت قوات الأمن مواجهات بالأسلحة النارية مع مجموعة صغيرة من جنود الجيش المنشقين الذي كانوا يحاولون الفرار إلى تركيا. وقال أحد سكان الجانودية ويدعى بشار: «إنهم يحاولون منع أي شخص من المدنيين والمنشقين من الوصول إلى تركيا. شاهدنا في الأسبوع الماضي المزيد من اللاجئين يحاولون عبور الحدود بعد الهجمات على اللاذقية وحماة وحمص».