واشنطن - أ ف ب - أنهى دومينيك ستروس كان في واشنطن أربع سنوات، مؤكداً أنها «كانت الأكثر أهمية» في حياته المهنية، باعتذارات لموظفي صندوق النقد الدولي عن سلوكه في فندق «سوفيتيل» في نيويورك. وفي أجواء من التأثر، التقى ستروس كان مئات الأشخاص في مقر الهيئة المالية الدولية لوداعهم في شكل لائق، مقدماً اعتذاراته عن المشاكل التي ربما يكون سببها سلوكه، وفق ما ذكر شهود لوكالة «فرانس برس». وكان ستروس كان غادر الصندوق من دون مقدمات. واضطر إلى كتابة استقالته من سجن «ريكرز ايلندز»، حيث أُوقف بضعة أيام قبل وضعه قيد الإقامة الجبرية في 14 أيار (مايو) الماضي، بسبب دعوى رفعتها عاملة تنظيف في الفندق اتهمته باغتصابها. وأُفرج عنه نهائياً في 23 آب (أغسطس) الجاري، عندما أسقط القضاء الأميركي التهم الموجهة إليه. ولفت شاهدان، إلى أن الوزير الفرنسي السابق كرّر ثلاث مرات القول «جئت لأعتذر مِمّن شعروا بأنهم جُرحوا في هذه القضية، كان خطأ مني، واعتذر للتداعيات السلبية التي واجهتها هذه المؤسسة». وكان ستروس كان اعترف بأنه مارس الجنس مع المدعية نفيستو ديالو، بينما رأى محاموه أن موكلهم دفع ثمناً باهظاً «لخطأ عابر لا يرتدي أي طابع جنائي». وأكد ستروس كان الذي رافقته زوجته آن سنكلير إلى مقر الصندوق، أن «حضوري يهدف أيضاً إلى إنهاء» مرحلة على رأس الصندوق و»لأقول إلى اللقاء». وأشار الشاهدان، إلى أن المدير العام السابق للصندوق أشاد مرات بموظفي الصندوق، وقال إن السنوات التي أمضاها في هذه الهيئة المالية الدولية «كانت الأهم في حياته المهنية». وحضر اللقاء نحو 700 شخص يشكلون نحو نصف موظفي الصندوق في واشنطن في القاعة الكبرى للمؤتمرات. وأوضح الشاهدان انه عقد في «أجواء إيجابية جداً، كما صفقوا له والتُقطت صور». وأعلنا أن «التأثر كان واضحاً على ستروس كان وكذلك على الموظفين». وقال شاهد آخر، إن «الخطاب الذي ألقاه قوبل بتصفيق حاد، وذهب ستروس كان أبعد مما كنا نتوقع»، مشيداً باختيار الفرنسية كريستين لاغارد لرئاسة الصندوق خلفاً له، إذ «لا يمكن إيجاد خليفة له أفضل منها»، وهذا «ليس فقط لأنها فرنسية». ولم يسمح للصحافيين بحضور هذا الاجتماع. وفي تعليق وحيد على هذه الخطوة، لفت ناطق باسم الصندوق إلى أن لاغارد «عقدت لقاء قصيراً» مع ستروس كان قبل أن يتحدث إلى الموظفين. ورأى الوزير الفرنسي السابق أن للصندوق «دوراً مهماً يؤديه». وقال: «لست متفائلاً كثيراً بما سيحصل، انه السبب الذي يجعل دور الصندوق مهماً خلال الأشهر المقبلة». وفي نهاية الزيارة التي استمرت ساعتين، أعلن ناطق باسم الصندوق أنها كانت «خاصة»، وجرت «بطلب من ستروس كان»، ليغادر بعدها المقر مع زوجته.