لا تخلو دولة عربية من ميدان أو نصب للجندي المجهول. لكن سؤالاً يطرح ذاته، هل توحي كلمة «جندي» بأن المكرم المجهول منخرط في إحدى المؤسسات العسكرية أو الأمنية؟ ربما يكون ذلك، والاحتمال الآخر كذلك وارد. إذ من المرجح أيضاً أن يكون جندياً من جنود الوطن المخلصين، أياً كان القطاع الذي يعمل فيه، وأياً كانت الطريقة التي قدم فيها خدماته «المجهولة». في كل مكان ثمة «جندي مجهول»، لكن هذه المرة تسلط «الحياة» الضوء على «جندي مجهول» آخر، مختلف عن سواه، ليس من بني البشر. إذ تستعرض في تحقيق أعدته عن مصلحة الجمارك والمنافذ الحدودية، دور كلاب الجمارك البوليسية في إحباط تهريب الممنوعات، خصوصاً ما ينضوي تحت قائمة المخدرات. حاسة الشمّ الحادة سلاح تلك الكلاب الضخمة التي سخرت لها مصلحة الجمارك كل ما يزيد من فاعليتها، إيماناً منها بفاعلية دورها، وقدرتها على إدراك ما لا يدركه الإنسان أو تعجز عنه الأجهزة. على المنافذ الحدودية بأشكالها المختلفة، سواء كانت برية أم بحرية أم جوية، تقضي هذه الكلاب المميزة معظم حياتها التي تتجاوز العقد الواحد بسنوات قليلة في أحسن الأحوال، أو في أحد المنافذ البريدية، لتراقب الطرود البريدية وتكشف عما إذا كانت تحتوي على مواد مخدرة أو ممنوعة. ولا تقتصر مهمة «الجنود المجهولين» على الكشف عن المخدرات، فالمتفجرات أيضاً قصة معها، فإدارة الوسائل الرقابية في الجمارك ستتولى التدريب والإشراف التام على البرامج الخاصة بالكلاب البوليسية للكشف عن المتفجرات لمصلحة الشركات والمؤسسات الأهلية العاملة في مجال الحراسات الأمنية المدنية الخاصة.