عادة ما تحيي المهرجانات الثقافية بعض المظاهر التراثية, وتعيدها من جديد للواجهة وتنعش بها الذاكرة، فمهرجان "واحتنا فرحانة" الذي ينظم بشراكة بلدية القطيف وعلى شاطئها، أراد القائمون عليه إحياء لعبة قديمة ضمن فعالياته، وهي اللعبة التي تسمى ب"لنجة الكرب". و"اللنجة" هي مركب بحري صغير الحجم, أما "الكرب" فهو الجزء السميك من نهاية سعف النخيل, الذي يقطع منها فيكون مثلث الشكل تقريبا ويشبه إلى حد ما شكل السفينة، فيعلق على ظهره سارية بأي وسيلة متاحة، وحينما يبدأ وقت اللعب يوضع "الكرب" في الماء ليبحر بعيداً، ومن ثم يبدأ التنافس على سرعة وجودة صناعة قواربهم الخشبية التي تخلو من الأشخاص. واختار منظمو المهرجان أيام الفعاليات ورقعة الشاطئ، ليكون الإطلاق الجماعي للقوارب الصغيرة التي قد تذهب بلا عودة. وحول هذه اللعبة القديمة، أشار الباحث التاريخي عبد رب الرسول الغريافي ل "الوطن" أمس، إلى أن إحياء اللعبة يهدف إلى تذكرها من جديد ونشر فكرة سهولة ابتكار لعبة للأطفال، ومن هنا جاءت فكرة تعبئة "الكرب" في كيس بلاستيكي ومعه السارية القماشية لتركيبها في المهرجان ويطلقها الجميع في وقت واحد على الطريقة القديمة. وأضاف الغريافي أن هذا الجزء من النخلة "الكرب" يستخدم في التدفئة والطبخ أيضاً، مضيفاً بقوله: "إلا أن قلة الألعاب قديما دفعت أجدادنا نحو الابتكار والتجديد في كل حياتهم وحتى في ألعاب أطفالهم".