طوكيو – أ ب، رويترز، أ ف ب - أقرّ الكونغرس الياباني انتخاب وزير المال السابق يوشيهيكو نودا رئيساً للوزراء، هو السادس للبلاد في خمس سنوات، والذي سيواجه مشاكل محلية كثيرة، إضافة الى تحفظ الصين التي حذرته من تجاهل «مصالحها» والتسبب ب «عزلة» طوكيو. وخلف نودا ناوتو كان الذي لم يدمْ عهده أكثر من 15 شهراً، وتدنت شعبيته الى مستوى قياسي، بعد الزلزال وأمواج المدّ (تسونامي) التي ضربت شمال شرقي البلاد في 11 آذار (مارس) الماضي، ما اسفر عن حوالى 20 ألف قتيل ومفقود، اضافة الى كارثة في محطة فوكوشيما النووية. كما واجه كان انتقادات في حزبه الحاكم والمعارضة في مجلس الشيوخ. وانتُخب نودا الذي اختاره الحزب الديموقراطي الحاكم رئيساً له الاثنين، في مجلسي البرلمان، مع ان المعارضة المحافظة تهيمن على مجلس الشيوخ. وجاءت مؤهلات نودا (54 سنة) في قطاعي المال والضرائب، ومواقفه المعتدلة في مصلحته، لا سيما تأكيده الانفتاح على المعارضة. لكنه يواجه تحديات جمّة، بينها إعادة الإعمار التي تُقدر بعشرات بلايين الدولارات، والأزمة في محطة فوكوشيما النووية، فيما ما زال عشرات الآلاف يعيشون في ملاجئ أو بيوت جاهزة. وسبّبت الكارثة انكماشاً اقتصادياً، مع دين بلغ ضعف إجمالي الناتج القومي، وين مرتفع جداً ونفقات اجتماعية باهظة، بسبب ارتفاع معدل الشيخوخة بين السكان. ويدعو نودا الى فرض اجراءات تقشفية في الموازنة، مؤيداً زيادة الضرائب لتمويل إعادة الإعمار. لكنه يساند إعادة تشغيل المفاعلات النووية المتوقفة، بعد التحقق من سلامتها، فيما دعا ناوتو كان الى التخلي عن هذا القطاع تدريجاً. ويواجه نودا برلماناً منقسماً على نفسه، يمكن للمعارضة فيه أن تعرقل مشاريع القوانين، ناهيك عن خلافات عميقة داخل حزبه الحاكم. ورحبت الصحف بالشجاعة السياسية لنودا، إذ عزت صحيفة «أساهي» فوزه الى أنه «الوحيد الذي تحدث بصدق عن الوضع المالي الخطر لليابان»، فيما أوردت صحيفة «يوميوري» انه «للمرة الأولى يظهر في الحزب الديموقراطي صاحب قرار يمكنه الحديث عن سياسة ووسائل إعمار يمكن ان تصمد». وأضافت أن «مفتاح نجاحه يكمن في الطريقة التي سيتمكن فيها من التوصل الى تسوية مع المعارضة، خصوصاً لزيادة ثالثة للموازنة». لكن انتخاب نودا ووجه بتحفظ في بكين التي رفضت قوله إن مجرمي الحرب اليابانيين المبجلين في معبد ياسوكوني في طوكيو، دفعوا ثمن أفعالهم ويجب عدم اعتبارهم مجرمي حرب بعد الآن. وهنأت الخارجية الصينية نودا بانتخابه رئيساً لوزراء اليابان، مشددة على ان «الصين تعلق دائماً أهمية كبرى على العلاقات الصينية - اليابانية». لكن صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية وصفته بأنه «صقر»، فيما حذرته «وكالة أنباء الصين الجديدة» (شينخوا) من تجاهل «المصالح الجوهرية» لبكين، أو اعتبارها تهديداً للسلام والاستقرار في المنطقة. وطالبت في تعليق قاس نودا بالامتناع عن زيارة معبد ياسوكوني، داعية طوكيو الى الاعتراف بادعاء بكين سيادتها على جزر تسيطر عليها اليابان في بحر الصين الشرقي. وورد في التعليق: «المبادرات الجديدة في مجال السياسة الخارجية، قد تُجهض بسبب الملاحظات المثيرة للجدل التي أدلى بها نودا في ما يتعلق بالقادة اليابانيين» خلال الحرب العالمية الثانية، مذكرة بأن العلاقات بين البلدين «تدهورت كثيراً خلال إدارة كان، بسبب خلافات حدودية». ولفتت الى أن الصين هي الشريك التجاري الأول لليابان، مضيفة: «اليابان تعلق أهمية كبرى على صادراتها، ولتتخطى عقدين من التضخم، لا يمكنها أن تسمح لنفسها بعزلة من أجل مسائل ديبلوماسية».