أجمع رجال الدين في النجف خلال خطب العيد ومحاضراتهم على ضرورة الإسراع بخفض رواتب المسؤولين، فيما أكد مصدر في المرجعية أن هذا الإجماع صادر بتوجيهات من المراجع الرئيسيين في النجف وفي مقدمهم آية الله علي السيستاني. وقال المحاضر في مسجد الكوفة السيد صفاء الدين الموسوي: «يجب أن تكون للشعب وقفة حاسمة من رواتب المسؤولين الضخمة». وأضاف إن «المسؤول إذا لم يشعر بالشعب ويعيش حاله لا يستحق منصبه». وأشار الى «أنهم (المسؤولون) يتجاهلون المطالب الشعبية المنددة بالرواتب العالية التي يتقاضونها، فيما الكثير من أبناء الشعب لا يستطيع الحصول على قوت يومه». وزاد إن «خفض الرواتب مطلب مهم لدى المرجعية لتحقيق إرادة الشعب». الى ذلك، انتقد إمام وخطيب صلاة العيد في كربلاء السيد مرتضى القزويني «تقصير الحكومة في تقديم الخدمات للمواطنين»، واصفاً «الرواتب الضخمة التي يتقاضاها المسؤولون الكبار مقابل ما يقدمونه من عمل بسيط بأنها كالنار في البطون». وقال القزويني في خطبة العيد أمام حشود المصلين إن «العمل الحكومي لم يلب طموح أبناء الشعب العراقي، خصوصاً توفير التيار الكهربائي الذي يعاني منه المواطن البسيط منذ عقود». وانتقد «حجم الرواتب التي يتقاضاها كبار المسؤولين قياساً برواتب باقي شرائح الشعب». وأوضح أن «السياسيين لم يقدموا لحد اليوم أي عمل يخدم الشعب يوازي حجم الرواتب العالية التي يتقاضونها». وقال مصدر مقرب من المراجع الأربعة الرئيسيين ل «الحياة» أن «مطالبات الخطباء وتشديدهم على خفض رواتب المسؤولين جاء بتوجيه من المرجعية». وأضاف أن «المرجعية وخلال اجتماعها بالخطباء وتزويدهم التوجيهات طالبتهم بالتركيز على مطالبة الشعب المسؤولين بخفض رواتبهم». وكان البرلمان أقر خفض مرتبات الرئاسات الثلاثة لكنه لم يشمل النواب وكبار المسؤولين في الدولة. وكان السيد مقتدى الصدر خلال خطبة ألقاها نيابة عنه خطيب مسجد الكوفة الشيخ عبد الهادي المحمداوي دعا الى الخروج بتظاهرات شعبية بعد انتهاء مهلة الستة أشهر لمطالبة الحكومة العراقية بتحسين الخدمات»، مذكراً «الحكومة بمصير الحكام العرب الذين انتفضت عليهم شعوبهم وأسقطتهم في تونس ومصر وليبيا».