تصاعد التوتر الإقليمي في آسيا أمس، في ذكرى استسلام اليابان خلال الحرب العالمية الثانية، إذ استغل ناشطون صينيون وكوريون جنوبيون المناسبة لتأكيد ادعاء بلديهم السيادة على جزر متنازع عليها، فاعتقلت طوكيو خمسة منهم. وسافر 14 شخصاً بواسطة قارب، من هونغ كونغ إلى جزر غير مأهولة تسيطر عليها اليابان، ولكن تدعي الصين وتايوان السيادة عليها. وأعلنت الشرطة اليابانية اعتقال خمسة منهم، سبحوا إلى الجزر في بحر الصين الشرقي، والمعروفة باسم «سينكاكو» في اليابان و»دياويو» في الصين. وقال ناطق باسم الناشطين: «نريد أن يعرف العالم أن هذه أراضي الصين، وبوصفنا صينيين يمكننا الذهاب إلى هناك لصيد الأسماك والقيام بجولة. لا يحق لليابانيين منعنا». وحض ناطق باسم الخارجية الصينية اليابان على الامتناع عن اتخاذ أي تدبير قد يعرّض للخطر، المواطنين الصينيين أو ممتلكاتهم، فيما أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) بأن الخارجية الصينية «تجري اتصالاً مع الجانب الياباني لتقديم مذكرة في شأن احتجاز خمسة صينيين في جزر دياويو». ووصل كوريون جنوبيون أمس أيضاً، إلى جزر أخرى متنازع عليها وتسيطر عليها سيول، في محاولة للتقليل من شأن مزاعم اليابان بسيادتها عليها. وتحيي ذكرى استسلام اليابان عام 1945، نزاعات إقليمية وذكريات الاستعماري الياباني الوحشي لدول مجاورة كثيرة، والذي بدأ عام 1910 وانتهى بنهاية الحرب العالمية الثانية. وتعتذر طوكيو دوماً عن ممارساتها خلال الحرب، لكن ساسة يابانيين يغضبون الدول المجاورة، بزيارتهم معبد ياسوكوني، وهو نصب تذكاري لقتلى الحرب اليابانيين، بما في ذلك أبرز مجرمي الحرب. وزار المعبد أمس، وزيرا الأمن العام والنقل جين ماتسوبارا ويويشيرو هاتا، وعشرات النواب اليابانيين. وقال ماتسوبارا الذي يرأس اللجنة الوطنية للأمن العام وهو أيضاً وزير شؤون اليابانيين الذين خطفتهم كوريا الشمالية في سبعينات وثمانينات القرن العشرين: «أفكر في أجدادنا الذين أسسوا لثروة اليابان الآن». وأعلن أنه أتى إلى المعبد «مثل أي ياباني آخر وبصفة خاصة»، علماً أن الوزراء تعهدوا لدى تولي حكومة يوشيهيكو نودا مهماتها في أيلول (سبتمبر) الماضي، الامتناع عن زيارة ياساكوني «بصفة رسمية». وفي احتفال مهيب في طوكيو، اعتذر نودا من ضحايا الفظائع اليابانية، مجدداً تعهد بلاده نبذ الحرب. وأضاف: «سبّبنا ضرراً وألماً هائلين لدول كثيرة، وخصوصاً الشعوب الآسيوية، خلال الحرب. ونبدي أسفاً شديداً، ولن نكرر الخطأ ذاته». لكن كوريا الجنوبية أسِفت للزيارة «غير المسؤولة» للوزيرين والنواب اليابانيين لمعبد ياساكوني الذي اعتبرته رمزاً ل «الماضي الإمبريالي الياباني»، وحضت «الساسة اليابانيين على مواجهة التاريخ». وذكّر الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك بتحويل اليابان الاستعمارية، حوالى مئتي ألف كورية «نساء متعة» للجنود اليابانيين خلال الحرب.