صدر حديثاً عن دار «جداول» كتاب جديد بعنوان «غزال الكعبة الذهبي»، للباحث العراقي الدكتور فاضل الربيعي، يقدم فيه رؤية جديدة وغير مسبوقة في الانثروبولوجيا لنظام العلاقات القرابية في الإسلام. ويتناول في سياق تحليل للآية الكريمة «تبت يدا أبي لهب وتب» أشكال هذه العلاقات وجذورها في الجاهلية، وكيف لعبت في اتجاهين متناقضين أدواراً حاسمة في تطور الإسلام التاريخي. ويجد المؤلف في حكاية «سرقة غزال الكعبة»، التي صَمَتَت عنها الموارد الإخبارية القديمة مادةً خصبة لتحليل هذا النظام والأدوار التي لعبها في الصراعات الدينية والثقافية، فقد كان أبو لهب – عم النبي- وقبل أن يبزغ فجر الإسلام متهماً بسرقة غزال الرب وتحطيمه، وهو أمر أدى في ما أدى إلى أن يحكُم عليه أعمامه من قريش بقطع يده، لكنه أفلت من العقاب بفضل حماية أخواله الخزاعيين، وإن الآية القرآنية جاءت للتذكير بهذا العقاب. كما يُعيد المؤلف ربط عقوبة قطع اليد في الجاهلية والإسلام بشرائع قديمة سابقة على الأديان التوحيدية، عرفتها مختلف الحضارات، ومن بينها شِرعة جذع الأنف الطقوسية. كتاب مثير يُشرّع الأبواب أمام ظهور مدرسة أنثربولوجية عربية جديدة، تُعيد بناء المرويات العربية التاريخية والأسطورية في إطار دراسي غير مسبوق، لأحوال المجتمع العربي ورؤاه ومعتقداته. ويعد الدكتور فاضل الربيعي باحثاً مختصاً في الدراسات التاريخية والانثربولوجية، وقد صدر له عدة كتب من بينها: المسيح العربي – تاريخ النصرانية في الجزيرة العربية، و«يوسف والبئر»، و«شقيقات قريش»، و«فلسطين المتخيلة». وسيصدر له عن «جداول» 5 كتب جديدة في هذا الاتجاه.