نيويورك - أ ف ب - طالب سايروس فانس، مدعي عام محكمة مانهاتن في نيويورك، القاضي مايكل اوبوس وقف كل الملاحقات في حق المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس – كان في قضية اتهامه بالاعتداء جنسياً على عاملة التنظيف الغينية نفيستو ديالو لدى عملها في فندق «سوفيتيل» بنيويورك في 14 أيار (مايو) الماضي. ويشكل ذلك تحولاً كبيراً في القضية اعتبره محامو المدعية بأنه «إنكار للعدل». وكتب المدعي فانس في وثيقة من 25 صفحة وجه الى القاضي: «كذبت ديالو بشكل متكرر على المحققين»، موضحاً أن عناصر مادية تدل على وجود «علاقة جنسية سريعة» لها مع ستروس - كان، «لكن لا يمكن تأكيد أنها فرضت عليها». وأضاف إن «أكاذيب عاملة التنظيف أضرت بصدقيتها كشاهدة في القضية»، مؤكداً أنها كذبت في «كل لقاءاتها تقريباً مع المدعين، على رغم دعوات وجهت إليها لقول الحقيقة، وإذا كنا لا نصدقها لا يمكن أن نطلب من هيئة المحلفين أن يفعلوا ذلك». وقال محامو ستروس - كان الذي دفع ببراءته في السادس من حزيران (يونيو) الماضي إن موكلهم «ممتن» لقرار المدعي. وأكدوا في بيان «أعلنا منذ البداية أنه بريء». في المقابل، رأى كينيث تومسون، محامي ديالو، بعد لقاء قصير عقده مع موكلته في مكتب المدعي فانس، أن القرار «إنكار للعدل، إذ رفض حقها في قضية اغتصاب». وأضاف المحامي أن «المدعي لم يرفض مساعدة ضحية بريئة فقط، بل يملك أدلة مادية في القضية»، وسأل: «إذا لم يدافع مدعي مانهاتن الذي انتخب لحماية أمهاتنا وبناتنا وأخواتنا وزوجاتنا وجميع من نحبهم، عنهن حين يغتصبن أو يتعرضن لاعتداء جنسي، فمن سيفعل ذلك»؟ وحاول تومسون منع وقف الملاحقات بطلبه من قاضٍ سحب الملف من فانس وتعيين مدعٍ خاص للقضية، لكن طلبه لم يثر اهتمام أحد. ويمكن أن ينهي ذلك المواجهة القضائية التي تدور منذ ثلاثة أشهر بين المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي وعاملة التنظيف، من دون معرفة ما حصل فعلاً في الجناح رقم 2806 بفندق «سوفيتيل». لكن إغلاق الملف الجنائي لن ينهي القضية في الولاياتالمتحدة، إذ رفع محامو ديالو مطلع الشهر الجاري دعوى مدنية أمام محكمة في برونكس، المنطقة التي تتحدر منها ديالو، للحصول على تعويضات بعد «الاعتداء العنيف والسادي» الذي تعرضت له موكلتهم. وكان المدعي فانس الذي أمر بتوقيف ستروس - كان في أيار، بدأ نهاية حزيران في التشكيك بصدقية المدعية وقدرتها على إقناع هيئة للمحلفين، وقال إنها كذبت مرات في شأن ماضيها وكل ما جرى بعد الحادثة، كما رفضت لفترة طويلة الاعتراف باتصال هاتفي مسجل تحدثت فيه في 15 أيار مع صديق مسجون عن ثروة ستروس - كان. واعترفت السيدة بأنها ارتكبت أخطاء خلال مقابلة تلفزيونية أجرتها نهاية تموز (يوليو)، لكنها أكدت أنها تقول الحقيقة، وروت تفاصيل اعتداء ستروس - كان عليها في جناح الفندق الذي اعتقدت بأنه خالٍ.