لفت رئيس لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية في القطيف علوي الخباز أن فعاليات مهرجان القطيف تربط بين الماضي والحاضر، مشيراً إلى أن «التطور لا ينسينا ما كنا عليه قبل سنوات، وليرى أبناؤنا ذلك معنا»، وقال: «من الجلي أن أي مهرجان مهما بلغت طاقاته وإمكاناته، في أي مكان وزمان، لا يخلو من تاريخ وجذور المنطقة المقام فيها، وتحظى الأركان التراثية باهتمام وتقدير بالغين من قبل الزوار». وأشار رئيس المهرجان عبد رب الرسول الخميس إلى أن المهرجان ينطلق ثاني أيام العيد، والعمل جار ليل نهار من قبل الكوادر، ليكون على أهبة الاستعداد ليوم الافتتاح، مشيرا إلى أن «الفعاليات المرتبطة بالتراث، تكون عامل جذب لزوار أي مهرجان، لذا اخترنا أن تكون لدينا فعاليات تراثية، والتي هي البيت القطيفي، القهوة الشعبية، ولنجة الكرب، حيث جهز الفعاليات وتابعها أشخاص لهم معرفة وخبرة في تلك المجالات» مبيناً أن «التأسيس لفعاليات تراثية، يستهلك الكثير من الوقت والجهد، ويكون العمل عليها أصعب من فعاليات حديثة أخرى». من جانبه، أوضح المسؤول عن فعالية «لنجة الكرب» حسن المرهون أنه «قد يكون المسمى غريباً، ولا يعرفه إلا قلة، إلا أن المقصود بلنجة الكرب لعبة لها تاريخ طويل مع أطفال المنطقة تحديداً، فلنجة الكرب وان ارتبطت بشيء ما، فقد ارتبطت بشيء له ارتباط وثيق بسكان المنطقة، هو النخلة»، موضحاً «انها عبارة عن لعبة قديمة مخصصة للأطفال، كان أجدادنا يلعبون بها سابقاً، فعند ابتداء موسم ظهور ثمرة النخيل، يقتص الأهالي «الكرب» ويشذبوه ويثبتوه بسارية يضاف إليها الشراع، ليكونوا على استعداد بعدها للعب بها وإلقائها في مياه البحر على السيف، كما تم تأسيس فريقين من الشباب، مهمتهم تسليط الضوء على هذه اللعبة وتطبيقها على أرض الواقع، ثم تعليمهم كيفية تصنيعها ووضعها في أكياس، ومن ثم بيعها بثمنٍ رمزي للأطفال، وذلك لإحيائها وإعادة فكرتها للجيل الجديد»، مضيفاً «من إحدى أفكار المهرجان، اقتناء الطفل هذه اللعبة، والتي ستتيح له فرصة تركبيها من جديد أمام الجميع، ومن ثم وضعها في مياه البحر». البيت القطيفي هو الركن الشعبي الثاني ضمن المهرجان. وأوضح المسؤول عنه الباحث في شؤون التراث عبد رب الرسول الغريافي أن «البيت القطيفي سيكون ممثلاً لثلاث حقب مرت على أرض القطيف، وهي فترة من الأربعينات حتى الستينات، وحقبة أخرى هي حقبة الستينات حتى السبعينات، ويظهر ذلك بشكل واضح من خلال غرف النوم التي سيضمها هذا المنزل، فللجيل الأول كانت السرائر الهندية، ثم يليها سرير»السجم» وآخرها جيل «البلنغ». وأضاف «القينا الضوء على الشكليات التي كانت تشكل أهمية قصوى سابقاً في المنطقة، ومنها يعرف المستوى المادي والاجتماعي، فأخذ البيت القطيفي من كل منها شيئاً وارتسمت ملامح الكثير من المنازل فيه، إلا أن أهمها هو الأقواس القطيفية المدببة التي اعتبرت قديماً رموزاً للمنطقة، انفردت بها، والمنحيات في أرجاء المنزل التي تتضح كثيراً في بيت الدرج»، مشيراً إلى أن للزخارف في المنازل القطيفية أهمية كبرى، فلا يخلو منها منزل، إضافة إلى تفاصيل كانت لها وظائفها مثل الدهليز الذي يسمى محلياً «دهريز» وتكوينات ساحة المنزل (الحوي)، والبهو الرئيس (الليوان)، كما يضم البيت القطيفي تسع غرف ومجالس تأخذ الزائرين لحقب زمنية، تعاقبت على المنطقة وتركت أثرها في ملامح حياة الناس اليومية، مثل كغرفة الكندود (الجندود)، وهي مصنع الدبس ومخزن التمر في آن واحد، وغرفة المئونة التي تخزن بها القدور والأواني غير المستخدمة، كما توضع فيها المواد الغذائية». وقال الغريافي: «أما غرفة المجلس النسائي، فلم يوجد سوى في منازل الأغنياء القلة في الحقب القديمة، وتواجدت في البيت، لأنه صمم على أساس نماذج منازل الوجهاء، إلا أنه هنا في القطيف يناسب كل المستويات بلا فرق». وعن انجاز العمل، أكد الغريافي «ان البيت القطيفي شارف على الانتهاء، ومن ملامح المنزل التي قسمت إلى حديثة قديمة، أي لا تعود لعصور ساحقة، وقديمة جداً، وقديمة حديثة أي لعصور ليست بالبعيدة، ويتميز هذا النموذج بخاصية إعادة تفكيكه وتركيبه في أي وقت وفي أي مكان، كي لا يهدم وبعيداً عن الخسائر المادية التي تلحق عادة ببعض نماذج المنازل التي تقام في المهرجانات».