إسلام آباد، كابول - رويترز – بعد يومين على إعلان مسؤولين أميركيين مقتل الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» الليبي عطية عبدالرحمن في غارة جوية شنتها طائرة من دون طيار قرب بلدة مير علي في اقليم شمال وزيرستان في 22 الشهر الجاري، «ما يشكل انتصاراً كبيراً في الحرب على التنظيم، نفى مسؤولون باكستانيون امتلاكهم معلومات تؤكد هذا الامر. وقال مسؤول عسكري باكستاني كبير: «أجرينا تحريات، لكن ليس لدينا تأكيد من أي مصدر حتى الآن في شأن مقتله». ويوحي ذلك حسب خبراء عجز الاستخبارات الباكستانية عن رصد معلومات تتعلق بشمال وزيرستان او أجزاء أخرى من مناطق القبائل شمال غرب البلاد، حيث يصعب اختراق الطبيعة الوعرة ومشاكل العلاقات بين شبكات مبهمة وسلطة القبائل. ويسارع المتشددون غالباً الى دفن زعمائهم الذين يقتلون، ما يصعب الحصول على أدلة عن مصيرهم، علماً ان تأكيد مقتل عبدالرحمن سيوجه ضربة كبيرة ل «القاعدة» الذي لا يزال يتعافى من آثار قتل زعيمه اسامة بن لادن في عملية سرية نفذتها وحدة كوماندوس اميركية في بلدة أبوت آباد الباكستانية في الثاني من ايار (مايو) الماضي. ويؤكد خبراء ان باكستان تمر اليوم بأسوأ حقبة لها منذ اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001، ويقول الصحافي احمد رشيد الذي حقق كتابه «طالبان» مبيعات عالمية منذ الاعتداءات إن باكستان «باتت معزولة بالكامل بسبب حرب اخرجت ارهاباً وطائفية وضعفاً في اركان الدولة، وحركات تمرد عرقية اكثر خطورة»، محملاً باكستان نفسها المسؤولية بعدما بددت اموال المساعدات الأميركية ورفضت اعادة ترتيب اولويات أمنها القومي. ويتابع رشيد: «سياسياً كان الخطأ الافدح هو احتضان الجيش والاستخبارات العسكرية الباكستانية لطالبان الافغانية، واعادة اطلاقها مجدداً. كان ذلك امراً بالغ الضرر، وأدى الى تنامي طالبان باكستان». ويشدد الصحافي زاهد حسين على ان «باكستان باتت اقل اماناَ بكثير الآن عنه قبل عشرة اعوام، إذ اصبحت ساحة قتال وامتداداً للحرب الافغانية، وتواجه الان تهديداً خطيراً يمس استقرارها». وفي افغانستان، اعلن زعيم «طالبان» الملا عمر في بيان رصده موقع «سايت» الالكتروني الأميركي لمراقبة مواقع الاسلاميين ان حركته تريد تعزيز قطاعي التعدين والطاقة في البلاد حين تستعيد السلطة بعد انسحاب القوات الاجنبية بحلول نهاية 2014. ويمثل الاهتمام بالاستقرار الاقتصادي والاستثمار في التعدين توجهاً جديداً للحركة الاسلامية التي اطاحت قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة سلطتها نهاية عام 2001. وقال الملا عمر في مناسبة عيد الفطر المبارك: «لدى افغانستان أرض شاسعة تصلح للزراعة ومناجم غنية بالمعادن، وامكانات عالية من موارد الطاقة، ما يمنحنا فرص كبيرة لتنفيذ استثمارات ستنشلنا من مخالب الفقر والبطالة والتخلف والجهل». وأكد ان «طالبان» ستضمن حماية القطاع الخاص وان «رجال الاعمال سيحصلون على تشجيع اضافي من دون اي تمييز لخدمة دينهم وبلادهم»، مشدداً على ان المعركة الحالية ضد قوات الحلف الاطلسي (ناتو) ستسفر عن «انتصار وشيك» ل «طالبان». ويسابق الحلف الزمن لتدريب الجيش والشرطة الافغانيين الضعيفي التجهيز بنهاية 2014، فيما ساندت الولاياتالمتحدة والحلف في وقت سابق من السنة الحالية على مضض خطة سلام اقترحتها كابول للتفاوض مع بعض اعضاء الحركة التي تصر على مغادرة جميع الاجانب من البلاد.