بعد سبعة أشهر على اسقاط الملاحقات الجزائية بحقه، يسعى محامو دومينيك ستروس - كان لاقناع قاض في البرونكس في نيويورك بالتخلي كذلك عن الملاحقات المدنية التي باشرتها نفيستو ديالو العاملة السابقة في فندق سوفيتيل بنيويورك التي تتهم المدير السابق لصندوق النقد الدولي بالاعتداء الجنسي. ولن يحضر ستروس كان ولا ديالو هذه الجلسة الاولى للحق العام التي تأتي بعد يومين على التحقيق مع المدير السابق لصندوق النقد الدولي في ليل (فرنسا) بتهمة "الدعارة المنظمة" في قضية فندق الكارلتون. وبعد شكوى الحق العام التي رفعتها عاملة التنظيف في الفندق الغانية الجنسية في اغسطس، قال محامو ستروس-كان في وثيقة مطولة موجهة الى القاضي داغلاس ماكيون في سبتمبر انه لا يمكن ملاحقة موكلهم. فعند وقوع الاحداث كان يتمتع بحصانة "مطلقة" كما قالوا، على أساس منصبه كمدير لصندوق النقد الدولي، بما في ذلك لافعال قام بها بصفة شخصية، وذلك بموجب اتفاقية الميزات والحصانات في الوكالات المتخصصة التي اقرتها الاممالمتحدة العام 1947. نفيستو ديالو وخصصت الجلسة التي عقدت امس الاول امام محكمة البرونكس العليا بالكامل لهذه النقطة القانونية، أي الحصانة المفترضة لستروس - كان، والتي ظلت سارية بالنسبة الى محاميه حتى بعد استقالته من صندوق النقد الدولي وحتى مغادرته الولاياتالمتحدة. ويؤكد محامو ديالو على العكس ان ستروس - كان لا يمكنه التمتع بحصانة في هذه القضية. فحصانته اقتصرت بحسبهم على "اعمال رسمية". واشاروا الى انه لم يذكرها، لا هو ولا صندوق النقد الدولي، بعد توقيفه في 14 مايو. كما ان الولاياتالمتحدة لم تصادق على اتفاقية الوكالات المتخصصة، على ما اكد المحامون. اما القاضي ماكيون البالغ 63 عاما الواسع الخبرة ويعمل في المحكمة العليا في البرونكس منذ اكثر من 20 عاما، فلن يتخذ اي قرار فوري على ما صرح لفرانس برس. فالاربعاء الماضي كان مخصصا فحسب للاستماع الى حجج الطرفين وتوجيه الاسئلة اليهما. وسيصدر قراره خطيا في الاسابيع المقبلة. وتهدف دعوى الحق العام الى الحصول على تعويضات عطل وضرر لم تحدد قيمتها. وقال تيبو دو مونبريال محامي ديالو عبر الشبكة الاخبارية الفرنسية ان موكلته "تريد الحصول على اقرار بانها ضحية وبحقيقة الاعتداء الذي تعرضت له". وهي تتهم ستروس - كان باجبارها على ممارسة فعل جنسي معه في جناحه في فندق سوفيتل في نيويورك في 14 مايو الفائت. واعترف ستروس-كان بعلاقة "غير مناسبة" لكنه اكد انها لم تحصل "لا بالعنف ولا بالاكراه ولا بالاعتداء". ولم تظهر الشابة البالغة 33 عاما منذ هذا الصيف. وغادرت شقتها القديمة في البرونكس لكنها ما زالت تقيم في نيويورك. وقال مونب ريال ان ديالو "ما زالت موظفة في سوفيتيل ولو انها لم تستأنف عملها بعد، انها تنتظر وتعالج كتفها الذي اصيب في اثناء الاعتداء". ولم يغير رد الدعوى الجزائية في اغسطس بعد تشكيك المدعي بمصداقية ديالو شيئا في دعوى الحق العام المستقلة تماما في الولاياتالمتحدة. ويمكن بالتالي الفوز بدعوى جزائية وخسارة الحق العام على ما حصل في قضية لاعب الفوتبول الاميركي السابق او جيه سيمسون الذي حصل على براءة في الدعوى الجزائية من تهمة قتل زوجته وصديق العام 1995 لكنه ادين في الحق العام في 1997 وحكم عليه تسديد 33,5 مليون دولار كعطل وضرر. وان قرر ماكيون ان ستروس-كان يتمتع بالحصانة فستنتهي دعوى الحق العام. لكن ان رفض حجة محاميه فستبدأ مرحلة الاعداد للمحاكمة.