اخترت الأسبوع الأول من هذا الشهر لمراجعة المادة التي أتلقاها عبر الانترنت، فأنا أقرأ وأقول: «ويأتيك بالأخبار من لم تزوِّد». سأتجاوز رسائل يومية تزعم انني فزت بمليون جنيه أو عشرة ملايين دولار، وهي لو صدقت لكان القارئ بحاجة الى المرور بثلاث سكرتيرات قبل أن يصل إليّ، لأركز على نشاط آخر عبر الانترنت بعضه وطني يتراوح بين الذائع المعروف وبين جنود مجهولين يناضلون بصبر وإصرار من دون أن يتوقعوا مكافأة أو تقديراً من أي نوع. أحد أقدم المواقع في بريدي الإلكتروني هو «العودة» وقضيته كما يدل اسمه القضية الفلسطينية ومواضيعه متنوعة، فقد تكون إحياء يوم النكبة، أو 15/5، في «وادي سليكون» أي عاصمة التكنولوجيا الأميركية في كاليفورنيا، أو دبكة في مؤتمر العودة، أو الجولان والكونغرس، أو يوم تضامن مع غزة في 6/6 الجاري. الموقع معروف وأريد أن أحيي جنوده المجهولين، فهناك أسماء تتكرر وأصحابها يقومون بجهد وطني رائع مثل جِسْ غنّام ورجا شميّل وزاهي داموني وآني عنّاب وبدرية ونزار سخنيني ويوسف أبو دية وغيرهم. وثمة جهد مماثل تقوم به شبكة فلسطين، وهذه بين أكثر المواقع الفلسطينية نشاطاً، مع انها حديثة الزمن ضمن بريدي، ومواضيعها تتراوح بين السياسة والفكر والشعر، مع مقالات كثيرة، حتى يصعب اختيار أسماء أو عناوين من بين مصادر المساهمة فيها. في المقابل مركز القدس للدراسات السياسية أقل انتاجاً، إلا أن مواضيعه تحليلية، وقد تتجاوز فلسطين وقضيتها الى قضايا عربية أخرى، حتى انني قرأت للمركز خبراً عن ذهاب الكفيل من قطر بعد البحرين. مؤسسة الدراسات الفلسطينية تستحق لقب العميد، فهي سبقت الجميع تقريباً، وتأسست قبل منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت، ولها نشاط عربي واسع. ويسرني شخصياً أن توزع المؤسسة عبر موقعها الالكتروني مقالات للزميلة والصديقة ناديا حجاب التي عرفتها منذ أيام الجامعة في بيروت وعبر «الديلي ستار»، قبل أن تنتقل الى الولاياتالمتحدة. وناديا دائماً وطنية ذكية ومخلصة لقضيتها. مجلس تحسين التفاهم العربي - البريطاني (كابو) في قِدم مؤسسة الدراسات تقريباً، وجذوره تعود الى الحملة على السويس، أو العدوان الثلاثي، عندما ثار نواب ووزراء بريطانيون على حكومتهم وانتصروا لمصر. اليوم أنا عضو في مجلس ادارة كابو، ولا يزال هناك بريطانيون كثيرون يؤيدون العرب، خصوصاً القضية الفلسطينية. والمجلس ينظم مؤتمرات ويشرف على إصدار كتب ويوزع نشرة يومية عن أخبار الصحف ذات العلاقة، وقد يشارك في مهرجان سينمائي، كما سيفعل بين 11 و16 من هذا الشهر. والمدير هو كرِيس دويل. ثم هناك جماعة معارضة الحرب، وأكثرهم بريطانيون يناصرون القضايا العربية، وكان لهم موقف مشرف ومؤثر من الحرب على غزة. وأتلقى بانتظام تقارير وأخباراً وتحليلات من المعهد العربي - الأميركي الذي تأسس وأنا أقيم في واشنطن في الثمانينات، ولم يفتر نشاطه يوماً، خصوصاً في التعاطي مع الكونغرس وإجراء الاستطلاعات والتعليق والتصحيح والمتابعة، ورئيس المعهد هو جيم زغبي من أنجح المثقفين العرب الأميركيين وأوسعهم قدرة، ويكتب مقالات تحت العنوان «مراقبة واشنطن». بعد كل ما سبق هناك أشخاص نشاطهم الفردي يعادل منظمات كاملة، وقد كتبت غير مرة عن مازن قمصية من دون أن أفيه حقه فهو في الأصل عالم «جينات» عمل أستاذاً مشاركاً في جامعة يال قبل أن يعود الى الأراضي الفلسطينية، وله كتب ودراسات وأبحاث علمية، إلا أنه قبل كل هذا نشط فلسطيني لا يفوته شيء له علاقة بقضية بلاده، ويرصد النشاط السياسي الأميركي، خصوصاً أنصار اسرائيل. ثم هناك الصديق رجائي المصري الذي يكتب ويعلق بنفسه، ويتبادل الرسائل مع المفكرين الآخرين، أو يستضيف كتّاباً في موقعه إذا قرر أن مقالاً ما يستحق النشر. ولا أنسى في هذه العجالة جون الترمان مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، فهو منصف وحسن الاطلاع جداً، وعمله يفيدني كثيراً. وهناك أيضاً غيرشون باسكن الذي يكتب في «جيروزاليم بوست»، وهي يمينية، إلا أنه معتدل يريد حلاً بين الفلسطينيين وإسرائيل ويروج له ويسعى اليه. وتختلط عليّ أحياناً الأسماء فعندما فتحت رسالة من مروى الجندي وجدت انها من منظمة عالمية لتنمية الموارد البشرية، وتتحدث عن برنامج تدريب، وكنت أظن الرسالة من مروى عبدالكريم أو فاطمة النجدي، وهما مذيعتا تلفزيون مصريتان صديقتان، تابعت عملهما من لندن الى القاهرةوواشنطن. أما الزميلة ناديا حجاب ففتحت ما اعتقدت انه رسالة منها ووجدت موقعاً يبيع الحجاب.