دعا خطباء الجمعة في العراق أمس السياسيين الى «التكاتف لوقف أعمال العنف التي تحصد الأرواح»، فيما أكد مراجع شيعة في كلمات ألقيت نيابة عنهم في مؤتمر نظمه «المجلس الإسلامي الأعلى» عدم دعمهم أي قائمة انتخابية على حساب الأخرى. وقال المرجع الديني آية الله محمد اسحاق الفياض، أحد المراجع الاربعة الرئيسين في النجف، ان المرجعية «لا تدعم اي قائمة انتخابية»، فيما حذر رئيس «المجلس الإسلامي الأعلى» عمار الحكيم من التدخلات الخارجية في الشأن العراقي داعياً الدول العربية والاسلامية والاقليمية الى دعم بغداد في الظروف الصعبة. وقال الفياض في كلمة خلال مؤتمر عقده المجلس في النجف ان «المرجعية لا تدعم اي قائمة في الانتخابات المقبلة ولا نؤيد أي طرف ولكن نؤكد ان على الشعب العراقي الكريم الاهتمام بها لأنها تحدد مصيره ومصير بلده في المستقبل». وأضاف: «نأمل بأن لا يكون الاستياء من الكتل السياسية في هذه الفترة لجهة عدم تقديم الخدمات سبباً لعدم الإدلاء بالأصوات لأن عدم المشاركة خطير جداً. وينبغي على الجميع الانتباه الى عواقبه الوخيمة. وأن ينتخبوا من كان له سمعة طيبة في أوساطهم وأن لا يدلوا بأصواتهم بعشوائية من دون معرفة المرشح». وتابع في كلمة ألقاها نيابة عنه الشيخ علي الربيعي ان «الاعمال الاجرامية التي طاولت الأبرياء من أبناء الشعب العراقي لا تمت الى الانسانية، فضلاً عن الاسلام، بصلة».ودعا «السياسيين والكتل الحزبية جميعاً إلى وحدة الصف وتوحيد الكلمة لانقاذ البلد من هذه الأوضاع المأسوية». وطالب «الحكومة والبرلمان بخفض رواتب الموظفين الكبار وفي طليعتهم هيئات الرئاسة الثلاث والوزراء والبرلمانيون وأعضاء مجالس المحافظات». وأشار الى ان «هذا خطأ فادح ينبغي تداركه وإصلاحه بأسرع ما يمكن، وإلا فانه عار كبير على من يدعي انه يمثل الشعب ويقوم باستغلاله بهذه الطريقة البشعة». إلى ذلك، أكد الحكيم في كلمته ان» الائتلاف الوطني العراقي عازم على طرحِ برنامجه المعد من قبل خبراء عراقيين اختصاصيين والمنطلقِ من صميم الواقعِ العراقي وامكاناته». أما المرجع الديني آية الله بشير النجفي فقال في كلمة ألقاها نيابة عنه نجله الشيخ علي ان «أمام العراقيين انتخابات عامة لمجلس النواب وبتكوينه ترسم خريطة للعراق اقتصادية وسياسية، فعلينا ان نحض الناس على المشاركة الفاعلة وان يختاروا من المرشحين من يحمل في جوانحه الغيرة على الدين وروح التفاني دون الوطن الاسلامي العراقي وان يكون كفوءاً يمتلك الاهلية الكافية لتولي المنصب». وحذر «من تسييس الدين واستغلال المناسبات الدينية والاماكن الدينية للدعوة الى بعض الجهات الحزبية، او بعض الشخصيات السياسية بل ينبغي على رجال الدين ان يكونوا بمسافة واحدة بالنسبة الى الجميع لأن دورهم دور الارشاد والنصح والمراقبة والاشراف على المسؤولين والكتل السياسية، ودعوتهم الى رص الصفوف وتوحيد الكلمة لانقاذ البلد من الأوضاع المتردية المأسوية والتراشقات الحزبية». وطالب المرجع محمد سعيد الحكيم بضرورة «تكاتف جميع أطياف الشعب في هذه المرحلة الحساسة وافشال مخططات الاعداء والذهاب الى صناديقِ الانتخاب»، مشدداً في خطاب ألقي نيابة عنه على ان على «كل المكونات السياسية العراقية والاجهزة الامنية والحكومة ان يكونوا في مستوى المسؤولية لحماية أبناء الشعب». وكان ممثل المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني في كربلاء السيد احمد الصافي قال في خطبة الجمعة امس ان «التفجيرات الاخيرة التي شهدتها بغداد كانت معلومة لدى الاجهزة الامنية التي لم تتخذ أي تدبير لحماية أرواح المواطنين». وأضاف أن «هناك خطوطاً حمراً يجب ان توضع بالحسبان لدى المسؤولين وعدم تجاوزها وهي أرواح المواطنين». ودعا خطيب جامع النور في ديالى الشيخ عساف الدليمي اعضاء البرلمان والحكومة الى «نبذ خلافاتهم وايجاد مخرج من الازمة الامنية التي باتت تهدد الابرياء وتحول ايام الاسبوع الى ايام دامية بعد فاجعة الاربعاء والثلثاء الداميين». واعتبر الدليمي «التصريحات الاعلامية لأعضاء البرلمان والكتل السياسية غير مجدية بقدر الخروج من ازمة الخلافات التي بدأت تنعكس على ارواح وممتلكات الشعب».